ظلت الرواية السودانية تسير بخطى ثابتة منذ فجر الاستقلال، وهي تحاول أن تجد طريقاً لها وسط الاجناس الادبية. وقد كان الشعر فن العربية الاول في السودان. وقد بدأت منذ الخمسينات القصة القصيرة في منافسة الشعر من خلال النشر في الصحف السودانية، وتوج ذلك الرائد عثمان علي نور باصدار مجلة القصة السودانية. ومنذ أن جاء الطيب صالح للأوساط الادبية بقصصه القصيرة ورواياته حتى تبوأت الرواية السودانية مكاناً مرموقاً في الوطن العربي والعالم. وتوالت ابداعات الروائيين حتى ان العقد الأخير قد شهد مولد عشرات الروائيين، وأصبح من الصعوبة بمكان متابعة الاصدارات الروائية الكثيرة التي ملأت رفوف المكتبات، وبزغت أسماء جديدة. وفي بداية الالفية الثالثة جاءت مسابقة الطيب صالح للابداع الروائي التي ابتدرها مركز عبد الكريم ميرغني الروائي، وجاء تقديم الجوائز متزامناً مع جلسات المؤتمر العلمي للرواية، وقدمت للمسابقة اسماء كثيرة، وحفزت آخرين للكتابة، وأحدثت حراكاً ابداعياً ونقدياً.. وجاءت أيضاً مبادرات أخرى في القصة القصيرة من ذات المركز ومن مؤسسات أخرى.. ومن ضمنها جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي التي تبنتها الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) في الرواية والقصة القصيرة والنقد الادبي، وحلت الترجمة هذا العام محل النقد الادبي وهي ترجمة تتعلق بترجمة نصوص روائية عربية إلى اللغة الانجليزية.. وكل هذه المبادرات تعكس الاهتمام المتزايد بالرواية، وهي تحتل مكانتها المتقدمة في خارطة الابداع الانساني.