عقد مجلس الوزراء جلسة في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور أمس برئاسة الرئيس عمر البشير، كرس لمناقشة الأوضاع الأمنية في الإقليم. واكد البشير قرب التوصل الى اتفاق سلام شامل بدارفور، وقال ان اتفاقيات الدوحة هي البداية لانهاء الازمة في الاقليم. وطالب البشير بنبذ النزاعات القبلية بين ابناء دارفور، منوها الى ان مثل هذه المشاكل تعيق مسيرة السلام، وندد ببعض الذين يتاجرون بمعاناة اهل الاقليم، وقال ان منظمة انقاذ دارفور لم تقم بإيصال الاموال التي جمعتها لصالح اهل دارفور وتم صرفها في نشاط معاد للسودان. وأعلن مستشار الرئيس ، مسؤول ملف دارفور، غازي صلاح الدين، أن الثاني من أبريل المقبل يشكل سقفا للتفاوض مع حركات دارفور في منبر الدوحة، وأبدى ، تفاؤلا بأن الأمور ستسير على ما يرام، مشيرا إلى أن «حركة العدل والمساواة» تتعرض لضغوط دولية ستجعلها ترضخ للواقع في نهاية الأمر، واضاف ما تزال لدينا مباحثات فى انجمينا لنستبين ماهى الارادة المتوفرة لدى حركة العدل والمساواة للوصول الى الاتفاق النهائى ،واشار الى انه لمس تراجعاً في موقف الحركة بشأن المطالبة بتأجيل الانتخابات ،بجانب تراجعها عن موقفها بإقصاء المجموعات المسلحة الاخرى. وذكر والي جنوب دارفورالمكلف، أن الاشتباكات بين مجموعات من «حركة تحرير السودان» برئاسة عبد الواحد نور أضعفت الحركة التي تشتت قواتها ما مكن الجيش من بسط سيطرته على مناطق واسعة في جبل مرة ،كما فقد نور التأثير على مخيمات النازحين وطالب عدد كبير منهم بالعودة إلى مناطقهم.وذكرت وزيرة في حكومة ولاية غرب دارفور ان «حركة العدل والمساواة» بزعامة خليل إبراهيم تنشط في مناطق كلبس وشرق جبل مون وشمال الجنينة ،واعتبرت ذلك خرقا لاتفاق الإطار الذي وقعته الحركة مع الحكومة الشهر الماضي، ونص على وقف إطلاق النار،واتهمت الحركة بحفر آبار مياه وخطف مواطنين ينشطون في الدفاع عن مناطقهم. من جهته، عرض وزير الدفاع الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين، شريطا مدته 20 دقيقة للوضع في إقليم دارفور، وأكد أن حركات دارفور «تشرذمت وان الولايات الثلاث تشهد استقرارا وأمنا»، منوها إلى أن ما تبقى هو مشكلة قبلية تتعلق بالصراع بين المسيرية والنوابية. لكن وزراء بالجلسة حذروا من اهمال مسألة الصراع القبلي، ورأوا أنها أحد مكامن الخطر في الأزمة الدارفوية. و حذر السلطان سعد بحر الدين من تفاقم الأزمة في زالنجي، وأشار إلى ان الحكومة تتغافل قضية زالنجي، وان نسيانها قد يؤدي لظروف تشابه بداية التمرد في 2003م. وشبه وزير الطاقة الزبير أحمد حسن مشكلة الصراع القبلي ب بنبتة «الحسنكيت» التي تتعلق بملابس الإنسان ويصعب نزعها. وبرزت داخل الاجتماع خلافات حول الأرقام التي عرضت من مسؤولين حول أعداد النازحين في مناطق الإقليم المختلفة.