الداخل الى الحارتين «63» و «36» بالثورة يصاب بالصدمة من الكم الهائل من اكياس النفايات القابعة امام المنازل، حتى صارت من المناظر المألوفة لطول ما مضى عليها من زمن دون ان ترحل. واكد بعض ساكني الحارتين انهم يضطرون الى حمل الاوساخ بعيدا للمناطق التي تصلها عربة النفايات، وقال بعض قاطني الحارة «36» انهم لم يروا عربة حمل النفايات منذ حوالي اربعة اشهر، اما سكان الحارة «63» فقد ذكروا انه منذ أكثر من شهر واكياس النفايات تقبع امام المنازل دون أن تأتي العربة لتحملها بعيدا، وهم يشكون مر الشكوى من أسراب الذباب التي وجدت في اكوام الاوساخ الملاذ الآمن، وبات يخيل لهم انها كانما تخرج «لسانها» شامتة على السكان الذين يتضجرون من انبعاث الروائح الكريهة، خاصة في ظل هطول الامطار وتراكم المياه الراكدة، الأمر الذي يعكس مدى التردي البيئي الذي يعاني منه السكان. وعلى الرغم من انهم يدفعون رسوم النفايات بصورة راتبة، الا ان العربة لا تظهر الا مع متحصلي الرسوم، اي كل شهر، وقد لا تظهر وتسجل اختفاءً متواصلاً، وتبدأ الاوساخ بالتراكم، ومن ثم تعبث بها الكلاب الضالة والقطط والرياح، فتتطاير هائمة على وجهها حتى اصبح الحيان كأنهما «كوشة كبيرة» ، مع العلم ان عربة النفايات تتهادى يوميا في شوارع الحارات الاخرى، ويقوم العمال بحمل النفايات بنشاط وحيوية، بل يقومون بازالة الاتربة من شارع الاسفلت، بالاضافة الى قيامهم بالنظافة في الشوارع الداخلية لتلك الحارات. وهنا يدور سؤال لماذا يتجاهل مشروع النظافة بمحلية كرري هاتين الحارتين؟ ولماذا لا تكون هناك عربة لكل حي؟ وكان أحد العاملين في مشروع النظافة قد ذكر انه عندما يحدث نقص في العربات تكتفي المحلية بالرسال العربات الموجودة الى الحارات القديمة وتتجاهل الحارات الجديدة. ولا ندري ماذا يعني هذا الامر، هل هو نوع من الولاء ام ان مشروع النظافة بالمحلية يمارس نوعاً من المحسوبية والتهميش؟ ولا ندري اين مسؤولو المشروع من كل هذا العبث والفوصى، الا يوجد رقيب يضع حدا لمعاناة السكان الدائمة، وقد بدأ ساكنو الحيين يفكرون بصورة جادة في رفع شكوى ضد مشروع النظافة بمحلية كرري لكثرة ما عانوه، فالغياب المتواصل لعربة النفايات دفع عددا كبيرا من السكان لرمي الاوساخ في عرض الطريق، فبدأت تظهر «الكوش»، الأمر الذي خلف منظرا بائسا بعيدا عن المناداة بعاصمة حضارية، وكيف تكون العاصمة حضارية في ظل هذا الكم الهائل من الاوساخ؟ وكانت المحلية قد ذكرت أن مشروع نظافة محلية كرري يتكون من ثلاثة قطاعات «الثورة، كرري، غرب الحارات»، وهذه تشمل وحدة الثورة الادارية ووحدة كرري الادارية، وبحلول عام 2009م بدأت في تكملة الخدمة في الثورة وكرري، وادخال الخدمة لتغطية الريف الشمالي بالتدرج بعدد «6» قرى، ثم مدينة الفتح «1» واسواق مدينة الفتح «1،2،3» وتهدف من ذلك الى زيادة معدل الخدمة ورفع مستوى النظافة في باقي الرقعة الجغرافية من المحلية، وقد وضعت المحلية جملة من الارشادات اهمها: يجب تأمين ووضع النفايات في اكياس بلاستيك محكمة القفل، عدم اخراج النفايات خارج المنزل الا في ايام حضور العربة المعروفة، عدم القاء النفايات في مصارف الامطار، الحرص على عدم التخلص من السوائل في كيس النفايات لأنها قابلة للتسرب من الكيس، كما انها قابلة للتخمر، القاء النفايات من السيارة اثناء سيرها من الشارع العام يشوه جمال المدينة، الحرص على نظافة واجهة منزلك او متجرك، والحرص على نظافة الشارع العام، بالاضافة الى عدم القاء الفضلات في الحدائق العامة والميادين العامة، بل يجب المحافظة على نظافتها وجمالها، والمحافظة على نظافة المدارس بوصفه سلوكا حضاريا.. لكن هيهات أن تنفذ هذه الإرشادات في ظل الغياب المتواصل لعربة حمل النفايات.