عندما يتم تحديد موعد الزواج تبدأ رحلة اعلام الاهل.. واخبار الاحباب والمعارف بموعد المناسبة السعيدة .. وتبدأ مرحلة رصد اسماء المدعوين وكتابتها على كروت الدعوة، موضحا فيها مكان وزمان المناسبة، ويزين مقدم الكرت بإحدى الآيات القرآنية الدالة على مودة ورحمة الزواج، وفي نهاية الكرت تكتب احدى العبارات الشهيرة «وشكراً» على ان حضوركم يهمنا دون خشية المرور بكشف المناسبة أو «دامت ايامكم افراحاً» التي تعني حضوركم يثري المناسبة، وسنرد لكم ما دفعتموه لنا في مناسباتكم القادمات أو غيرها من العبارات المختلفة في الرسم و المتفقة في المضمون، «الصحافة» استطلعت آراء بعض المواطنين حول معاني تلك العبارات ومدى تغيرها في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في السنوات الأخيرة. التقينا أولاً ببشير الحسن «في العقد السابع من عمره»، وقال انه في الماضي كانت تكثر عبارة «وشكراً» في كروت المناسبات بغض النظر عن غني او فقر صاحب المناسبة، ويؤكد الحسن ان وجود عبارة «وشكرا» تبعث الاطمئان في نفس الشخص الذي يود المشاركة في حضور المناسبة، مشيرا إلى ان خبرته علمته مدى اهمية تلك العبارة في سرعة استجابة المدعو للمشاركة، بينما يوضح الامين علي «موظف» ان عبارة «شكراً» تبعث على السرور عند قراءة كرت المناسبة من اول وهلة، خصوصا عند استلامهم عدداً من الكروت خلال شهر واحد، مشيرا الي انهم يضطرون الى المفاضلة بين المناسبات بناءً على العبارة التي يختم بها كرت المناسبة، وغالبا ما يكون الخيار لكلمة «شكراً». ويواصل الامين حديثه بأن عبارة «دامت أيامكم أفراحاً» تعطيه احساسا بعدم الراحة وكأنه في مطعم يدفع ثمن ما تناوله. بينما يخالف علي ابراهيم رأي سابقيه، ويقول ان عبارة «العاقبة عنكم في الأفراح» تمنحه الاحساس بالامان الاجتماعي، ويؤكد أن كشف المناسبة يعتبر من اميز القيم الاجتماعية السودانية، مشيرا الى انها وسيلة المجتمع لتسهيل الزواج بين الشباب، ويوضح ابراهيم ان عبارة «دامت أيامكم أفراحاً» لا تعني ضرورة الوفاء بنفس الكيفية التي تمت بها، ويضيف ابراهيم «الأمر يتعلق بمسألة تقديراتك الشخصية». بينما يتخذ مبارك علي موقفاً مرنا تجاه تلك العبارات، ويقول انها لا تعنيه من قريب او بعيد، موضحا ان ما يهمه مناسبة الفرح في حد ذاته، ويؤكد مبارك أن استجابته لحضور مناسبة الزواج تتعلق بمدى قربه وعلاقته بصاحب المناسبة، دون أن يكون لتلك العبارات دور في اتخاذ قرار مشاركة الفرحة مع أحبائهم وأهلهم.