ربما خرجت هذه المادة لتعانق عيون القراء وهم يستهلون شهر رمضان المعظم فان لم يكن اليوم فحتما بلا نزاع غدا فرمضان الذي من سمته أنه شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار يتوجب على الجميع الاستعداد والاعداد لخروج كل صائم منه الى دنيا الفطر كيوم ولدته أمه . ولا أدري تفسيرا منطقيا أو موضوعيا عقلانيا لانتشار كثير من الظواهر الشائهة والمشوهة للصورة الزاهية للصائم الذي لبى نداء ربه وحرم نفسه من كل ملذات البطن والفرج طوال نهار رمضان ومع ذلك يقترف من الممارسات غير المقبولة اجتماعيا لا شكلا ولا جوهرا في نهار رمضان، اذ ما أن يشرع الناس في الصوم الا وبرزت الى حيز الوجود بصورة لافتة للأنظار ظاهرة الاستياك أو السواك في قارعة الطريق أو في المواصلات العامة والمساجد، فتقع عيناك على فئة كثيرة من الصائمين يضعون اعواد الأراك على أفواههم في المناطق العامة دون أدنى مواربة فمكان السواك معلوم ولا ينبغي أن يكون على مرأى من الناس ومصدرا لازعاجهم فليس هناك من يجرؤ على منع انسان من تنظيف أسنانه وتطييب رائحة فمه في أي وقت شاء لكن يكون الاختلاف في أية بقعة يمارس فماذا يضير كل من يجد في نفسه حاجة لتنظيف أسنانه أن ينجز مهمة تلميعها وازالة ما علق بها من روائح أو بقايا طعام قبل الخروج من منزله أو مكتبه أو مكان عمله في دائرة بيت الأدب هنالك بعيدا عن أنظار الناس حتى لا يكون مصدرا للتقزز ومبعثا للتأفف ، وعلى ذكر التأفف هناك أيضا من تعود على البصق وكثرة التفاف في نهار رمضان بصورة مزعجة أيضا حتى يوحي لك البعض من كثرة لجوئه للبصق والتفاف، ان من يمسك ريقه من الجريان كأنما يقع في الحرام، فنقول لهؤلاء هونوا على أنفسكم وارحموها فالدين الاسلامي قائم على اليسر والبعد عن العسر فليداوم كل منا على نظافة فمه ولا ننسى أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، فقط علينا أن نتذكر ونضع في حسباننا ألا نبتعد عن ايذاء الآخرين والعمل على تجنيبهم ما لا يليق من مناظر وان كان منبعها روح تعاليم الاسلام فلكل ممارسة مكانها .