من قتل...ناقة البسوس... في حقول أبيي ؟ محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] تماما كما ناحت البسوس التميمية ..وا..ذلاه..حينما قتل كليب ناقتها في غمرة غيرته من جساس حينما دخلت الناقة حدود حقل الأول مع قطيع الأخير.. والذي طالما تباهت به اخته جليلة.. زوجة جساس فاشتعلت الحرب التي استمر اورارها متقدا اربعين عاما في عهد الجاهلية و قبل البعثة فصارت مثلا في تاريخ العرب وملحمة تحكي..... هاهو المؤتمر الوطني يعيد السيناريو وينوح كالبسوس وا..جهاداه..ليعيدنا اثر حماقة ..فصيل من جيش الجنوب .. ربما اصاب هو الأخر برمية عشواء.. نمرا فيما كان يستهف في الاساس جروا.. فانجرت رجل المؤتمر الوطني ببساطة الي مصيدة التدويل التي قد تعطل الحل في ابيي لمدة قد تتجاوز سنوات حرب البسوس بين قبيلتي الأخوة بكر وتغلب..أو تظل معلقة بين الدولتين طويلا علي حبال اللت والعجن في أروقة المنظمات والمحاكم الدولية من جديد..مثلما ظلت كشمير جرحا يتقاسمه الهنود والباكستانيون منذ انفصالهما عن بعضهما في اواخر اربعينيات القرن الماضي..يتجدد كلما غشته رشات الملح من هذا الجانب أو ذاك.. فكلا الجانبين عندنا وان تفاوتت قوة أو ضعف منطقهما ..يحاول ان يحمل الأخر تبعات ما حدث ..متجاوزين الجوانب القانونية التي ارستها المحكمة الدولية في لاهاي..فيما يتعلق بجزئية الحدود..ثم عدم اتفاقهما حول تنفيذ الجانب المتعلق بقيام الأستفتاء في موعده لعدم وضوح الرؤية في شان من يحق لهم التصويت ..وفوق ذلك كله فان تجاوز ارادة القبائل المعنية بالشأن من قبل طرفي اتفاقية نيفاشا قد شكل العقبة الكؤود في امكانية توفر الحل المنطقي لمشكلة المنطقة الحيوية والهامة ماضيا وحاضرا ومستقبلا بالنسبة للتواجد الديمغرافي علي جغرافيتها سواء للمقيمين بصفة دائمة او المتحركين وفق ضرورات الماء والكلاء وتقلب المواسم..وهما اي قبيلتي المسيرية والدينكا لا يعنيهما كثيرا حقيقة ..أو.. وهم النفط الذي يجعل لعاب كلا طرفي اتفاق نيفاشا سائلا ويجذب ايضا عشم الطامعين فيه من الجهات الأجنبية الاخري..التي تدحرجت الكرة في ملعبها قريبا من مرمي التدويل الذي قد يقصر أمده او يطول.. ولم يعد واضحا من الذي سيكسب الزيت اخيرا..فيما القبيلتان لا تفكران الا في النتيجة التي تبقي علي الملح والملاح بينهما كما عاشتا منذ الأزل ..مرورا بزمان بابو نمر..ودينق ما جوك.. وحتي اصطدمتا بمقتل ناقة البسوس أخيرا و من جديدعلي ارضهما.. في عهد كليب وجساس ..وأشتعل الغبار الذي نخشى ان يعمي البصائر قبل الأبصار.. في ساحة حرب فيها طرف مهزوم والآخر غير منتصر.. فيجثو القاتل المقتول علي ركبتيه نادما يبكي..كما انشد كليب..يعاتب بن عمه جساسا ..بعد فوات الآوان.. قائلا.. ايا جساس قد اهرقت دمي ايا غدار تطعني برمح ولست انت في الميدان خصمي واشمت الأحاسد والأعادي وباتت أخوتي تبكي وامي علي ناقة تقتل بن عمك امير كريم من لحمك ودمك بيوم الضيق كان يزيل همك ويردي الضد في يوم النزال حما الله كل أجزاء السودان من فتن النياق البسوسية..وهدى كليبا ..وجساسا..ولتكف جليلة اعلامناعن ازكاء نار التباهي التي توغر الصدور ..وليعلو صوت العقل فوق كل الاصوات.. انه المستعان..وهو من وراء القصد..