ستون عاما انقضت هي عمر المنظمة العالمية للارصاد الجوية التي تأسست فعليا في العام 1951م، بهدف رئيس هو تعزيز التعاون الدولي في مجال الارصاد الجوية وظلت منذ ذلك الحين تحقق النجاح تلو النجاح في خدمة سلامة الارواح والممتلكات وفي خدمة رفاهية البشرية. إلا ان المنظمة العالمية للارصاد الجوية ادركت على الدوام المخاطر المحدقة والمحتملة جراء الكوارث الطبيعية او تلك التي يسهم فيها الانسان وستظل الوثيقة الفنية رقم 99 للعام 1986م، الصادرة من المنظمة بعنوان - العواقب المناخية المحتملة لحرب نووية كبرى - مرجعا تاريخيا للاجيال القادمة لتفادي مثل هذا الخطر، ولعل سيناريو الشتاء النووي لم يعد يشكل حاليا شاغلا كبيرا. ومن قبل وفي العام 1976م، اصدرت المنظمة بيانها الموثوق بشأن تراكم ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتأثيراته المحتملة على مناخ الارض الشيى الذي اسهم في تركيز الانتباه على الاحترار العالمي وتغير المناخ الذي ينظر اليه العالم اليوم وبصورة واضحة باعتباره تهديدا رئيسا للتنمية المستدامة بل تهديدا لبقاء البشرية ذاتها والذي حدده بان كي مون الامين العام للامم المتحدة باعتباره (التحدي البارز والمحدد لعصرنا) انجاز كبير ايضا للمنظمة تمثل في التغلب على تحد كبير آخر واجه البشرية حيث اصدر فريق من خبراء المنظمة بيانا حذر العالم من تآكل طبقة الاوزون الحامية التي تشكل واقيا لنا من التعرض للاشعة فوق البنفسجية، ونتج من هذا التحذير بروتوكول مونتريال وكان مثالا بارزا للتعاون بين العلماء ومتخذي القرار في هذا السبيل.. عقب مؤتمر المناخ العالمي الاول والذي نظمه في عام 1979م، للنظر في الخطر المحدق الذي يمثله تغير المناخ وتأثيراته المحتملة انشأت المنظمة العالمية للارصاد الجوية بالتعاون مع المجلس الدولي للعلوم ما عرف بالبرنامج العالمي للبحوث المناخية واتسم البرنامج بحيويته بالنسبة للعلوم، لا سيما من خلال توفير الاساس العلمي للتقييمات التي تجريها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «ipcc» التي شاركت المنظمة وبرنامج الاممالمتحدة للبيئة في رعايتها منذ عام 1988م، والتي حصلت في نهاية عام 2007م، عى جائزة نوبل للسلام. هذا غيض من فيض من النماذج الناجحة للتعاون الدولي في مجال الارصاد الجوية الذي لا يعرف الحدود السياسية ولا الجغرافية حيث تشكل الاخطار الطبيعية تهديدات خطيرة جدا لأمن البشرية ، لذلك كرست المنظمة «wmo» جهودا كبيرة لاقامة نظم انذار عملية واتخاذ اجراءات فعالة اسهمت في خفض كبير لفقدان الارواح والممتلكات الناجم عند هذه الاخطار. ولضمان ان تصل هذه المنافع لجميع اعضائها خاصة في البلدان الاقل نموا كرست المنظمة wmo)) اهتماما كبيرا لتوفير احتياجات تطوير المرافق الوطنية للارصاد الجوية والهيدرولوجيا وتوفير سبل تتيح لها التوصل الى نواتج متقدمة مع توافر القدرة على استخدام النماذج المتقدمة وفقا لمتطلباتها الوطنية والتزماتها العالمية. لقد ظلت الهيئة العامة للارصاد الجوية السودانية منذ انشائها منذ اكثر من 75 عاما عضوا فاعلا في المنظومة العالمية للارصاد الجوية حيث وقع السودان وصادق وانضم لهذه المنظمة منذ بواكير نشأتها في العام 1951م. ومنذئذ ما انفكت الهيئة العامة للارصاد الجوية تقدم خدمات اساسية لجميع وكافة القطاعات الانتاجية الزراعية، الطيران، الملاحة البحرية والنهرية والبرية، السياحة والري والموارد المائية للبيئة والتنمية العمرانية وغيرها.. البحوث والدراسات قطاع البحث العلمي والدراسات العليا والجامعية. ستحتفل الهيئة باليوم العالمي للارصاد الجوية في يوم الثلاثاء 23 مارس 1910م، برعاية وزير العلوم والتقانة البروفسير ابراهيم احمد عمر وهذه بمثابة دعوة لجميع المهنيين بالمشاركة في هذه المناسبة المهمة والاطلاع على المشاريع الطموحة للهيئة لاستمرارية تقديم خدماتها الاستراتيجية. ٭ الامين العام - الجمعية السودنية للارصاد الجوية ٭ برنامج الجمعية السودانية للارصاد الجوية في سنار