الأبيض عروس الرمال، اشتهرت فيما اشتهرت بأنها انظف المدن على الاطلاق تشاركها في ذلك مدينة ام روابة ولكن بفعل عوامل كثيرة تدهورت صحة البيئة بالمدينة ووصلت الى حد مخيف ورغم الجهود المبذولة إلا أنها اصطدمت بكثير من المعوقات أدت الى انتشار البعوض والذباب بكثافة «الصحافة» تجولت وسط أحياء وأسواق المدينة لتعكس الصورة الواقعية ولمعرفة حجم المشكلة وكيفية العلاج . علي الزين عبيد من مواطني حي القبة قال متحسراً بأنهم في مدينة الأبيض ومنذ مولدهم وحتى بداية تدهور حال المدينة في الحقبة الأخيرة كانوا لا يعرفون شيئا اسمه باعوض أو ذباب حيث تقوم البلدية بحملات الرش مرتين في الاسبوع وردم وتجفيف البرك وجز الحشائش، وقال ان حملات البلدية كانت من بيت الى بيت مع فرض عقوبة على كل مواطن اهمل في عدم وضع غطاء من الدمورية على زير المياه مثلاً وبالتالي لا يجد البعوض أو الذباب مكانا للتوالد او التكاثر أما الآن فالحال يغني عن السؤال. وقال فتح الرحمن من حي الشويحات بأن صحة البيئة بمدينة الابيض قد انحرفت بمعدل 180 درجة الى الأسوأ قياسا بحال المدينة سابقا نسبة لعدة عوامل منها ارتفاع عدد الأحياء من 48 إلى أكثر من 115 حيا اضافة الى اكثر من 15 سوقا وتبدل سلوك المواطنين وعدم اهتمامهم بأمر النظافة وذلك ناتج عن الهجرات المختلفة الى المدينة والتي اتت بالكثير من العادات السالبة والسلوك الخاطئ تجاه صحة البيئة اضافة لعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بأمر صحة البيئة حتى وصل الحال الى ما وصل اليه الآن. دكتور الفاتح قمبور عزا مشكلة انتشار الباعوض بالمدينة الى مشكلة المياه بالمدينة حيث لا يخلو منزل بالمدينة من خزان مياه أو براميل لحفظ المياه العذبة وهي بيئة صالحة لتوالد الباعوض وقال ان الحد من توالد الباعوض وانتشاره رهين بتوفر المياه عبر المواسير واختفاء ظاهرة تخزين المياه ما يساهم في انعدام البيئة الصالحة لتوالد الباعوض، وقال كامل الشيخ صاحب صيدلية بالسوق انه وبالقيام باحصائية لكمية الدواء الذي يستهلكه المواطن قبل عشر سنوات والذي يستهلكه الآن يلاحظ ارتفاعا كبيرا جدا بالنسبة لأدوية الملاريا والاسهالات ما ي?ل على انتشار الباعوض والذباب وهي الوسيط الناقل لتلك الأمراض ما يدل على التدهور الكبير في صحة البيئة. وقال عماد عبد الله مدير ادارة الصحة بمحلية شيكان ان أمر صحة البيئة بالأبيض تحت السيطرة، وقال ان احياء المدينة تجوبها عربات الرش الضبابي أما الرش بالطائرات فتكلفته عالية ونعتمد في السابق على دعم المركز والخيرين والمركز لا يتدخل إلا إذا كان هنالك حالة وبائية حرجة وحتى الآن موقف الملاريا بالنسبة لنا عادي وعزا عدم متابعتهم لأحياء المدينة من بيت لبيت لتضخم المدينة حيث يبلغ عدد منازلها المأهولة بالسكان اكثر من 40000 منزل مما يتطلب امكانيات ضخمة وكوادر كثيرة. هذه هي آراء بعض المواطنين وكلها تثبت انهيار صحة البيئة بعروس الرمال مع الأخذ بالأسباب التي أدت لذلك وأكد ان السلطات هي أدرى بالأسباب وحسب متابعتنا لهموم مواطني المدينة وشكاويهم وما تبذله الجهات المسؤولة عن صحة المواطن وصحة البيئة نجد ان البون شاسع قد لا يتحملون وزره لأسباب كثيرة أولها وأهمها عدم توفر السيولة وسلبية بعض المواطنين تجاه هذا الأمر وتجاهل بعض المسؤولين لأمر المواطن. أما أمر رش المدينة بالمبيد عبر الطائرات فهذا شرف قد لن يتحقق قريباً.