تحت عنوان « هل نشاهد مبارك في قفص الاتهام الاربعاء القادم ؟ » كتبت صحيفة الجمهورية المصرية الاربعاء من الاسبوع الماضي تتساءل عن امكانية مثول الرئيس المخلوع للمحاكمة فيما زعمت صحف اخري ان مبارك لن يمثل للمحاكمة لانه يعاني من المرض الشديد والموت السريري ، ولكن مبارك مثل وبصحة جيدة امس الاربعاء امام القضاء المصري وجاوب علي سؤال القاضي هل المتهم موجود قائلاً وبصوت واضح « انا موجود افندم » ثم انكر التهم الموجهة اليه وهو زعم يزعمه كافة المتهمين حينما يقفون امام القضاء ولكن النتائج ستكون لاحقاً رهيناً بالاثباتات والبينات والشهود ، نعم مثل اخيراً فرعون مصر الذي جثم لاكثر من ثلاثين عاماً علي صدر شعب مصر مثل للمحاكمة مثله مثل اي فرد عادي ممن ظل يسومهم سوء العذاب ويذبح ابناءهم ويستحي نساءهم كما افادت بذلك التحريات في البلاغات المفتوحة في مواجهة الفرعون ، مثل الفرعون تتبعه لعنات شعبه دون اعتبار لتاريخه الغابر في خدمة الجيش المصري لانه تنكر لوطنه ولشعبه ومد يد العون لإسرائيل وساهم في حصار الفلسطينيين وغير ذلك من صنوف الأعمال التي تدخل في باب العمالة لقوى الاستكبار العالمي . وبحسب عريضة الاتهام المرفوعة من المدعين عن الحق العام، فان مبارك متهم بإصدار الأوامر لوزير الداخلية حبيب العدلي بإطلاق النار علي المتظاهرين المصريين ودهس الكثيرين منهم بواسطة عربات الشرطة، كما أن مبارك متهم بالكسب غير المشروع هو وعائلته استناداً إلي وضعه في الدولة وتأثير أسرته علي دولاب العمل في الدولة ، وقد نما إلى علم المحكمة ان ثروة مبارك وعائلته وممتلكاتهم من الفلل والبنايات تجاوزت المليارات وجميعها تم تحريزه بصورة غير مشروعة او عبر رشا منحت للمسؤولين في الشهر العقاري - يوازي وزارة التخطيط العمراني عندنا - ثم انه يواجه فوق ذلك تهمة خطيرة تتعلق بتبديد الاموال العامة وافقار البلاد وشعب مصر وتردي الاحوال الاقتصادية لدرجة أشاعت الفقر وحولت طبقات من الشعب المصري كانت مستورة الي « شحادين » . انها تهم يحاكم عليها القانون المصري بالاعدام او السجن المؤبد ولن يستطيع مبارك الافلات من هذه التهم باعتبار ان عدد القتلي من المتظاهرين -بفضل اصداره اوامر القتل - بلغ «850» شهيداً قتلوا ظلما وعدوانا وبغرض منع ابناء الشعب المصري من الاطاحة بالنظام وبهدف الاستمرار في السلطة . ان محاكمة مبارك تعتبر محاكمة للانظمة العربية ولم تعد معلومة جديدة ان جميع الانظمة الحالية انما ظلت في السلطة بسبب عمالتها للغرب وفرملتها لطموحات الشعوب الاسلامية والجماعات الدينية تحت مزاعم الارهاب وبسبب فسادها الكبير الذي ملأ الاركان وفساد رموزها واهاليهم ونهبها لثروات شعوبها وتخزينها في البنوك والمصارف الخارجية للحاق بها بعد زوال الحكم ، كل هذا اصبح معلوماً بالضرورة ولكن ما لا يعلمه فراعنة الامة العربية ولصوصها من عبيد الامريكان ان الوعي الشعوبي والصحوة الاسلامية هي حتمية كونية مرتبطة بالسماء فما تجبر متجبر إلا وأذاقه الله لباس الذل وما ارتفعت رايات الكذابين الا ومزقتها رياح الثورات وما استمر نظام واستطال بقاؤه الا واتاه الله من قواعده يهدمها ويفنيها ثم يؤتي بعتاته واشقيائه للمثول امام العدالة الناجزة ، هذا بالضبط ما يشاهده الملايين اليوم عبر محاكمة طاغوت مصر وهو عينه المسلسل المصري المرغوب في شهر رمضان حينما تعود الامة الي ربها وتصوم النهار وتقوم الليل وتتذكر ان الحكم الا لله رب العالمين وتدعو الله ان يزيل الحكام الطغاة وان يسوق الصالحين منهم الي ما فيه خير الامة وليس رعاية مصالح الغرب .