بدأت عمليات حصاد محاصيل العروة الشتوية بمشروع الجزيرة التي يأتي على رأسها القمح، حيث بلغ متوسط إنتاج الفدان من المساحات التي تم حصادها عشرة جوالات بامتداد المناقل، وتحديدا مكتب مبروك بقسم المنسي، غير أن المزارعين يشكون من الفوضى التي صاحبت عمليات الحصاد، إذ لم يتم الحصاد لجميع المساحات كما كان يحدث في السابق. وعزا المزارعون ذلك الى ضعف الرقابة الإدارية والأمنية، بالإضافة لعدم تحديد تكلفة الفدان من قبل الإدارة بعد، وفوق كل هذا موجة العطش التي طالت مساحات كبيرة بالمشروع، مما أدى لتقليل إنتاجيتها وارتفاع تكلفتها جراء تحمل المزارعين للأعباء المالية لإيجار وابورات سحب المياه من قنوات الري التي بلغت لري الأربعة أفدنة ما يفوق 200 جنيه للرية الواحدة، غير أن إدارة المشروع كما جاء على لسان بعض المزارعين، يبدو أنها استشعرت خطورة العطش على اقتصاديات إنتاج القمح، مما دعاها لإعفاء المساحات المتأثرة من ضريبة مياه الري بنسبة 50%. وقال المزارع بمكتب مبروك التابع لقسم المنسي بامتداد المناقل نور الدائم خليفة البكري، إن حصاد القمح قد بدأ بالمكتب غير أنه لم يكن بالصورة المعهودة التي يتطلع المزارعون لتطبيقها دوما بأن يكون الحصاد جماعيا أي كل المساحات، إلا أن هذا لم يحدث، إذ تم الحصاد على مستوى فردى بناءً على توقيت الزراعة في بداية الموسم، إذ أن الذين زرعوا مبكرا نضجت محاصيلهم، وأن أي تأخير سيؤدي إلى تقليل إنتاجيتها جراء تساقط الحبوب، وفي نفس الوقت حصادهم في هذا التوقيت يعرض المساحات التي لم تنضج بعد إلى هجمات الحيوانات، لا سيما في ظل غياب رقابة الأمن الاقتصادي على الغيط. وأرجع نور الدائم تباين نضوج القمح إلى التفاوت في مواقيت الزراعة نسبة لعدم توفر التقاوى في وقت واحد. وأرجع السبب فيها إلى قيادة الاتحاد الفرعي بالقسم التي لم تقم بالتوزيع العادل للتقاوى التي ينبغي أن توزع على النمرة بالكامل وليس بناءً على العلاقات الشخصية. وقال إن المزارعين الذين لم يتم حصاد حواشتهم يتكفلون الآن بحراستها، مما اضطرهم للمبيت فيها حمايةً لها من الحيوانات. وأضاف أن المساحات التي تم حصادها لم يجد أصحابها بداً من ترحيل القمح إلى منازلهم نسبة لعدم تحديد الإدارة لتكلفة الإنتاج. وأشار إلى غياب الإدارة التام عن الذي يجري بالغيط، وقال بالرغم من العطش الذي تعرضت له بعض المساحات في وقت سابق، إلا أن متوسط الإنتاجية عشرة جوالات. أما في ترعة ود الأمين بمكتب «استرحنا» التابع لقسم ود حبوبة، يقول المزارع نور الدين محمد مساعد إن الحصاد لم يبدأ بعد، وأن المزارعين قد شرعوا في التحضير له بحصاد وكسر الجداول و«التقانت» تمهيدا لدخول الحاصدات إلى الحواشات. وتوقع أن يكون متوسط إنتاجية الفدان في حدود سبعة جوالات، نسبة للعطش الذي تعرضت له كثير من المساحات في الفترة الماضية. فيما يقول الزين بخيت رئيس رابطة مستخدمي المياه بترعة الحصاحيصا بحري، إن العطش يعتبر أكبر مهدد لإنتاجية القمح في كثير من أجزائه، لا سيما في ظل غياب ادارة المشروع عما يجري بالغيط. وقال إنه يتوقع تدني إنتاجية القمح بسبب العطش الذي طالما نادى المزارعون بتلافي أسبابه منذ وقت قبيل حدوثه، عن طريق النهوض بتطهير ونظافة قنوات الري الرئيسية والفرعية قبل وقت كافٍ، حتى لا تحدث ضوائق العطش التي أصبحت من أكبر المهددات للزراعة بالمشروع في كل موسم.