رمضان مدرسة روحية يتخرج فيها المسلمون بعد قضاء فترة اعداد تمتد لشهر من عمر الزمان ان أخلصوا فيه العمل بشهادة موثقة من الرحمن أن هلموا للدخول من باب الريان الذي لا يلج منه الى الجنة غير صائم فأكرم به من شهر عظيم يصوم فيه المسلم نهاره ويمسك نفسه طوعا لا قهرا عن شهوتي البطن والفرج نهارا ويعمل ما شاء الله من نوافل في ليله فتهذب نفسه ويلجم سلطان هواه على مدار الشهر الكريم ويجهد نفسه في فعل الخيرات ما استطاع الى ذلك سبيلا . ويمثل رمضان فرصة طيبة للتخلي عن كثير من العادات والممارسات غير الطيبة من تدخين وتعاطي للتمباك وافراط في الأكل والشرب وعدم الحرص على الصلاة في جماعة وتثاقل الخطى الى المساجد وتكاسل عن صلة القربى ففيه يقلع كثير من المبتلين بالتدخين أو تعاطي التمباك عنهما ويمسك كثيرون عن شهوات بطونهم فيتبعون نظاما غذائيا مريحا يبعدهم عن دائرة عسر الهضم وسوئه التي يعانون منها جراء ادخال الطعام على الطعام . يقول عبد المنعم بابكر علي ان رمضان يشكل فرصة طيبة لتنظيم وقت المسلم طوال اليوم ويعمل على المحافظة والالتزام بنظام غذائي متزن بصورة ثابتة فلا تكاد تسمع أحدا يشكو من اضطرابات في الهضم بل ان كثيرا من المدخنين ومتعاطي التمباك يقلعون عن الاقتراب منها طوال شهر رمضان، وأعرب عن أسفه لعودة كثيرين منهم الى التدخين والتمباك بعد انصرام الشهر الكريم، وتساءل في دهشة عن السر وراء عدم اهتبال فرصة رمضان طالما أنهم قد استطاعوا كبح جماح رغبتهم في رمضان ؟ وزاد عبد المنعم أن رمضان مدرسة روحية يتربى فيها المسلم على النظام والالتزام الروحي والمادي وعلى الجميع الاستمرار على هداه والاستزادة بمعانيه وقيمه فيما سواه من أيام السنة . ومن جانبه يقول عصام الزين محمد الحسن ان رمضان مدرسة ربانية مجانية يتعلم فيها المسلم الصائم دروسا كثيرة يمكن أن تساهم بصورة كبيرة في تشكيل مسار حياته فيما بعده من أيام السنة من واقع النظام والانتظام في سائر اليوم في رمضان فكل حركة وسكنة مقدرة وأية هنيهة من عمر رمضان محسوبة مرصودة ففيه يقول عصام تقوى عزيمة المسلم ويلجم سلطان هواه دون كبير عناء فتنقاد نفسه خاضعة ذليلة الى حياض طاعة الله والابتعاد عن معاصيه فتجد اللذة والمتعة فيهما مع انبلاج فجر كل يوم جديد من الشهر الكريم فيدع المبتلون بالتدخين والتبغ ممارستهما غير أن الغالبية العظمى منهم يعودون اليهما بعد انصرامه، وزاد عصام أن رمضان يمثل فرصة طيبة للتلاقي والتصافي والتآخي ونبذ الخلافات وتناسي الضغائن وأعرب عن أسفه لتناسي كثير من الصائمين لما وعوه من دروس روحية فيعودون الى ديدن حياتهم اليومية المليء بالاحن والمحن متناسين أن الانسان بالقيم والفضائل فقديما قال الشاعر أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم انسان فلنجهد أنفسنا جميعا للمحافظة على جهد رمضان وما خرجنا به من قيم وفضائل وما تشربت به نفوسنا من مآثر ومحامد حتى لا نعود الى ما كنا عليه قبله فترجع رمية لعادتها القديمة .