* يعد الدكتور الطاهر أحمد عمر بقادي من الاطباء المتميزين في مجال طب وجراحة الاطفال، هذا المجال المعقد جداً خاصة وان الاطفال وهم في الشهور الأولى يصعب التعامل معهم ومعرفة مرضهم فهم لا يشتكون ولا يمكن تشخيص مرضهم بيسر وسهولة. جلسنا اليه بمكتبه في ونسة عن تخصصه وخرجنا بهذه الحصيلة: * نبذة عن النشأة والميلاد والدراسة؟ - ولادتي كانت في جنوب كردفان القطاع الغربي منطقة بابنوسة، ودرست بها الابتدائي بينما المتوسطة بالخوي والثانوي العالي بالنهود، عملت بولايات السودان المختلفة الجزيرة، والنيل الازرق والدويم والمناقل ومدني، وتخصصت في الجراحة في مدينة ود مدني. تخصصت في جراحة الاطفال في مدينة شنغهاي بالصين ومسالك بولية اطفال بجمهورية مصر العربية، وشاركت في سمنارات داخلية وخارجية من اجل تطوير التخصص. بدأت العمل بمستشفى الخرطوم كجراح اطفال وانضممت لوزارة الداخلية لانشاء قسم جديد لجراحة الاطفال وذلك بهدف احداث نقلة نوعية عبر مراكز متخصصة، بدأت العمل في عام 2000م وتدرجت الى رئيس مركز جراحة الاطفال. * حدثنا عن المركز وجراحة الاطفال؟ - المركز سعته 22 سريراً وبه كل انواع العمليات لجراحة الاطفال والمسالك البولية والأعصاب، وجراحة الاطفال احد فروع الجراحة التخصصية ويفترض بممارسها ان يقضي فترة في تخصص الجراحة العامة، وجراحة الاطفال تعنى كل الاطفال من عمر يوم الى 13 سنة. وتضم جراحة الاطفال تخصصات فرعية: جراحة عامة، مسالك بولية، عظام وتجميل، ومن خلال تجربتنا في الفترة السابقة استطعنا ان نغطي معظم الحالات في السودان. والعمل في جراحة الاطفال يتطلب التنسيق والتعاون بين اختصاصيي الباطنية والجراحة. * هل معنى ذلك ان هناك صعوبة في تخصص جراحة الاطفال؟ - صعوبة جراحة الاطفال تنبع من نفس تحدي الجراحة العامة لان الاطفال يختلفون في طباعهم وسلوكياتهم من طفل لآخر، والاطفال عالم معقد والتعامل معهم صعب مثل اخذ تاريخ مرض الطفل واجراء بعض الفحوصات التي تتطلب نوم الطفل.. ومن الصعوبات حاجة الطفل الى العناية المركزة في استخدام الادوية والتي تحتاج لحساب دقيق خوفا من المضاعفات، والحمد لله خلال الفترة من 2000 الى 2011م بذلنا جهدا كبيرا في تدريب كوادر مؤهلة لتطوير العمل. * يلاحظ ان عدد اختصاصيي جراحة الاطفال قليل بالمقارنة مع التخصصات الاخرى. - نعم، لانه تخصص والصعوبات به كثيرة وهناك نزيف الهجرة الى الخارج والمراكز المختصة في السودان حوالى 6 مراكز وفي كل مركز طبيب واحد او اثنان فقط، والآن بدأنا تخصص جراحة الاطفال في مجلس التخصصات الطبية وأول مجموعة ستتخرج في يناير القادم، وفي هذه السانحة نشكر رئيس مجلس التخصصات بروفسور عثمان طه وبالمناسبة هو اختصاصي اطفال. * ما هي نصائحك لسرعة شفاء الاطفال؟ - نحن لدينا سياسة بعدم خروج الطفل من المركز ما لم نتأكد من تعافيه من الجراحة، ونعطي اسرته نصائح نشرح لهم كيفية التعامل معه في المنزل، عموما امراض الاطفال معقدة ولابد من الاستماع لارشادات الطبيب وتطبيقها بحذافيرها والصبر عليها اذ ان هناك حالات تتطلب قرابة العام للوصول للشفاء التام، ويكون الطفل خلال تلك المدة في منزل اسرته. * عموماً الاطفال التفاهم معهم صعب كيف تحلون هذه المعضلة؟ - يختلف الوضع من طفل لآخر ويتطلب الوضع من الطبيب الصبر، واكرر الصبر ففي بعض الحالات ننتظر قرابة الثلاث ساعات لحين نوم الطفل لاجراء اختبار، واحيانا نجوع الطفل ونتابع حالته بعد الرضاعة وفي حالات اخرى ننتظره لحين امتلاء مثانته بالبول، لذلك لابد من الصبر والتأني لحين تشخيص المرض. * كيف تخطيتم النظرة التقليدية التي تنظر الى امراض الاطفال على انها امراض تسنين فقط؟ - امراض الاطفال معقدة والصعوبة تكمن في صعوبة التفاهم مع طفل حديث الولادة قد يكون عمره يوما واحدا.. ومن المهم جدا تبسيط الحالة للاسرة مهما كانت صعبة واخبارهم انه يمكن علاجها والسيطرة عليها ويجب التصرف السريع من قبل الطبيب بصورة لا تسبب ازعاجا للاسرة. * يعني ذلك وجود مواقف طريفة في التعامل مع الاسر؟ - في احدى المرات أحضر طفل يعيش مع والديه في استراليا مصاب بجرح في قدمه وبالفعل عالجنا الحالة وسط انزعاج كبير من امه والتي كثيرا ما تتكلم معنا عن حالة ابنها والتي كانت حالة عادية جداً لا تتطلب الانزعاج، وفعلا ذهبت المرأة وابنها في حال سبيلهما، وبعد اسابيع اتصلوا بي في المستشفى بوجود حالة التواء مصران للطفل وبالفعل حضرت مسرعا لخطورة الحالة وبمجرد دخولي المستشفى اكتشفت انه نفس الطفل الذي عالجته بالجرح الصغير مع أمه المتخوفة دائما وقلت في نفسي المرة السابقة كان جرحا صغيرا وامه قلقة جدا، ترى ماذا تفعل الآن؟ وهنا (هرشت) ام الطفل قبل بدء العملية وبالفعل سكتت عن الحديث تماما. * بات الاهل يختنون أبناءهم مبكراً، ما هو التوقيت المناسب لختان الابناء؟ - يجب ان يتم ختان الاطفال بعد مرور فترة كافية من ولادتهم ما بين سنتين الى ثلاث سنوات، ولا يتم ختان الطفل قبل ذلك الا لأسباب طبية مثل دخول جسم غريب او التهاب، وذلك خوفا من حدوث نزيف للطفل اذ ان دم الطفل حوالى 85 ملجم لكل كيلو. * هنالك مقولة سافروا فإن في السفر خمس فوائد، وبحكم انك درست في الصين ما انعكاس ذلك عليك؟ - الصين مختلفة عن كل دول العالم وهم جادون اكثر من اللازم وهناك زملاء انقطعوا من الدراسة في الصين لجدية الصينيين ولو ما ذهبت للمحاضرة يمكن ان تتوقع حضور عميد الكلية بنفسه لمعرفة سبب غيابك. واعجبني في الصين انه لابد ان تتعلم لغتهم مهما كان رأيك فيها وفوق ذلك صبرهم ومثابرتهم في العمل وهذا عين ما يتطلبه اختصاصي جراحة الاطفال. * حدثنا عن اهتماماتك؟ - لعبت كرة السلة في منتخب الكلية في الصين، واستفدت من خاصية طول السودانيين مقارنة مع الصينيين، وتعلمت لعب كرة مضرب التنس واستمع للكابلي ومحمد الامين ووردي، كنت اشجع الهلال لكن مع تدهور كرة القدم اصبحت اشجع اللعبة السمحة. * ماذا يعني لك شهر رمضان؟ - لرمضان معزة خاصة في نفسي، فرمضان الشهر الوحيد الذي استطيع فيه انجاز كل اعمالي وذلك لتوفر عامل الزمن اذ يتوفر لي في رمضان زمن كاف لانجاز كل المهام وحتى جدول العمليات لا ينقص ابداً عن باقي الشهور. والصوم في السودان يعطيك الاحساس بأنه اصبح رمضان في الدنيا.. لانك تتعب بينما في دول العالم الاخرى الناس تصحو من النوم قبل موعد الافطار بساعة وهنا تضيع عظمة الصوم.