(1) ٭ تخطف الموت أمس أخي وسندي حسن البطري.. ورحل.. .. رحل صاحب القلم الرشيق.. .. رحل صاحب النفس الرضية.. والابتسامة الباشة.. .. رحل سمح اللقيا.. سمح الكلمة.. وسمح الوداع.. مثل (غيمة) حين يطل، يهش بهدوء لطيف، وينثر بعضاً من أفكاره، تسديداً لفكرة واصلاحاً للبين واكمالاً لمسيرة.. تلك سماته وخصاله.. .. و(ألم تر) يعبر عنه، في سعة ثقافته واطلاعه وجزالة عبارته، فقد نشأ بين المكتبات وحبر الأقلام والدواة، وتنفس لطف المعاني والقيم الجميلة.. .. وتربى على (الحنين)، وما يزال في وجهه سمت أفراح الطفولة والبراءة وطمأنينة النفس، وذلك الحياء حتى لا يكاد يملأ بصره في الوجوه.. (2) ٭ بعض الناس يأسرك من أول لحظة تلاقيه، وتلك هبة من الله سبحانه وتعالى وخاصية، لأن القلوب النقية تألف وتؤلف دون كثير جهد أو بالغ عناء، ان الأرواح جنود مجندة، كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -، والمؤمن الحق يألف ويؤلف، ولا تحقق محبة في الأرض ان لم تكتب في السماء، ومن كان في شأن أخيه كان الله في شأنه، وكان (حسن) شديد الانشغال بحاجات الناس وهمومهم، تراه (لهوفاً) لقضاء حوائج الناس. تراه خميص البطن والزاد حاضر عتيدا يغدو في القميص المقدد وان مسه الاقواء والجهد، زاده سماحاً واتلافاً لما في اليد تلك سمة أهل الكرم، والعطاء والسخاء، وحب الخير، لأن النفس نضاحة بالفضيلة. (3) ٭ ميزتان في (حسن البطري) تمثلان علامات بارزة، وأولها هذا الحب في التواصل مع الناس والتعرف إليهم والاقتراب من همومهم، سواء في مجتمع أهله وأسرته وبره بهم وارتباطه بهم، وحين يتحدث عن فلذات كبده يشرق وجهه بالفرح والضياء، وهو في حركة دائمة لصلة الرحم والمواساة رغم كل آلامه وأوجاعه، وهو موصول بزملائه وعامة المجتمع وقطاعاته كافة.. ثم هذا اليقين العميق المرهف، والنفس التي أدمنت العطاء ايماناً بأن ما عند الله أكبر ورحمته أوسع.. لقد فقدنا أمس، رمزاً صحفياً بامتياز، ورمزاً اجتماعياً بحق، وصديقاً يتجافى عن الصغائر والهوامش، ألا رحم الله حسن واسكنه في عليين، والزم أسرته وأهله الصبر والسلوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.( إنا لله وإنا إليه راجعون). اللهم اكرمه بلطفك واشمله بعفوك ورحمتك وأظله بظلك يا لطيف..