٭ محجوب حسن سعد إبن الشهيد البوليس حسن سعد عرفته لاول مرة في (الكويت).. كان (محجوب) على رأس وفد للشرطة قبل أن يتبوأ منصب مديرها العام.. وكنت هناك بدعوة من اليونسكو تصحبني الاستاذة إقبال جبر الحاج أجبر كريمة المحافظ ذائع الصيت وحفيدة المسيرية.. اجتمعنا على مائدة السفير يوسف فضل وحكى.. ورقصنا على مخدات الطرب.. كان ود سعد (شرطياً) يشار له بالبنان وقادم من سلك التدريس حيث شهدت مواهبه مدرسة كبوشية في قلب الجعليين. والمرة الثانية كان مديراً للشرطة وقف معنا عند إستشهاد الشهيد شرطة عماد الدين سعد الحسن العمدة في احداث المهندسين الذي اغتيل غدراً برصاصات عسكر مني اركو مناوي وكان اعزل من السلاح وهو الذي يكره العزلة ومحب للفرح فقد كان الشهيد مؤسس لفرقة (الهيلاهوب).. تركها عندما اصبح شرطياً.. كان محجوب يهدئ في بطون الجعليين و(عصر) الفراش معزياً وباكياً ابنه الشهيد وطمأن الاسرة التي تركها عماد (ثلاثة ذكور صغار) وقال: لن اترككم ما دمت حياً وأنا إبني الشهيد حتى وصلت درجة الفريق.. وفعلاً ما زال أبناء الشهيد ينعمون بالمخصصات التي خصصها لهم.. ابن حسن سعد وكان هذا ديدنه مع كل منسوبي الشرطة وقاتل وصادم من اجل الشرطة القومية وارادها شرطة معافية ومتعافية بعيدة عن اهواء المتعافي.. ولم يكن لاسرته الكبيرة والصغيرة جافي..مدد.. يا ود سعد. إن منصب وزير الداخلية كان دائماً تحت إمرة السياسيين منذ ايام أحمد المهدي الذي ضرب المحامي كمال الدين عباس بعصاه.. وكان حزب الامة وقتها يرفع العصى.. لمن عصى وإن كان عصي الدمع شيمته الحق.. وذهب كمال الدين عباس مكرهاً لا بطل.. وشهدت الشرطة إنتعاشة في ايدي أبنائها (عباس ابو شامه) وبابكر الديب ووزير داخلية الانتفاضة عباس مدني.. ولكن دائماً ما يأتي السياسيون بسياسي يتبوأ هذا المنصب الحساس. الشرطة السودانية دائماً اتسمت بالقومية ومصفحة ضد الاختراق بينما كان الجيش دائماً عرضة للاختراق والدبابة الحزبية جاهزة أما الشرطة فهى دائماً في مواجهة الفوضى والانفلات.. وانا.. وانا.. ما برضى للسودان مهانه.. انها حقاً في خدمة الشعب ومنحازة دائماً له.. فكنا في انتفاضة ابريل 5891 عندما خرجنا من (سونا) المجنونة نستهدف اسقاط النظام رأينا كيف انحازت الشرطة عندما قال لها الشارع.. يا بوليس ماهيتك كم.. رطل السكر بقى بكم!! نعم إنحازت ولم تطلق طلقة ولسان حالها يقول القاتل والمقتول هم أبناء هذا الشعب وفلذات اكباده. كانت الشرطة تؤتمر في المظاهرات بأمر القاضي عندما كان القضاء مستقلاً.. وقد شهد على ذلك الامر الذي اصدره القاضي مولانا عبد عبد المجيد إمام للشرطة في ثورة اكتوبر.. وكان الامر موضع تنفيذ.. اين الشرطة اليوم من وصاية القضاء المستقل.. ولعله اليوم لو خرج القضاة أنفسهم في موكب لتعرضوا الى (بكاسي المآسي .. الشايلين سياط وطلقات المطاطي) وهذا الذي جعل الوزير فيصل ابو صالح يستقيل ويلجأ الى نتيجة السيد البدوي في طنطا.. مدد يا سيدي البدوي.. ان الجمهورية الثانية التي اطلقها شيخ علي ووجدت من يلوكها بما فيها المعارضة والتي دائماً تعيش على الجدعات الانقاذية وتجتر المصطلحات (الكيزانية) وليس لها قاموس انها دائما تتبضع على رد الفعل.. وليس لها فعل.. مثلما فعل صديقنا التوم محمد التوم في بداية معارضة الانقاذ 0991م عندما دعانا في القاهرة الى وجبة غداء «كسرة وملوخية» مطهية بايدي «شايقية» حرمه المصون.. وبعد الانتهاء وكعادة السودانيين في «لحس الاصابع كمقدمة لغسيل الايدي» تقدمنا التوم « «يلحس في اصابعه» قائلاً: شهر.. شهرين.. ثلاثة.. وعندما وصل الاصبع الرابع قال: سنعود للخرطوم ويسقط النظام وما يزال التوم «يلحس في اصابعه» والانقاذيون دخلوا في الجمهورية الثانية حسب شيخ علي واحتلوا «شارع الجمهورية».. اصبح الكرسي ملتصقا بهم ومرتبطا بهم كارتباط الحذاء بالقدم.. اما ما بقى من التجمع فقد «لحسوا اصابعهم حتى تلاشت وعادوا ادراجهم من المنافي المرفهة وقاهرة المعز ولم يترك الصادق المهدي مديرة للمكتب!! والميرغني ترك حسن مساعد.. ثم جاء به وذهب حاتم السر الى ارشيف الذين ترشحوا للرئاسة مع فاطمة عبد المحمود. لا بد للانقاذ ان تجدد دماء الجمهورية الثانية التي ارادوها ولا مرد منها الا بالله.. «يؤتي الملك من يشاء» ولا بد ان يختاروا وزراء بحجم الشرطي القائد «محجوب حسن سعد» وزيرا للداخلية ولن نرضى ولن ترضى بغيره والا سيكون معنا في الصف الامامي كما حدث في اليمن!!