لم يكن الشاب شريف الدين شيخ يوسف وهو يتجول في شوارع مدينة تكا عاصمة بنجلاديش يتوقع ان يقابل الشيخ والمفكر الاسلامي السوداني الدكتور حسن عبد الله الترابي وجها لوجه ويصافحه ويتحدث اليه ،فقد كانت امنية من الامنيات تراوده وهو يقرأ في سيرته ويتابع اخباره ويتذكر ابتسامته الساحرة عندما يتجول بين طرقات ومزارع بنجلاديش المكسية بنبات الارز الا ان الاقدار والصدفة قادته الى حي المنشية بالعاصمة السودانية الخرطوم ليسكن داخل منزل الشيخ ويكون من الحوار و الاحباب والمريدين بعد ان جمع حزمة من التكا العملة البنجلاديشية حيث ظل يعمل في خدمة الشيخ بلا كلل ولا ملل ورد له الشيخ الترابي هذا الوفاء باحسن منه وهو يشاركه الاحزان في وفاة والده الذي رحل ببنجلاديش ويسمح له باقامة سابعة والده في حديقة المنزل حيث شهد منزل الترابي تجمعاً ضخماً ضم مجموعة كبيرة من الشباب البنقالة القادمين من الدولة الآسيوية المسلمة للعمل في السودان والذين تناولوا وجبة الافطار على الطريقة السودانية وتناولوا العصيدة والكركدي وحرصوا على اداء واجب العزاء والمواساة وقراءة سورة يس للميت عقب الافطار وشاركهم الشيخ الترابي بالدعاء للمرحوم وتزامن يوم السابعة مع زيارة سجلتها الصحافة الى منزل الشيخ لتناول طعام الافطار وذلك بحضور رئيس التحرير ومدير التحرير ورئيس القسم السياسي التقي محمد عثمان والمحرر محمد عثمان وتمنى الترابي ان يدخل الله والد شريف الدين الجنة هو واولاده وان يبعد جميع المسلمين من النار وقدم الترابي للبنقالة محاضرة باللغة العربية البسيطة وقال لهم انتوا جبتوا بركة كتيرة للبيت وان السودان بلد واسع حتى بعد انفصال الجنوب وقال لو جاء كل سكان بنجلاديش الذين يتراوح عددهم ما بين 142 و159 مليون نسمة برضو السودان بشيلهم مع القادمين من تشاد ويوغندا واثيوبيا ومصر وقال السودان من زمان كان بستقبل كل المسلمين ويعتبر بلاد الاسلام امة واحدة ويمنح اي مسلم الجنسية والاقامة ويرحب بكل مسلم جاي من الهند او اندونيسيا او روسيا او نيجيريا هو اولادو وابوه وزوجاته بل ويمكن يتزوج في السودان وقال ان بعض الدول المسلمة العربية حتى لو ولد فيها المسلم وتربي فيها وبلغ السبعين لا يمكن ان يمنحوه الجنسية عكس بلاد الكفار وامريكا وهناك يمنحو المسلم الجنسية بعد خمس سنوات فقط وقال ان الكفار الآن يتوحدوا والمسلمون يتفرقوا وقال ان بلاد اوروبا بعد الحروب اصبحت متحدة ويمكن الدخول لها مجتمعة بفيزا واحدة وقال ان علاقة السودانيين ببنجلاديش انتهت واصبحت مجرد تجارة بجوالات الخيش فقط واصبحت بنغلاديش دولة غير مستقرة وقال ان السودان قسموه الخواجات وصار مثل الكيكة التي يتلاعب بها الاطفال وطالب الشيخ الترابي الشاب شريف الدين بالصبر والمصابرة وتقوى الله وخرج الشاب شريف الدين سعيدا مرفوع الرأس وهو يودع ابناء جلدته من البنجلاديش خارج المنزل وعاد الى الداخل مره اخرى يستعد لمرافقة الشيخ الترابي لاداء صلاة التراويح .