٭ القيادي البارز بجماعة أنصار السنة ووزير الدولة بالثقافة والرياضة محمد أبو زيد مصطفى.. اختار أن يخوض الانتخابات القادمة مستقلاً بدائرة الكاملين، بعيداً عن الجماعة باعتبارها كياناً لا علاقة له بالأحزاب السياسية الموجودة على الساحة.. ووجه انتقادات لاذعةً للمؤتمر الوطني بالجزيرة وتوعده بعدم النجاح في الانتخابات.. خلال إفاداته ضمن الحوار التالي: ٭ تمثلون أحد أبرز القيادات في جماعة أنصار السنة.. فلماذا كان ترشحكم مستقلاً، وهل هذا بسبب أنها تمثل أقلية بجانب الكيانات الأخرى؟ ولماذا لم تترشح للرئاسة؟ - بالعكس، فالجماعة كيان لا يستهان به خاصة في الجزيرة، لكن ترشحي مستقلاً جاء من أن الجماعة لا تمثل حزباً سياسياً، أما عدم ترشحنا للرئاسة فهذا لأن الجماعة تعتبر أن المؤتمر الوطني أقرب الكيانات إليها، كما ترى أن الرئيس البشير أصلح المرشحين للرئاسة، لذلك كان قرارنا بتعضيد ذلك. ٭ تأثر مواطن الجزيرة بتدهور مشروع المنطقة.. فما هي المعالجات التي يمكن أن تدخلونها ضمن برنامجكم الانتخابي؟ - نعم.. تدهور مشروع الجزيرة انعكس سلباً على كافة الخدمات، وهذا أحد أهم مطلوبات أهل المنطقة، إلى جانب الخدمات الصحية والتعليم وتحسين نوع الخدمات الموجودة، فعلى الرغم من أن الجزيرة تضم سلةً للمؤسسات الخدمية إلا أنها شاخت، فلا بد من إعادة تأهيل لها، أما بالنسبة للمشروع فلا بد من معالجة سريعة وجذرية بعد التدهور المريع الذي لحق به، خاصة أنه أحد المشروعات الحيوية بالمنطقة. ٭ ما هي الضمانات لإنجاح تلك المعالجات؟ - الصوت العالي للنوَّاب لدفع الحكومة للاهتمام بمثل تلك القضايا التي تمس المواطن بشكل مباشر. ٭ وهل تعتقد أن دور النائب فعَّال لهذه الدرجة.. فالكثير من مواطني الدوائر يعقدون الآمال على مرشحيهم، لكن سرعان ما يصابون بالإحباط؟ - اعتقد أن هذا يرتبط بمدى مستوى مسؤولية النائب نفسه، فاذا كان ملماً بذلك فبالتالي سيكون على قدر الثقة التي أولوه لها. ٭ تضم الجزيرة كافة الكيانات السياسية.. فلماذا لم يكن هناك تنسيق فيما بينكم؟ - نعم.. وهذا بسبب عدم مقدرة قيادات حزب المؤتمر الوطني هناك على إدارة التحالفات السياسية بالولاية. ٭ هذا اتهام صريح للمؤتمر الوطني بالفشل؟ - نعم فقد فشل الوطني بالجزيرة في التنسيق بينه والكيانات الأخرى، بينما حقق ذلك في معظم الولايات الأخرى. ٭ إذن فهناك من يحاول خرق العلاقة بينكم والوطني؟! - هذا صحيح، وهناك ديناصورات داخل الحزب بالولاية تحاول ذلك، لكن هذا سيؤثر تأثيراً مباشراً على الحزب بأكمله. ٭ كيف؟ - هناك مفاجآت ستحدث خلال الانتخابات، ما لم تتدخل الكيانات العليا لإدراك الأمر قبل فوات الأوان. ٭ هل نفهم من ذلك أنه تهديد مباشر؟ - جماعة أنصار السنة بالجزيرة كيان لا يُستهان به، وإن تخلى عن دعم المؤتمر الوطني فخسارته ستكون كبيرة. ٭ نحتاج تفسيراً أكثر؟! - نعم فأنا أضمن أن هناك شبه إجماع على التصويت للرئيس البشير، لكن في ما عدا ذلك لا استطيع أن أجزم، ومن حق جماعة أنصار السنة التصويت لمن تشاء، والناس هناك على مستوى عالٍ من الوعي. ٭ إذن هل يمكن أن يتسبب ذلك في قيام أعمال عنف؟ - بالطبع لا.. فالجماعة أعقل من أن تُجر إلى القيام بأعمال كهذه، ولا يمكن أن تفرض نفسها على أحد بهذه الصورة، لكنها تدرك تماماً أن لها ثقلاً ستنافس من خلاله، وإن استهان المؤتمر الوطني بذلك الثقل فعليه أن يتحمل النتائج. فإذا غيرت الجماعة موقفها من الوطني فسيتفاجأ الأخير بما سيحدث، والآن أكاد أجزم أن نفسية الناس بدأت تتجه هذا الاتجاه، وأنا شخصياً لا أفضل ذلك، لكن في نهاية الأمر سنضطر للاستجابة لرغبتهم، ووقتها سيؤثر ذلك تأثيراً مباشراً على نتائج الانتخابات. ٭ تبدو واثقاً من إمكانيات وقدرات الجماعة؟ - بالتأكيد، ولا أقول ذلك من باب التهويل، إنما هي حقائق ماثلة، وكنا حريصين على أن يربح المؤتمر الوطني من هذا الثقل، لكن هم من اختاروا. ٭ هل سيكون الانسحاب أحد خياراتكم في حال استمرار الوطني في ما هو عليه الآن؟ - لن ننسحب مهما يكن، لكن في حالة استمراره فهذا سيمثل نسفاً للشراكة بيننا والمؤتمر الوطني بالجزيرة. ٭ برأيك هل هناك إمكانية لتأجيل الانتخابات؟! - هذا أمر وارد، ولو أن الأمور تسير الآن في اتجاه إبقائها في موعدها، لكن نحن نؤمِّن على حتمية وضع اعتبار للمناطق التي لم يشملها التسجيل والتعداد، مثل دارفور وجنوب كردفان، ونحن لا نريد حل مشكلة بمشكلة. ٭ هل تتوقع حدوث أعمال عنف مصاحبة للعملية الانتخابية؟ - أتوقع ذلك لكن ليس بالحجم المخيف، وما قد يحدث سيكون نتيجة للنزاعات والصراعات السياسية ولغة التعبئة عند الأحزاب السياسية، فهذا كله من شأنه أن يصنع نوعاً من التوتر.. لكن في اعتقادي أن الدولة قادرة على تأمين العملية. ٭ يتحدث مراقبون بأن الانتخابات لن تكون نزيهة.. ما رأيك؟ - لا اعتقد.. فالجميع ينظر إليها بعين الترقب والعيون عليها باصرة، لذا فإن الحكومة ستكون حريصة على إنجاحها بحرية ونزاهة تامين. ٭ حتى وإن خسر المؤتمر الوطني؟ - هذا أفضل من أن يخسر سمعته. ٭ نظرتك للوضع الراهن.. هل يمكن أن يتغير بتغير نظام الحكم؟ - اعتقد أن اختيار النظام الديمقراطي هو ما سيؤدي إلى الاستقرار السياسي، وأرى أن السلام هو الهدف الأساسي الذي يمكن عن طريقه الوصول للتنمية المستدامة، وأكبر الأزمات التي تواجه البلاد والعالم بأكمله الأزمة الاقتصادية، كما تواجه البلاد كذلك أزمة كبيرة في المناهج التعليمية سواء في التعليم العام أو العالي، فلا بد من معالجتها للخروج بجيل جديد. ٭ وأزمة دارفور؟ - هي نتيجة أجندة خارجية، وباتت تقع بين سندان الضغوط الدولية ومطرقة مطالبات القادة العسكريين وطموحاتهم التي لا تتوافق مع قدراتهم ومهاراتهم. وما يجري الآن من تفاوض بالدوحة يمكن أن يحقق قدراً من الحلول لتلك الأزمة. {}{