نساء مدينة نيالا اعتدنا على تناول وجبة الافطار فى جماعات بالاحياء فى بيوتهن في صورة تجسد للتكافل الاجتماعى رغم ان كل واحدة منهن تجهز صنية الفطور و تاخذ معها اشياء بسيطة من مستلزمات شهر رمضان مثل السكر والآبرى والصابون والشاى و قليلاً من الجير وبعض مستلزمات رمضان نحو منزل احداهن تقول فاطمة ابراهيم ربة منزل ان شهر رمضان دائما يضعهن فى امتحان صعب بشأن اعانة رفيقاتهن والاسر الضعيفة بالاحياء ما يمكنهم من صوم رمضان وفطور بيت الجيران له طعم خاص فمعظم نساء الحى يجتمعن مع بعض يتجاذبن الاحاديث وتكون الصناديق الاجتماعية (العلبة) محور الجلسات وفى هامش الجلسة يتجازذبن اخبار بعضهن. وتقول فاطمة بان فطور بيت الجيران في الماضي يختلف عنه الآن ففي السابق كان هنالك شيئ من التباهى والتفاخر بين النساء فى الاوانى المنزلية التى يستخدمنها فالبعض يقمن كل يوم بتقديم طقم جديد من الصحون والكبابي والسفرة وافخر انواع الاكل حتى تظهر المرأة راحتها وحالة الثراء التى تعيشها فى منزلها ، ممايدخل بعض النساء فى محك صعب لعدم استطاعتهن مواصلة الجولة الرمضانية التى تتطلب الامكانات. وتقول فاطمة ان هذه المظاهر السالبة تلاشت تماما وان الناس اصبحوا سواسية فى الظروف المعيشية التى تحاصرهم من كل اتجاه و لقد باتت الواحدة تخشى العزلة لو عمدت الى التفاخر قد تجد نفسها معزولة تماما من مجتمع الحى فضلا عن ذلك فان (التحشيشة) والتفاخر بلبس الدهب اصبح محل عرضة للسرقات والنهب والتهديدات من قبل المجرمين وبات من النادر ان تجد المرأة تلبس الحلى والذهب وهى تتبختر فى مشيتها بالشارع ليلا او نهارا. الأطفال يداهمون أسواق الشية والمرين بنيالا والجداد أرخص كالعادة وفى كل رمضان تشهد اسواق الشية و(المرين) بنيالا عقب صلاة التراويح تدفق اعداد كبيرة من الزبائن من مختلف احياء المدينة لتناول قسط من الراحة والترفيه و تناول شيئ من اللحوم وخاصة الرجال والشباب فى الاعمار مابين ال 20الى 30 ، يقول الشاب عمار بسوق الملجة بنيالا شمال ان شلتهم تتحرك للاسواق للنزهة و(عشان الواحد يجرى دموا ويشم ليهو شوية هوا لان البلد تخلو من منتزهات الاحياء و ميادين للكرة التي تغول عليها ناس الحكومة واصبحت الاحياء غير جاذبة للبقاء لهذا دائما نخرج فى جماعات صوب الاسواق لهضم الفطور ولكن هذه المرة تشهد هذه الاسواق ظاهرة جديدة وهى توجه الاطفال ايضا للاسواق شأن الصايمين ومع هؤلاء الاطفال قروش كثيرة يشتروا اللحمة و(يضربوا) ما ادى ذلك الى ارتفاع سعر كيلو لحم الضان المشوى وبكل مستلزماته من مرين وسلطة طماطم حمراء وعيش الى (35) جنيه والابل (30) جنيها و البقر(22 ) فيما بلغ الفراخ المشوى (35) جنيه للكيلو برغم وجود اختلاف بسيط بين كل سوق و آخر وذلك وفقا على درجة الخدمات التى تقدم الى جانب مظهر المكان فالاسواق الطرفية من احياء المدينة اسعار اللحوم اقل بكثير من داخل المدينة مما يحفز الالآخرين من داخل الاحياء ذات الطابع المدنى للخروج لتلك الاحياء البعيدة النائية فى شكل نزهة البعض راجلين على الاقدام ذهابا وايابا حتى تساعدهم عمليات المشى فى الهضم والبعض الآخر يستقلون العربات الفارهة وفى هذه الاسواق التى تكثر فيها ستات الشاى وبائعات مشروب السنتين اللائى يقمن بإعداد صينية الخضار وسلطات الفواكه لزبائنهم وهذه الاسواق شهدت استقراراً امنياً كبيرا فى رمضان هذا العام .