٭ نقلت الصورة التي أراها يومياً تتمدد رغم وجود مراكز التأهيل والمشكلة ليست في وجود هذا المركز او ذاك.. المشكلة الآن في السياسات الاقتصادية «الانقاذية» ، ان جاز القول والتي قادت لتراكم هذا العدد المهول جداً من المتشردين الذين تعاني مناطقهم من الفقر المدقع وتفيض مشكلاتهم الاسرية، تدفعهم الاسرة للبحث عن لقمة لكل الافواه الجائعة في المنزل الكائن في ولاية بعيدة جداً.. مما يجعل الطفل يقطع «المسافات الشواسع» للوصول الى الخرطوم التي يندمج بسرعة في مجتمع «متشرديها» وينسى ما خلفه. ٭ فرّخت الحروب المزيد من الأطفال فاقدي العون والأهل فهاموا على وجوههم الى ان تسلقوا اقرب «دفار او لوري» ونزلوا في اقرب «ملف» في الخرطوم واصبحوا جزءاً من «القبيلة».. ٭ إن دراسة الحالات الآن وتسجيل الملاحظات ومحاولات حصر العددية الظاهرة لن تجدي نفعا بدون أن يتبعها الفعل الحقيقي للايواء تحت مظلة تضم بعض المشروعات الصغيرة لتجفيف «المساطب ومداخل العاصمة وبوابة جامعة الخرطوم- كلية الطب والشوارع الرئيسية «شارع واحد- العمارات- خلف مبنى رئاسة الشرطة». ٭ إن الظاهرة في ازدياد مريع وانتشار مرض في جسد احدهم يعني انتشاره في «القبيلة» فالشارع فالخرطوم «الحضارية»التي تعاني اصلاً من الايدز والدرن وارتفاع نسبة السرطان وفيروس الكبد الوبائي وغيره.. ٭ تستقبل الخرطوم يومياً مجموعة كبيرة من القادمين اليها بلا هوية او هدف سرعان ما تندمج وتذوب في المجتمع «التشردي» ان جاز التعبير.. وباستقبالها لمجموعات مختلفة طوال الاسبوع يصبح العدد اكبر من ان تتم معالجة مشكلاته خاصة وان البعض استمرأ حياة الشارع واصبح يدين لها «بالولاء». ٭ اتمنى ان يتم فعلاً انشاء اكثر من مركز بجانب «طيبة والرشاد» لاستيعاب الكم «المهول جداً» من المتشردين والذين بلغ عددهم في شوارع الخرطوم ومساطبها وامام مساجدها وانفاقها ما يزيد عن ثمانين ألف متشرد وربما اكثر، اكثر - يا للهول- لان التعلل بعدم توفر المال والتمويل لتشييد مراكز التأهيل ومدها بآليات العمل الحرفي «صيغة» لن تحل المشكلة ولن تزيل تراكماتها بل تعمل على استفحالها وتعليق حلولها ، لذلك لا بد من «استنفار» عام وشامل في كل المؤسسات والوزارات جميعها و«الوزراء المرطبين» والاحزاب صاحبة «الخزائن المملوءة» ومنظمات المجتمع المدني وشركات الهاتف السيار ورجال وسيدات الاعمال والمطربين والمطربات و«بابكر صديق» و«مواهب نجوم غده الميمون» لبناء مدينة متكاملة لضم هذه الشريحة وايوائها وتأهيلها جسمانياً ونفسياً و«فنياً» ان امكن ذلك.. وما تنسوا و«الله فيها اجر كبير».. ٭ همسة: بيني وبينك مرافيء من زهر... وأمنيات من ورد جورى... بيني وبينك.. صوت الكنار... وتغريد البلابل... وحقول الجلنار.. فهلا أقمنا مملكتنا؟