اعترفت إسرائيل بجمهورية جنوب السودان بعد يوم من إعلان استقلاله، وعرضت تقديم مساعدات اقتصادية للجنوب بعد انفصاله عن السودان الذي لا يقيم علاقات معها. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام مجلس الوزراء يوم الأحد: (أعلن هنا أن إسرائيل تعترف بجنوب السودان)، وأضاف: (نتمنى لها النجاح. إنها دولة تسعى للسلام وسنسعد بالتعاون معها كي نضمن تنميتها ورخاءها). وخلال الاجتماع، قال وزير الداخلية إلياهو يشاي: إن إعلان قيام دولة جنوب السودان سيجعل من السهل على إسرائيل أن تقوم بترحيل لاجئي السودان من أراضيها، حيث يعيش في إسرائيل آلاف اللاجئين والعمال المهاجرين من السودان. وأعلن مسؤولون إسرائيليون بارزون في تصريحات أوردها راديو (صوت إسرائيل) – أن (إقامة دولة جنوب السودان تشكل مثالاً لعملية نتجت عن مفاوضات ولم تأت بالإكراه أو نتيجة إجراء أحادي الجانب، وهذا الأمر يجب أن ينطبق على الفلسطينيين أيضاً) – على حد قولهم. ومن جهة أخرى احتفل المئات من اللاجئين السودانيين في إسرائيل باستقلال دولتهم في رقصات جماعية وخطب حماسية، وقاموا بتهنئة بعضهم البعض باستقلال دولة جنوب السودان، وأشارت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية إلى أن مظاهر البهجة والفرحة انتشرت بين الجنوبيين كما لو أنهم يحتفلون لأول مرة في حياتهم، بحسب ما نقله موقع (محيط) الإلكتروني. من جانبه، أعلن بيس تيانق، وهو لاجيء من جنوب السودان في إسرائيل، عن تعيينه قنصلاً عاماً لجنوب السودان في تل أبيب، موضحاً أنه تحدث مع عدد من كبار المسؤولين في جوبا، الذين وافقوا على ترشيحه لهذا المنصب. وقال تيانق، في حديث له مع صحيفة (هاآرتس)، إنه يعيش في إسرائيل كلاجيء سياسي منذ 6 سنوات، تنقل فيها بين إيلات وعدد من المستوطنات القريبة منها، الأمر الذي أهله للارتباط بعلاقات قوية ومتميزة مع أكثر من مسؤول إسرائيلي، وهو ما أسهم في مصادقة جوبا على تعيينه. وأقام تيانق بالفعل مكتباً قنصلياً لرعاية شؤون جنوب السودان في مدينة إيلات. وضم المكتب صورة ضخمة للزعيم الراحل جون قرنق وبعضا من الموسوعات عن جنوب السودان، من أجل منح أي إسرائيلي المعلومات التي يرغب بها عن الدولة الوليدة. واشار تيانق إلى أن خبرته الواسعة في إسرائيل وعلاقاته مع بعض من أعضاء الحكومة فيها من بين الأسباب التي أدت إلى مصادقة جوبا على تعيينه ومنحها الصلاحيات الدبلوماسية والإمكانيات الخاصة له من أجل افتتاح قنصلية جنوب السودان الجديدة في إسرائيل.