بعيدة المسافة بين السماء والارض .. وابعد منها زيادة اسعار اللحوم في بلد تعداد ثروتة الحيوانية يفوق عدد سكانه اربع مرات .. لغز محير يحتاج فك طلاسمه الى الجان .. وفي الوقت الذي تنخفض فيه عائدات تصدير الثروة الحيوانية بنسبة 80 % من 2000 مليون الي 300 مليون جنيه .. الصحافة كانت هناك تستجلي المشكلة مع مختصين ومواطنين عن قطعه لحم تفوق شهرتها ما طلبه اليهودي شايلوك في رائعة شكسبير تاجر البندقية . البداية كانت في جمعية حماية المستهلك عن ارتفاع اسعار اللحوم الاسباب والمشاكل حيث قال رئيس شعبة اللحوم باتحاد الغرف الصناعية، اسامة عبد العزيز بر، عدم توفر الجدية في حل مشاكل القطاع رغم الدراسات التي اجريت وابان ان الثروة الحيوانية بعد انفصال الجنوب تقدر بحوالي 100-112 مليون رأس ينظر اليها بصورة تفاخرية مظهرية لا يدخل منها في النظام الاقتصادي سوى 10% واكد ان الرأس الواحد من الابقار من مناطق الانتاج حتي (الجزارة) عليه 42 نوعا من الرسوم والجبايات وعندما يصل المصنع تبلغ 55 رسما باعتبار ان المصانع عليها 13 نوعا من الرسوم والجبايات، وتوقع ان يتواصل التصاعد في اسعار اللحوم، ولحل هذه الاشكالية دعا الى منع الاجانب من الدخول الى السوق والمضاربة في الاسعار بالاضافة الى اقامة مزارع كبيرة حول المدن وادخال الحيوان في الدورة الزراعية في المشاريع الكبيرة. من جانبه اوضح رئيس مركز بحوث الانتاج الحيواني دكتور عبد الرحمن مجذوب محمد ان الزيادة في اسعار اللحوم تبدأ من يناير حتي ديسمبر حيث تصبح غير محتملة لحوالي 90% من افراد الشعب السوداني خلال شهري يوليو و اغسطس، وقال ان الزيادة في الاسعار من عام 2000 وحتى 2011 تراوحت بين 66% الى 112% وقال ان المشكلة الاساسية ان القطيع ملكية خاصة والارض مشاعة داعيا الى اتباع نظام الانتاج المتخصص بالاضافة الى عدم توفر الاعلاف و الماء في المنطقة بين مواقع الانتاج والاستهلاك خلال هذه الفترة، و نفى ان يكون هناك اي تأثير للصادر على القطيع. ويقول مأمون سالم ( تاجر مواشي ) ان مشكلة اسعار اللحوم وراءها جهات يمكن تسميتها بالكارتيلات والتي بإمكانها التحكم الي ابعد مدي في كميات واسعار الماشية، ويؤكد سالم ان دخول بعض الشركات الاجنبية في سوق الماشية اضر بالقطاع ويقول سالم : هؤلاء الاجانب لا يهمهم ما يحدث للمواطنين كل ما يهمهم زيادة ارباحهم . وينفي علي الامين ( جزار ) تحكم قطاع الجزارين في اسعار اللحوم ويقول : الجزارون مجرد بائعي قطاعي ويضعون هامش ربح 1 الي 2 جنيه بالكيلو وبالكاد الربح يغطي الايجار والمنصرفات الادارية . وبلهجة متحدية يلقي الضوء علي ممارسات اللاعبين الكبار قائلا : اسألوا الشركات الكبيرة المصدرة للماشية « . بينما يوضح عبدالودود بابكر ( مواطن ) انه قلص حصته من اللحوم من 4 كيلو في الاسبوع الي كيلو واحد بسبب الزيادات المتوالية ، ويؤكد بصورة قاطعة انه سيقاطع شراء اللحوم اذا زادت اسعارها مرة اخري ويقول : لا يوجد لدينا ما نخسره بفقدان اللحوم من مائدة الطعام . وفي طريق العودة كانت محلات عرض اللحوم الزجاجية مليئة بقطع اللحوم بيد انها كانت خالية من الزبائن وقطع حبل تفكيرنا فرملة عربة فارهة امام المحلات ويترجل منها رجل مكتنز يبدو انه الوحيد من رواد اللحوم بعد عزوف بعض المواطنين عنها .