٭ عشية ميلاد الدولة الابنوسية الاستوائية مناخاً وامطار بلل شعر رأسي (المصبوغ) عرق.. واختلط العرق.. بالعرق.. ورقصت مع أبناء جلدتي على إحساس (الترم.. ترم).. نعم انه أخي الازرق المثير.. كذاب كما قال صلاح احمد ابراهيم الذي يقول في السودان انني الصريح إنني النقي العرق.. إنني المحض أجل كذاب.. ويظل يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً!! تنبأ شاعر الحب والجمال والثورة صلاح احمد ابراهيم عندما طلب من ملوال ان يفكر معه.. وجاءنا من قلبه يوحسه بنبأ عظيم: يوم لا تقوم بيننا السدود والحدود، يوم لا يعذب الجدود في قبورهم حاضرنا، وإن قال شيخ حسن الترابي (لا عذاب في القبر!) وان قال (بن التني) جدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي الماليه ثمن؟!.. كان الاجدى لنا مزيد من التلاحم.. لا الدين.. لا الامل.. ولا سعاية الغريب.. لا جناية الغبي.. ولا وشايه من المغني الردي تدب كالصلصال في القلبين.. فكرا معي سلفا والبشير الى اين المسير؟ ان المسيرية الذين كتب كتاب ناظرهم فرانسيس دينق قبل ان يكتب عن الناظر دينق يجب الا ينسون ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة.. نعم الإيثار ثقافة سودانية راسخة إلا في السياسة ولعبة الكراسي القذرة( دعوها إنها نتنة؟!) السياسيون مالهم يكذبون.. والشعراء ما زالوا في بحر يهيمون ولكن لا يتبعهم القاوون بل يزجرهم الانفصاليون الذين كثروا مال قارون.. واوسودناه مرة أخرى!! اختلط ابن الشمال بابن الجنوب وسمعت الراحل احمد المصطفى يردد يا الفي الشمال حي الفي الجنوب.. نعم اختلطت جوبابالخرطوم واصبحت الالوان المتدرجة نحو الزرقة والمنفتحة نحو الكاكاو تنبيء بأننا شماليون في جوبا.. جنوبيون في الخرطوم منفيون في الوطن.. لعل اقتبس هذا من شاعر بلاد سبأ ابن بردون.. وما بين الشاعر والشارع احرف متشابهات فلتنطلق تلك الحروف المتشابهة واكتب لي يا غالي الحروف فالعين تدمع والعقل يشفع و(دا إنفصال سمع وشوف).. شوف عيني جنا تراب رفص على أنغام وردي !! فلماذا هاجمتم حفيد النحلان إنه انسان يحس ويطرب وهو الذي جعلكم تعيشون على (مخدات الطرب) فلنرفص مع الشيخ (وبعد العِشاء، مافي اختشى؟!! فهل رقصة الشيخ الوحيدة إنستكم الرقصه المستدامة!! والله تذكرها أغنيه يا حمامة مع السلامة.. ظللت جوك الغمامة سيري في جوك المعطر.. نعم المطر نازل في جوبا.. ويوما ستعود حمامة جوبا الى غابة السنط في مقرن النيلين.. ولا زال النيل جارياً.. وشدوا الحيل امام مجرى السيل فالخريف قادم فمن غير فتيان الابنوس كانوا يشقون المصارف والله الوالي عارف.. ومصارف الزكاة لم تطال الفقراء.. مدد يا شيخ مصطفى الفادني؟! والله لن نترك الغزل في جنوبنا الحبيب فبطن قبيلتي تحترم (النسيب) نعم صاهرناهم وعاشرناهم وبين ذريه بعضها من بعض.. وعمق احساسك بحريتك يبقى ملامح في ذريتك فلتدخرها ذرية للوحدة الناعمة وحتماً سنعود فإن سِلم العود اللحم والشحم يعود.. واذكر الملك عقار عندما خاطب ولايته النيل الازرق قال لهم في اول إبراء للذمة: قال لهم ( إن شحمي ولحمي هذا جئت به من الغابة فاشهدوا بذلك.. نعم إنه إبراء ذمة مطلوب من الذين نهبوا البنوك والجيوب وتجار اللابتو؟! إن الرأسمالية الوطنية لم تتأثر بحالة الانفصال العابرة فالاضافة الى السيد امين عكاشة هناك رجل الاعمال (حجار) وهو لم يعرف قط بالسيجار) بل.. كان رجل خير وبر في كل الاحوال انه صنو ابيل الير ولم يتخلي عن قرنق ولا سلفاكير وما زال مستمراً في عطائه وسلوكه الحضاري نعم سلوك الرأسمالية الحضاري ملازم لهم ( فإن انسحب المال يبقى السلوك الحضاري).. ونقول للذين جاءوا على ظهور أمهاتهم كما قال مفكر السودان ابن العمراب منصور خالد.. (الما شفتو في بيت ابوك بخلعك).. خلع الله التسلط والقهر والديكتاورية من ارض السودان الطيب شعبه المسنود بقيمه المؤمن بأهل الله فطيلة السنوات العجاف لم تنطفيء تقابة قرآن ولم يجوع مسيد.. فالتحية لاهل التصوف وشيخي ازرق طيبة رغم أن حسين خوجلي نعته مرة ب(أحمر طيبه) ولعله يقصد حمرة العين والشهامة التي ستلازمه الى يوم القيامه!! أخيراً أختم السلسلة الثانية من انطباعات العودة بالهمسة التي همستها في اذني حسناء أبنوسية في حي الملكية يشع جمالها بهجين (جعلي زندايه) مهما حصل انت عمي واخي ونحن رصيد لكم في الجنوب نحمل جينات تجسد التواصل ولكن ندعوكم الى مزيد من التواصل وغطوا قدحكم فقلت لها أنا ابو القدح ذاتو؟؟!!