المربط مكان ربط الدابة ومكان معلفها أي تزويدها بالعلف ويسمى في الدارجية السودانية (التاية او الشاية ) ويعادل فى العربية الاسطبل والنعامة اسم فرس كانت للحارث بن عباد احد حكماء بكر وقوادها وفرسانها ورغم شجاعته وقوة شكيمته الا انه كان حليماً لا يحب البغي اعتزل الحرب التي دارت بين بكر وتغلب ابنى وائل والمشهورة بحرب البسوس وعندما سُئل قال : (هذا امر ليس لى فيه ناقة ولا جمل ) اعتزل الحارث وقومه الحرب ولم يستجيب لاستفزازات تُغلب ولا تعريض سعد بن مالك ، استمرت حرب البسوس واستمر الحارث معتزلاً لها حتى قتل مهلهل التغلبي بُجير البكري ابن اخ الحارث حينما كان في طلب ابل له ندت ، وقال هذا بشسع نعل كليب ( الشسع رباط النعل ) ورغم ان الحارث كان اشد الناس بأساً الا انه كان أحكم اهل زمانه فقال : (نعم القتيل قتيل اصلح بين ابني وائل ) يقصد بكر وتغلب فقيل له انما قتله بشسع نعل كليب ، فارسل الحارث الى مهلهل : أن كنت قتلت بُجير بكُليب وانقطعت الحربُ بينكم وبين اخوانكم فقد طابت نفسي . رد المهلهل : انما قتلته بشسع نعل كُليب , فغضب الحارث غضبا شديدا ودعا بفرسه التى تسمى النعامة فجز ناصيتها وهلب ذنبها وقال ابياته الشهيرة قد تجنبتُ وائلاً كي يفيقوا فأبت تغلب على اعتزال واشابوا ذؤابتي بقتل بٌجير قتلوه ظلما بغير قتال قتلوه بشسع نعل كليب ان قتل الكريم بالشسع غال فلا بجير اغنى قتيلا ولا رهط كليب تزا جروا عن ضلال لم اكن من جناتها علم الله واني اليوم بحرها صال قربا مربط النعامة منى ليس قولي يٌراد ولكن فعال قربا مربط النعامة منى طال ليلي على الليالي الطِوال قربا مربط النعامة منى شاب راسي وانكرتنى الفوال قربا مربط النعامة منى ليس قلبى عن القتال بسال قربا مربط النعامة منى ان قتل الغلام بالشسع غال قال الحارث ذلك ثم رحل مع من معه من قومه والتحقوا بالحرب وحلقوا رؤسهم استبسالاً للموت وقال وهو يقاتل لا مخبأ لعطر بعد عروس والقصة طويلة اوردها محمد ابو الفضل ابراهيم فى قصص العرب المجلد الثالث حيث اسر الحارث مهلهل صاحب البغي وجز ناصيته . إستحضرتٌ هذه القصة عندما نقلت الىً الاخبار ان مجموعة من المسلحين اغاروا على رعاة من ابناء عمومتى اولاد البشير(حوازمة - دار بتى ) فى منطقة كواقا بالقرب من كالوقى ودخلوا معهم فى اشتباك عنيف سقط على اثره الشاب الجسور محمد احمد عبد الرحيم سومى البشير شهيدا وسقط ابن عمه الحاج ابراهيم سومى البشير جريحا مضرجا بدمائة وبقى الاثنين الباقين يقاتلان بشجاعة نادرة حتى فر المهاجمون مخلفين وراءهم اربعة قتلى استشهد محمد احمد بعد ان اصر على القتال واقفا دون إتخاذ اى ساتر فاصابته رصاصة فى راسه فى منطقة العين ومات ميتة يشتهيها الاحياء فقد كان كما قال ابو تمام فى محمد بن حميد الطوسى : ما مات حتى مات مضرب سيفه من الضرب واعتلت عليه القنا السمر وقد كان فوت الموت سهلا فرده اليه الحفاظ المر والخلق الوعر ونفس تعاف العار حتى كأنما هو الكفر يوم الروع او دونه الكفر فاثبت فى مستنقع العار رجله وقال لها تحت اخمصك الحشر او كما قالت الحكامة (فى صدره السلاح نتر ما اتزحزح الول حقراتكرب ونسى القدر وقال ما أحلاه الموت فى البقر ، فراسة النمر الشخر فراسة اربعين نفر) هرب المهاجمون دون ان ينالوا بغيتهم وهم كما قال المتنبى وَلَكِنّهُ وَلّى وَللطّعْنِ سَوْرَةٌ إذا ذَكَرَتْها نَفْسُهُ لَمسَ الجَنْبا مضى محمد احمد شهيدا دون عرضه وماله ونحن نتساءل ويحق لنا ذلك من قتل محمد احمد عبد الرحيم واصاب ابن عمه بالاذى الجسيم ؟ هل هم جماعة عبد العزيز الحلو وزمرته الذين خرقوا اتفاقية السلام وروعوا الابرياء وشردوهم وحولوهم الى لاجئين يهيمون فى الارض بلا ماوى ولا كسب ينتظرون عطف المحسنين ؟ ام القاتل هم مجموعة من الخارجين على القانون الذين استغلوا حالة الفوضى التى نتجت عن تمرد عبد العزيز وحولت جنوب كردفان من ولاية آمنة تخطو نحو التنمية بخطى حثيثة الى ولاية مضطربة لا يامن الساكن فى اطرافها على ماله وولده ونفسه؟ ام القاتل هى الحكومة التى قصًرت فى الحماية وكدًست ترسانات الاسلحة فى المدن وتركت الرعاة الرحل بلا حماية كافية بل جردتهم من اسلحتهم التى تمكنهم من الدفاع عن انفسهم ؟ لا بد من تحقيق يبين الحقائق وينشرها الى الراى العام فدم محمد واخوانه ليس دما رخيصا يروح هدرا وتقيد الحادثة ضد مجهول ، فلئن كان الجانى هم جنود عبد العزيز الحلو فان ذلك يؤشر الى تحول جديد فى الصراع الدائر الان ويحول الحرب كلها من تمرد ضد الدولة الى استهداف انتقائى لإثنية معينة مما يجعلنا ننشد ابيات الحارث بن عباد : قربا مربط النعامة منى لقحت حرب وائل عن حيال وما ظل يردده ابناء الولاية من ان الذى حدث فى جنوب كردفان هو تمرد تنظيم سياسى على حكومة شرعية قائمة ولم يكن باى حال حرب موجهة ضد اثنية محددة يكون هذا الافتراض قد إنهار تماما والحركة الشعبية لم تستفيد من تجربتها السابقة عندما كانت فرقان الرحل هى اهم اهدافها مما اكسبها عداوة قطاع واسع من اهل الولاية ، صحيح ان الحركة استفادت من فترة السلام ومدت جسور التواصل بينها وبين قبائل لم تكن طرفا فى التمرد الاول مثل قبائل الاجانق والحوازمة والمسيرية وكثيرا من قبائل جنوب كردفان الاخرى وواستقطبت عدد كبير من ابنائها حتى صارت اقوى منافس للمؤتمر الوطنى فى الانتخابات التكميلية التى جرت فى مايو الماضى وحسب النتيجة التى نشرتها مفوضية الانتخابات تصدرت الحركة الشعبية الاحزاب المتنافسة وكانت نتيجة القائمة الحزبية كالاتى : عدد الاصوات التى نالتها الحركة الشعبية 191582صوت تشكل نسبة 47,16%من الاصوات الكلية ونالت بموجب ذلك اربعة مقعد من اصل ثمانية بينما نال المؤتمر الوطنى 182571 صوت بما يعادل 44,99% من الاصوات الكلية و نال بموجب ذلك اربعة مقعد من اصل ثمانية ونال حزب الامة القومى 9635والاتحادى الديمقراطى الاصل 8913 والاخوان المسلمون 7629 والحركة الشعبية التغيير الديمقراطى3162 ولم ينالوا بالطبع اى مقعد من مقاعد المجلس التشريعى هذه النتيجة تؤشر الى ان التبادل السلمى للسلطة ممكن والحركة الشعبية خصما قويا للمؤتمر الوطنى لكن لئن صح ان ماحدث استهداف من الحركة لفرقان الرحل فهذا يعنى البداية الفعلية لتطبيق المنفستو الذى اصدره التنظيم الدائم لشعب جبال النوبة الأصلي السودان هذا المنفستو يقسم سكان الولاية الى سكان اصليين ووافديين واحد اهم اهداف هذ التنظيم هو الحصول على تقرير المصير لجبال النوبة جاء فى المادة الثانية من الاهداف :. ( العمل علي ممارسة شعب جبال النوبة لتقرير مصيره الإقتصادي والإجتماعي والثقافي و السياسى وأن يمارس حكم نفسه دون وصاية من خلال الاستقلال التام أو الحكم الكونفدرالى او الحكم الذاتى أوأى نظام يختاره شعب النوبة) على كل حال هذا المنفستو لا يصلح للتناول الاعلامى المباشر ونرجو ان يكون مادة للحوار للمجموعات المتساكنة فى الولاية ورغم اننا ندرك ان التشكيلات الادارية فى الداخل من مجلس حكماء ومجلس قيادى ومجلس إستشارى قد بدأت تتشكل فى الداخل بل بدا البعض يطرح الافكار فى المنابر العامة ولا شك انكم تعرفنهم فى لحن القول لكن حرصنا على التعايش السلمى يجعلنا نتجاهل ذلك ونبذل الجهد مع عقلاء النوبة وهم كثيرين لتوثيق روابط الاخوة والتعايش وتجنيب الولاية شر فتنة عرقية إذا اندلعت ستحرق كل يابس ولين اما إذا ثبت ان الحركة متعجلة لتنفيذ المنفستو الذى اصدره التنظيم الدائم لشعب جبال النوبة الاصلى السودان و ان لم تفلح جهودنا مع العقلاء منهم فى نزع فتيل الازمة فلا شك ان هنالك مبرر لتلاوة اشعار الحارث قربا مربط النعامة منى ، نحن فى انتظار ايضاح من الحلو حول ما حدث قبل ان نقرب مربط النعامة فحادثة كواقا ليس بالحادثة التى تمر دون محاسبة ، ونحن كذلك فى انتظار تحقيق يجرية وزير الداخلية او والى جنوب كردفان لتحديد المسئولية بدقة ففى عرفنا نحن الحوازمة (العضم لا يبوت)وفى القرأن ومنَ قتلَ نفسَ بريئَهَ فكآنمآ قتلَ النآسَ جميعآ حفظ الامن مسئولية الدولة والرعاة احد رعاياها الذين يحتاجون للحماية لانفسهم واموالهم فيا اولى الامر دم محمد احمد واخوانه فى اعناقكم [email protected]
