حدث في نهاية القرن العشرين وبدايات الالفية الجديدة الكثير من التغيرات التي طرأت علي المناخ والتي سجلت علامات واضحة خاصة في الثلاثين عاما الاخيرة ويعتبر السودان احد المناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية نسبة لنظامه البيئي الهش، وضعف البنية التحتية والاقتصادية ، والغالبية العظمى من اراضي السودان ذات حساسية للتغييرات في درجات الحرارة والترسيب، كما ان الامن الغذائي يحدد بمعدل هطول الامطار واكثر من 70% من سكان السودان يعتمد بطريقة مباشرة علي المصادر ذات الحساسية للمناخ لكسب الرزق،مثل الزراعة المطرية،والرعي الطبيعي وهذه الانشطة تتأثر سلبا بمعدل هطول الامطار، وكان قد وقف باحثون أوروبيون وأفارقة ميدانياً على مظاهر تدهور البيئة والتغيُّر المناخي في ولاية شمال كردفان بالسودان كنموذج حي يتبدى فيه التصحر وتراجع الغطاء الغابي وتدني أعداد الماشية وإنتاجية المحاصيل الزراعية، وأقر خبراء في مجال البيئة من ست دول أفريقية هي: السودان وكينيا ويوغندا وجنوب السودان وأثيوبيا وتنزانيا، بالإضافة لألمانيا، بخطورة الآثار المترتبة على ظاهرة التغيُّر المناخي التي أدت إلى تناقص الموارد الطبيعية وتزايد موجات الزحف الصحراوي،وكانت ورشة نظمتها جامعة كردفان حول ظاهرة التغيُّر المناخي قد انعقدت بمدينة الأبيض دعت إلى تكاتف الجهود للسيطرة على التدهور البيئي من خلال تبني البحث العلمي حول السبل التي تؤدي لتكيف المجتمعات في البيئات المتدهورة مع تغيرات المناخ، وتأتي الخطوة في إطار جهود جامعة كردفان لتوسيع دائرة التعاون مع المؤسسات العلمية بأفريقيا وألمانيا لمعالجة التدهور البيئي . ويشير خبراء البيئة الي ان افضل حل لمواجهة مشكلة التغير المناخي بالتكيف مع التغيرات المناخية، و التكيف مع تغير المناخ يعني التحولات التي يمكن إحداثها في النظم الحيوية او الاجتماعية للدولة كاستجابة لاثار التغير المناخي بغرض تقليل الضرر او الاستفادة من ظروف مواتيه يجرى الان تنفيذ خطة العمل القومية لبرنامج التكيف مع التغير المناخي 2007 لزيادة المرونة وإزالة الهشاشة التي تتمثل في الاعتماد علي الري المطري سواء كان ذلك في الرقعة الزراعية او المطرية لتحقيق الامن الغذائي، والمحصلة النهائية المتوقعة للمشروع في نهاية عام 2020 ويتوقع تقليل الفقر وسط المجموعات الأكثر هشاشة التي تعتمد اساسا علي معدلات هطول الامطار، وتحقيق النمو الاقتصادي الذي يحقق عدالة الفرص ويتيح تحسن مستويات المعيشة ويسهم في تأمين فرص العمل والأمن الغذائي ويسهم في الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وبدء تنفيذ الاولويات لمشاريع استراتيجية تغير المناخ فى عدد خمس ولايات تعتمد على الري المطري في الزراعة والرعي، فى شكل مشاريع نموذجية فى مجال المياه(سدود -حفائر- تروس) للاحتفاظ بمياه الامطار لاطول فترة ممكنة وتدوير الاراضي الزراعة حتي لا تفقد الخصوبة وتكون ذات انتاجية عالية. من الحلول الممكنة لدولة مثل السودان، ويتمثل ذلك في الادارة المتكاملة للموارد الطبيعية وتنميتها، الاستفادة القصوي من المياه واستخدام تقنيات لتقليل الفاقد كحصاد المياه، تنويع التركيبه المحصولية واستنباط انواع تقاوم آثار تغير المناخ التوعية و التدريب و التعليم للالمام بمخاطر التغير المناخي وكيفية التكيف، واشراك المنظمات القاعدية مثل منظمات الاممالمتحدة الناشطة في مجالات البيئة والتغير المناخي في التخطيط والتنفيذ لبرامج التكيف، تحسين وتطوير الزراعة وإداراتها و تحسين وتطوير المراعي وإداراتها وتحسين وتطوير قطاع الثروة الحيوانية وإداراته واخيرا احياء وتجديد وترميم الاراضي المتدهورة.