* لن انسي أبداً «الاستهانة» التي كان يتعامل بها القذافي مع قضايا أمننا القومي ولا يمكن أن تكون هناك دولة في الدنيا نالها من «أذى القذافي» مثلما نالت بلادنا منه منذ عهد الرئيس الراحل جعفر محمد نميري مروراً بعهد المشير سوار الذهب فالصادق المهدي فالإنقاذ.. وكان القذافي على مر هذه العهود يساعد كل من يحمل السلاح على «حكومة الخرطوم» فهو الذي صنع بيديه تمرد جون قرنق ومدَّه بالسلاح والمال والمؤن والتدريب وكل شيء.. وهو الذي أغرق دارفور بالسلاح والمعدات والعربات من لدن ما يسمى بالفيلق الإسلامي وعرباته قاهرة الصحراء والأسلحة المتطورة والمال السايب. وكان في الوقت ذاته يمالئ الحكومة ويبدي استعداده لحل مشاكلها الأمنية والمالية في الوقت الذي يخلق لها المشاكل ثم يظهر في مظهر الحكيم راعي الإسلام في فضاء أفريقيا!! * ولن ننسى أبداً إنه رفض أن تستقبل بلاده الرئيس البشير والذي دعاه الاتحاد الافريقي وليس «الجماهيرية» لحضور مؤتمر أوروبا وأفريقيا.. وبلغت به الوقاحة أن ألغى تصريح عبور طائرة البشير لأراضي ليبيا .. وكان الرئيس وقتها على متن الطائرة التي أوشكت على الإقلاع.. لكن السنوسي وموسى كوسا قالا للمسئولين السودانيين هنا ووفد المقدمة في ليبيا «إن البشير مرحب به بعد انتهاء القمة الأوربية الأفريقية بيوم واحد!!».. مسكين معمر الذي أكثر من الانبطاح والانبراش في أيامه الأخيرة لأوروبا وأمريكا فلم تغنيا عنه من الله شيئاً فذهب إلي مزبلة التاريخ حيَّاً وميتاً.. واذكِّر الزملاء بصحيفة آخر لحظة «حجبهم لمقالي» في اليوم التالي لموقف القذافي المخزي وقد أبدت لهم الأيام ما كان خافياً.. فالقذافي وزبانيته ودولاراته ومثاباته أصبحت كأن لم تغن بالأمس .. وأصبح مثل قارون مثلما أصبح الذين تمنَّوا مكانه بالأمس يقولون وَيكأن الله.... * قال القذافي مبرراً مساعدته العسكرية واللوجستيه لحركة العدل والمساواة وقد أمدَّها بالسلاح والذخائر والسيارات والأموال بعد اندحارها في أم درمان فاستعوضت كل ما خسرته في حربها الخاسرة.. قال « هادي قبائل في بعضها .. ما فيها شي .. كلها ميتين تلتميه عربية راح تدمر في معركة واحده وخلاص..!!» لكن العقيد العبقري لم يذكر كم سيموت من الأبرياء لحين أن تتدمر ثلاثمائة عربة مسلَّحة؟ وهو يعرف ويريد أن ينفذ سياسة الأرض المحروقة حيث يموت الناس وتبقى الأرض ومواردها غنيمة باردة لمن يطمعون في خيراتها.. وقد غابت «الحكمة» التي دعت الأستاذ عثمان ميرغني لكي يطلب من وزارة الخارجية السودانية أن تخاطب ثوار ليبيا بضرورة حسن المعاملة أتباع حركة المساواة!! الذين حاربوا الثوار إلي جانب القذافي !! أفهم أن يلقي السودانيون في ليبيا معاملة طيبة طالما إنهم لم يحشروا أنوفهم في الصراع بين القذافي والثوار والتزموا الحياد في قضيه تخص الشعب الليبي وحده. وما عانى منه الشعب الليبي على يد القذافي.. نال مثله الشعب السوداني على يد خليل في دارفور وأم درمان !! للمقارنة مع الفارق «في عدد السنوات». * يحق للشعب السوداني أن يفرح ويحتفل ويبارك ويؤيد الثورة الليبية على نظام القذافي المستبد الإرهابي المخرَّب المبدد لثروات الشعب الليبي في أعماله الإجرامية وأفكاره الشيطانية . فالقذافي الذي خضع للعقوبات الأمريكية والأوروبية واغدق أموال الشعب الليبي على ضحايا مؤامراته وتفجيراته.. ولم يجد من يطالبه بتعويض اسر آلاف الشهداء الذين قتلهم تمرد جون قرنق بالسلاح الليبي وبالأموال الليبية ولا ضحايا هجوم المرتزقة «كما تعارف عليه الناس» ولا ضرب الطائرة الليبية للإذاعة بأم درمان .. ولا محاولة خليل لاجتياح أم درمان وما سالت فيها من دماء.. ولا آلاف الضحايا واللاجئين والنازحين في دارفور طيلة هذه السنوات. * ويستطيع خليل إبراهيم الذي أعتمد طويلاً على القذافي بعد أن أصبح «راسو مقطوع» أن يلجأ للخيار الأمثل وهو الانضمام لوثيقة الدوحة المفتوحة حتى الآن لتنضم إليها الحركات التي لم توقع ويحفظ ما تبقى من كرامته بعدما رفضت إنجمينا استقباله ومادت الأرض تحت قدميه في طرابلس فيذهب للدوحة ويوقع على الوثيقة ويأتي لبلاده مسالماً مساهماً في إعادة دارفور سيرتها الأولى بعدما رأى بأم عينه «بأن القوة لله جميعاً» وليس للبشر مهما عتوا وتكبروا وتجبروا وسموَّا أنفسهم « ملك ملوك أفريقيا» وبالامس شاهدت مراسلة فوكس نيوز وهي تتحدث إلي احد الثوار الليبيين الشباب وقد أعتمر قبعة القذافي المقصبة والمذهبة وهو يحمل العصا الذهبية أو الصولجان الذي عمَّد به نفسه ملكاً لملوك أفريقيا فذهب الله به وبملكه واللهم لا شماتة. * «قال لنا القذافي في زيارة لليبيا في شهر رمضان» صايمين ؟! ثم أردف قائلاً :- «فمن كان منكم مريضاً أو على سفر أو في السودان فعدة من أيام أُخر!!» ولم يكن يمزح قاتله الله.. وهذا هو المفروض