إن محصول البن من المحاصيل الاقتصادية الأولى للجارة العزيزة اثيوبيا، يقال بعض الروايات والاساطير تشير ان اول قرية في التاريخ اكتشف فيه محصول البن هي قرية «كافا» الاثيوبية قبل مملكة اكسوم الحبشية وان السلطات الانجليزية حرفوا اسم كافا الاثيوبية الى «كوفي Coffe» ويقال انها ايضا كانت من المشروبات المزاجية لملك الحبشة «أحمد النجاشي» وفي عهد «آسي فاسل» حاكم قندرا تمت زراعة محاصيل البن في كل من «جما» و«أروما» فانتشرت في الجزيرة العربية وفي افريقيا ودخول البن في شرق السودان كان في عهد عبد الله بن الجهيم الذي قدم الى ارض البجه فانتشرت منذ ذلك العهد في شرقنا الحبيب فأصبحت من ضمن العادات والتقاليد الثقافية ورويداً رويداً في ربوع السودان ولكن شراب الجبنة في السابق كان عند الناس الكبار الشيوخ حتى أهلنا في شرق السودان اطلقوا ابيات شعرية يمجدون شراب الجبنة «فنجان جبنة بشماله يسوي الدنيا بحاله يا بنية سوي الجبنة يا بنية» ولكن في السنين الاخيرة اصبح شراب الجبنة ظاهرة عصرية وسط الشباب والشابات وهنالك طقوس لشراب الجبنة في بعض المناسبات مثل الاعراس واصبح في جبال النوبة عدة الجبنة من الاشياء الاساسية في شيلة العريس اكراما لأم العروسة. وايضا هنالك عديد من المسميات جبنة حبشية جبنة بفشارة جبنة سودانية. في الاسبوع الماضي دعاني صديقي لكي نذهب سويا الى سوق كرور بام بدة من اجل شراء عدة الجبنة لان نسيبته اتت من الجبال فحاول ان يكرمها تقديرا واكراما لها فذهبنا الى سوق كرور فجلسنا الى أحد الرواكيب من اجل شراب جبنة الصباح فجاءت احدى الاخوات الظريفات بماء مثلج فقالت طلباتكم فقلنا لها جبنة فقالت هنا الجبنة انواع في جبنة حبشية وجبنة سادة وجبنة بفشارة وجبنة في جبنة فقلنا ليها حبشية فقالت بالمناسبة الحبشية بخمسة وعشرين «ج» قلت ليها ليه الجبنة دي في سوق كرور ولا في فندق الامبسدور. فقلنا ليها يا اخت جبنة سادة فقالت بثلاثة جنيه ونحن جلوسا اذ اتانا شابان من حناكيش كرور فقالوا للبنت جبنة حبشية فالشمار كاتلنا لكي نتعرف على الجبنة الحبشية فبعد دقائق جاءت الاخت وهي تحمل صينية فيها عديد من الاشياء عصاير باسم مشوار المساء والكون حزن وفشار وحلاوة وكاكاو ولبن وبخور جاولي يعني بس ناقص حنانة عشان تكون حنة عريس وبعد ذلك قام احد الحناكيش بدفع مبلغ خمسة وعشرين جنيها فامتلأت غضبا اللهم لا حسد تخيل مزاج الشباب وصل الى وين! فقلت لصديقي: انا لو دفعت خمسة جنيه في الجبنة يربطوا لي سير درب طوالي ويودوني مستشفى ام درمان. فنسينا شراء عدة الجبنة وركبت الركشة انا وصديقي فتذكرت قصة عمك بلة لان بله كان عنده كارو حصان كل صباح حاجة السرة بتقلي الجبنة قدام الحصان والحصان ادمن على دخان البن وفي يوم من الايام عمك بلة سافر الكاملين مكث يومين فمرض الحصان عمي بله وكت جاء من السفر حاجة السرة قالت ليه منذ ما سافرت الحصان مريض فيحتاج الى حكيم عمي بلة قال ليها خلاص قومي اعملي كباية جبنة عشان امشي اجيب الحكيم حاجة السرة قاعدة تقلي الجبنة بالقرب من الحصان فجأة قام الحصان بكل نشاط وقف فاستغرب عمك بلة فقال عاد دا كلام ما تقول لي انت خرمان جبنة. كل هذا وانا سارح في الركشة بعد ذلك وصلت البيت وجدت المدام قلت ليها تصدقي الجبنة في كرور بخمسة وعشرين جنيه قالت لي الوداك هناك شنو دا بناسو انتو الواحد في البيت يعمل ليه جبنة ببلاش ما يشرب انا جايني نسوان اعمل ليهم قعدة جبنة حيدفعوا لي مائة جنيه دايراك تفرش لي ملايات البرندة وتكون مشدودات سامع قلت ليها حاضر جدا وانا افرش الملاية وبغني جبنة حبشية تلاي تلي لا لا لا..؟!.