* لا يكاد أي قانون في بلدان العالم كافة يخلو من مثل هذه المادة «جريمة التخابر مع العدو « وان اختلفت الصياغة هنا وهناك لكن تجريم فعل التخابر متفق عليه وعقوبته تتفاوت بين الإعدام والسجن المؤبد، وقد يختلف تعريف الفعل أو تعريف العدو لكن ذلك لا يمس جوهر الموضوع.. فالعلاقة مع القاعدة «مثلا» أو أية منظمة إرهابية بحسب التصنيف الأمريكي!! «خيانة وطنية» تهدر حقوق مرتكبها الإنسانية والقانونية وتعرضه لأقسى أنواع العقوبات والتشهير .. وان اختلف الناس في تسمية منسوبي هذه المنظمات أَهُم «مناضلون أم إرهابيون»إلا أن قانون كل بلد على حدة يضعهم تحت طائلته وربما نحن البلد الوحيد في العالم الذي يوثّق تصنيف العدو في جواز سفره الصالح لكل بلدان العالم ماعدا «إسرائيل» وهي ملاحظة لا تمنع حامل الجواز من السفر إلى إسرائيل بأية حال من الأحوال إذا ما أراد الذهاب إليى «دويلة» العدو الصهيوني بحسب تعريفنا الإعلامي لدولة إسرائيل أو الولاية الحادية والخمسين الأمريكية !! ومن عجب أن دولتنا السنية لا تحرّم السفر إلى أمريكا نفسها.. بل تبكي وتنادي من يبكي معها لو امتنعت السفارة الأمريكية في الخرطوم عن منح تأشيرة دخول للأراضي الأمريكية لمسئول سوداني!! مع أن أمريكا هي خزانة إسرائيل ومستودع أسلحتها ومحاميتها على المنابر كافة وحاميتها وضامنة أمنها!! والأعجب من ذلك كله أن الدول العربية المواجهة لإسرائيل التي دخلت معها في اتفاقيات سلام والتي لم تدخل لا تغالي في عدائها مع إسرائيل للدرجة التي تحرّم على حامل جوازها السفر إليها.. وقد خطت معظم الدول الأفريقية وبعض الدول العربية خطوات واسعة على طريق التطبيع.. وقد بلغت «الجرأة» حتى لا نقول الواقعية السياسية ببعض الزوار الأجانب لبلادنا أن يعرضوا على السيد رئيس الجمهورية حلاً فورياً لكل مشاكل السودان المستعصية «وقتها» في الجنوب والغرب والشرق مقابل التطبيع مع إسرائيل فرفض الرائد الذي لا يكذب أهله في إباءٍ وشمم.. وقال لمحدثيه نحن ليس لدينا مشكلة مع الديانة اليهودية المبرأة من «التحريف» الذي طال التوراة الكتاب المنزل من الله عز وجل من الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله .. «فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون» لكن إسرائيل دولة غاشمة ظالمة معتدية محتلة لأراضي الفلسطينيين وأراضي عربية أخرى تسوم أهل الأرض سوء العذاب تذبّح أبناءهم وتستحي نساءهم.. فكيف نطبّع علاقتنا بها؟ هذا هو المبدأ إذن. * وغير بعيد عن هذا المبدأ فقد حاول قادة عرب كثيرون التفاوض مع إسرائيل والتي تعتمد مبدأ «التفاوض من أجل التفاوض» لا من أجل الحل وفي روع القادة الصهاينة مبدأ بسمارك سياسة الأمر الواقع.. .. «Do it and talk « فينقذون سياستهم في تكريس الاحتلال ... وقضم الأراضي الفلسطينية وبناء جدار العزل العنصري .... وإعلان يهودية الدولة... ومنع حق العودة... وهدم المسجد الأقصى «تدريجياً» ... وتهويد القدس الشريف... وحصار غزة... وتصفية رموز المقاومة... وزيادة المستوطنات وجلب المستوطنين وتشريد المواطنين العرب..... وطمس المعالم العربية ... ونبش المقابر وممارسة إرهاب الدولة بقوة السلاح أو القوانين المفصلة على المقاس مثل قانون معاداة الساميّة وبعض العرب يتفاوضون وهم يعلمون أن من يفاوضونهم يضمرون نقض ما يبرمونه معهم «أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم» وهكذا يدورون في حلقة مفرغة لا يُدرى أين طرفاها !! * ومع دخول أزمة دارفور أروقة المنظمات الدولية والصهيونية والكنسية والتي يقودها التحالف اليميني المتطرف انفتح باب هجرة السودانيين من أبناء دارفور «في الغالب الأعم» إلى إسرائيل بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة وافتتح عبد الواحد محمد نور مكتباً لحركته في تل أبيب ولم يستنكر خليل إبراهيم عند سؤاله عن رأيه في العلاقة مع إسرائيل وأوجد بعض المبررات المطعمة بالآيات !! وليس حركات دارفور هي الرائد «سودانياً» في إبتدار العلاقات مع إسرائيل فقد سبقتها إلى ذلك حركة أنيانيا الأولى والحركة الشعبية لتحرير السودان وبعض القادة الشماليين «على استحياء»!! وفي الخفاء.. لكن الزيارة المعلنة لإسرائيل والتي قام بها وفد من الحركة الشعبية قطاع الشمال «سابقاً» برئاسة ياسر عرمان وعضوية عمر عبد الرحمن آدم.. ومبارك احمد.. ورمضان نمر .. حيث التقى الوفد.. الذي حظي باستقبال رسمي.. بكل من رئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية بالكنيست ووزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس المخابرات العسكرية.. حيث طالب الوفد الحكومة الإسرائيلية تحجيم المد الإسلامي !! والتدخل لحل مشكلة أبيي وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق!! وهكذا وضع الوفد نفسه «على بلاطه» تحت طائلة مادة التخابر مع الأجنبي أو العدو .. على عينك يا تاجر .. حتى يصمت الساسة ويتحدث أهل القانون عن ماذا هم فاعلون إزاء تعريض أمننا الوطني للخطر «بالمفتشر»؟؟ * الهدف المعلن هو تفكيك النظام وهو ما عجزت الحركة ومناصروها عن فعله بالانتخابات فلجأت للخطة «ب» التي تبدأ بالانفصال ومناوأة النظام بما هو واضح للعيان ولا يحتاج لكثير بيان «أرى تحت الرماد وميض نار وان الحرب أولها كلام فلنشمر عن سواعد الجد حتى لا نقول بعد حين.. يا ريت اللي جرى ما كان. وهذا هو المفروض