معذرة لو جاءت كلماتي كالسعف الناحل في الريح كالحب تعاطاه حبيبات بلا تصريح اشتاقاً ما قالا كلمة ما انتهت اللحظات الأولى ما اعتنقا سمعا حسا فافترقا الشوق الطفل افتقد الأبوين صراخ يزعج إغفاء النجم معذرة اخواني ان قلت ولم أبدع ولم أت بالدرر الحسناوات وأقول معذرة شيخنا وأستاذنا وأستاذ الأجيال المهندس الشاعر الناقد عبد الله شابو فأنت الحسن والجمال بابتسامتك الجميلة وبضحكتك وجمال روحك وأنت القادم من بحر أبيض وتحمل نقاء وصفاء السوداني التي اثرت فيه البيئة الاجتماعية الأولى التي شكلت كيمياء الشخصية لديك وكنت الرائع شابو الذي ولد في كوستي وتشكلت شخصيته من روعة المكان مدينة كوستي وأنت صغير في المتوسطة وقد كتبت الشعر وكنت تحضر احتفالات المولد بجوار منزل أحمد عبد القادر أرباب، فأصبحت الايقاعات في داخلك تمتزج بصوت البابورات والصنادل في مدينة تضج بالحياة فصرت تضج بالحياة والحيوية يا صاحب الكلمات النبيلة التي سطرتها في ثلاثة دواوين وهي أغنيات وديوانك المسمى «أغنية لانسان القرن الحادي والعشرين» وكأنك تقرأ المستقبل وتمتلك الرؤية التي توضح من خلالها الفهم المعرفي الذي رسخ في ذاكرتك وجاء ديوانك حاطب ليل اضافة لخريطة الشعر السوداني ثم رفدت المكتبة الشعرية السودانية بعد أن هندست الكلمات وعمقت المعاني والدلالات في ديوان شجر الحب الطيب ما أروعك وأنت تكتب:- سيكتب فوق الشواهد من بعدنا بأنا عشقنا طويلاً وأنا كتبنا بدم الشفاف كأن لم يقل شاعر قبلنا وأنا برغم الجفاف.. ملأنا البراري العجاف صهيلاً.. صهيلاً وانا مشينا إلى حتفنا رعيلاً يباري رعيلا وأنا وقفنا بوجه الردى وقوفاً جميلاً سيكتب فوق الشواهد من بعدنا بأنا كذبنا قليلاً وأنا انحنينا قليلاً لتمضي الرياح إلى حتفها وأنا سقطنا سقوطاً نبيلاً وأقول لك أستاذنا شابو انك لن تسقط معرفياً لأنك نهلت من الشعر والمعرفة السودانية والأجنبية وانك أصبحت هرما من اهرامات السودان الثقافية لأنك أطلت الوقوف كثيراً في بحر المعرفة وأصبحت تضئ المنتديات الثقافية بالمتغير الفكري والحداثي الذي واكبته ،وأياً كانت أراؤك فيما أكتب فأنا أقول لك بكل صدق وشفافية انك لا تقل بل تتفوق على الناقد تي أس اليوت لأنك عايشت أحدث النظريات النقدية إن كان ذلك في مصر أو امريكا وما قلته في منتدى أروقة عن ديوان الطرابيل للشاعر أبو عاقلة ادريس يكشف بجلاء تواضعك ويبين انك رجل تؤمن بتواصل الاجيال وما قلته يجب أن يدرس في مجال النقد لانك حللت ودرست الديوان وأبنت ما فيه من جمال شعري وأنت تقول «أي شعر في التاريخ لابد أن تتوفر لديه مقومات أربعة.. الايقاع والرؤية والتصوير الخيالي والعاطفة، وان الطرابيل في علم الجمال علم فني وهو عمل مركب من قيم مؤسسة لها مضامين واشكال وتستدل بالشاعرة اليابانية لاسانو في انها تعتقد ان الشعر يقوم على تغيير المشاعر والعاطفة ومصطلحها جيكان لتصل إلى ان أبو عاقلة ادريس كتب الايقاع الظافر الوثاب ورجع بنا إلى ساسكو أنجلو حيث التداعي والايقاع المرتب والملامح، وبعد كل هذا التداعي الجميل الرائع منك أيها الشاعر الناقد شابو تقول أنا لست ناقداً انما قارئ ، وتستند على رأي الأديب جون سانتينا في ان القارئ للشعر اذا أحس براحة واتزان فهذا يكفيه للتعبير بالمنتوج. وتحدثت عن التناص وذكرت ان الشاعر لا يمكن ان يفصل عن ثقافته ومعرفته التراكمية، وان الطرابيل شعر مغاير وفي كل ذلك استبعدت حبك الشخصي لأبو عاقلة ونحن نستبق حبنا لك ونفصل بين الذاتي والموضوعي وأقول لك انك ناقد تمتلك ناصية النقد الفني الأدبي الجيد وتمتلك الرؤية للدراسة والتحليل وان شهادتك في أي عمل فني ابداعي يجب أن يؤخذ بها لأنك صاحب تجربة وخبرة ودربة وعتقتك المنتديات، وان منتوجك الأدبي ان كان نقداً أو شعراً فهو مرجع ، وان آراءك يعمل بها صحبك وتلاميذك لأنك بدأت الكتابة وأنت في المرحلة المتوسطة وان السنين اضافت لك ألقاً وحباً ومعرفة وأنت تكتب:- من ذا يسوعك يا ركام الحقد من يجري مياه الحب في شريانك الصدئ القديم فلقد ترهل حسك المنهوم في وحل الحياة الزائفة وتهرأت أثواب فطنتك العجوز فأقذف بنفسك من إطار النافذة ولقد فهم الأستاذ عبد الله شابو الحداثة كمعنى وليس مصطلحا، لذلك نجده من طليعة الشعراء الذين يكتبون الشعر ويقدمون النقد وما ترجمته لأشعار لوركا إلا دليل على العمق الحداثي للأستاذ شابو وانه لمن المحزن أن أكتب عن شابو الآن وان لا يكتب عنه كثيراً وان يدي ترسم وتجرب في الكتابة عنه لكن روحي وفيها وقع خاص لهذا الرجل النحيف البنية الجميل الدواخل يختلف عن الآخرين في انه فنان كبير وصاحب بصمة شعرية:- قال الكاهن في هذا الصخب العام يكفي ان تضغط زراً فيكون العالم بين يديك حسناً ماذا أفعل بالعالم بين يدي ماذا أفعل بالأشتات الهوجاء ولماذا لا أمشي للأشياء ألامسها أنصت أسمعها تخبرني أن وجوداً آخر تتناغم فيه الألوان الأهواء الأضواء أن زماناً آخر يتهادى هوناً حتى تكبر فيه الاشجار يا من يعطيني كوخاً في الشط النائي ويخرجني من صخب الضوضاء أيها المتصالح مع نفسك الانسان البسيط الشفاف وان كلمات قصائدك تعبر عن ذاتك في موضوعية وفي لغة شاعرية تحاور فيها النفس أحياناً، وان كوخك داخل أنفسنا معروش ومبني بالقيم النبيلة التي خطها يراعك والتي تنفعل بها وأنت تواصل رحلة الحياة والشعر وتتوالى ابداعاتك وأنت تقول اسمع اجراساً شاردة ،وقد تولد لديك وعي بالقصيدة والكتابة ولم تتوقف في مرحلة واحدة وكأنك بروميثوس تريد أن تنال سرقة النار من أجل الناس.. وأنا من الناس أقول اليوم قبل الغد، يجب أن تكرم تكريماً يليق بمقامك الرفيع لأنك لا تقل ابداعاً عن شعراء كبار في الوطن العربي وان تحلم بعالم جميل.. والتكريم نلفت إليه نظر أخونا مجذوب عيدروس وناس بحر أبيض كوستي وربك.. والثقافة وللأستاذ السموأل خلف الله لأن شابو رمز وطني أعطى ومازال يعطي وهو انسان فنان هاجر لأمريكا وعاد مهندساً للشعر والأدب وآثر أن يكون له كوخ في الوطن بعد أن تشرب بالاسبانية ليعرف العالم الآخر وجاء سوداني الهوى والهوية، متعه الله بالصحة والعافية ولا أقول لك بالاسبانية (أديوس) ولكن إلى لقاء..