تسلمت سلطات جنوب السودان معونات غذائية وطبية من الحكومة الإسرائيلية، أرسلها جهاز المعونة الإسرائيلي الحكومي المكون من أكثر من 35 منظمة يهودية. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المعونات التي وصلت إلى جوبا تمثل بداية الدفعات التي تنوي تل أبيب إرسالها كبادرة حسن نية للعلاقات بين البلدين. وأكدت مصادر وجود محادثات بين وزارة الخارجية الإسرائيلية وسلطات الجنوب، تقدم إسرائيل بموجبها مساعدات علمية وتكنولوجية وأمنية وتبادل سفارات. ووصف خبراء عرب هذه الخطوة بأنها اختراق للعمق العربي، ومحاولة إسرائيلية وضع قدم لها في الجنوب سعيا لتنفيذ مخططات توسعية في القارة الأفريقية والمحيط العربي. وطالب نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، الدول العربية بلعب دور فاعل في جنوب السودان لمواجهة أطماع إسرائيل، مشددا على ضرورة تبني إستراتيجية فاعلة لسد الاحتياجات التى يتطلبها المواطن الجنوبى. وقال «لو صح الحديث عن مساعدات إسرائيل لجنوب السودان، فهذا شيء يدعو للأسف، ويحتاج لوقفة عربية، يتم من خلالها تكثيف كل الجهود لدعمه في هذه المرحلة الحرجة لأنها دولة في طور التكوين،وتفتقر لكل الإمكانات». وأضاف بن حلي «الجامعة العربية جددت التزامها بتقديم كافة أشكال الدعم والعون اللازمين لإعادة البناء والتنمية وتحقيق الاستقرار في جنوب السودان بعد إعلان استقلال دولته الجديدة». وبدوره لم يستغرب رئيس برنامج السودان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور هانى رسلان الحديث عن التواجد الإسرائيلي في جنوب السودان، وقال «هذا التواجد موجود منذ الخمسينيات، وسبق وحذرنا من تغولها في الجنوب لكن لا مجيب». وقال «إسرائيل بدأت بمساعدة حركات التمرد بالدعم العسكري المباشر، وصولا إلى تدريبات عسكرية واضحة، كما ساهمت في فتح قنوات للمتمردين في الجنوب مع الغرب، ثم تغير هذه الدعم في المرحلة الأخيرة ووصل إلى وجود فعلي مباشر على أرض الواقع، من خلال تدريب الجيش الشعبي، والدخول بقوة في قطاعات عدة، منها قطاع الاستثمارات، مثل السياحة». ولفت رسلان «إلى أن إسرائيل تسيطر على قطاع الفندقة في جنوب السودان، عبر شركات تم تأسيسها في شرق أفريقيا، مثل أوغندا وكينيا على وجه التحديد، والهدف يكمن في جمع المعلومات والبيانات». ونبه رسلان «إلى أن المرحلة الأولى من المخطط الإسرائيلي انتهت في الجنوب، وبدأت المرحلة الثانية، وتتمثل في أن يصبح مستقبل دارفور مثل ما حدث مع الجنوب، يبدأ بحرب أهلية، ثم مشروع للتسوية، وصولا إلى مشهد حق تقرير المصير».