أضحكتني واحدة من النكات الطريفة الي حد أن انفجاري بالضحك قد جعلني أهتز مثل شجرة تحت قبضة الاعصار ، ضحكت وضحكت وضحكت حتي تكعكعت أوصالي المكعكعة أصلاً برياح ( التاسع من يوليو ) و ( الأسعار ) و ( تصريحات نافع) والأغاني المعتوهة مثل ( ورا ... ورا ) و ( حرامي القلوب تلب ) ، والأخيرة قيل أنها رفعت أسعار ( السلك الشائك ) للسماء ، ءاذ أن كل ( راجل محترم .. في هذا المليون ميل مربع ( بسم الله الرحمن الرحيم ... هو الوطن بعد التاسع من يوليو أنا ماعارف فضل فيهو كم متر ) المهم ( كل راجل محترم ) في هذا البلد لديه فتيات صبايا يخاف عليهن أقام سوراً من الأسلاك الشائكة فوق جدار منزله الخارجي خوفاً من أن ( يتلّب حرامي القلوب ) ويسرق (قلوب ) بناته ، هذا بالاضافة الي ذلك ? وللمزيد في التأمين ? اشتري البعض ( بندقية صيد خرطوش ) و ( سيف يماني ) . والنكتة الطريفة تحكي أن أحدهم قد تزوج ، وبعد أربعة أشهرفقط من زواجه رزق ? ماشاءالله تبارك الله ? ( بتيمان ) ، ولأن الأمر ضد طبيعة الأشياء فقد ( تمحنت الحلة ) و ( الشوارع ) و ( المزارع ) و ( السباليق ) و ( أشجار النيم ) ، وأصبح الحدث ( شماراً ثقيلاً ) لدي الناس في البيوت ، والمصانع ، وصيوانات الأفراح والمآتم، و ( لمة ) (السكاري ) و ( المساطيل ) حول ( فتة الكوارع ) . الشخص الوحيد الذي لم يكن مندهشاً هو ( أبو التيمان ) بل كان ( طائراً من الفرح)، ووزع الحلوي والمرطبات ، بل أقام حفلاً ودعا أهله وأهل الحي وأهل الهوي وأهل المروة الي آخر ( نوع أي أهل ) . وحتي يصبح الحفل حدثاً تاريخياً لا ينسي فقد قام باحياء الحفل ( حمادة بت ، ونجاة غُرزة ، وعشمانه العرضه ، وعونكُليب زقلونا) . قيل أن ( والد التيمان ) و أثناء أغنية ( ورا ورا ) كان في حالة ( رَهَزي ) مجنونة مع مجموعة من ( أولاد الحلة ) وهم يرقصون ( في حالة تراجع للوراء ) حتي خرجوا من (الصيوان ) الي الشارع الجانبي ، وأعادهم الي ( الصيوان ) جمهور الحفل بعد جهد كبير . أثناء الحفل وقبله لاحظ ( أبو التيمان ) أن بعض الناس يتهامسون وينظرون نحوه وهم يضحكون بتهكم وأن بعض النسوة في الحفل ينظرن اليه ويتهامسن ، ثم ينفجرن بالضحك، حتي تساقطت ( صحون ) العشاء الفاخر من بين أيديهن علي الأرض . عندها أخذ ( أبو التيمان ) أحد ( شباب الأهل ) جانباً وسأله - انت الناس ديل مالهم ؟ - مالهم ؟ - يعاينو لي .. ويتوسوسو .. ويضحكو ... ويأشرو لي - مستغربين طبعاً - في شنو ؟ - انو جابو ليك تيمان بعد أربعة شهور بس بعد الزواج عندها صاح ( أبو التيمان ) غاضباً ومحتجاً - أهاااا ... دايرين ينجهوووونا ... ويسحرووونا هذه الطٌرفة تداعت ورفرفت وصاهرت خيالي باسقاطات كوميدية ذات مجازات فكرية ، وخطر لي مثلاً أن ( أبو التيمان ) هذا يمكن أن يكون في ءاطار الاستلهام المجازي (نظام الانقاذ السياسي ) ، اذ أن مجموع الانهيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهد عليها وطن وأمة ، و ( الحال المايل ) وضيق المعيشة ، وأذي النفوس والعقول ، وتدمير البنية الاخلاقية للمجتمع بفضل العوز والبطالة ، وعشق ( حزب المؤتمر الوطني ) لذاته ، وكوادره دون الشعب ... الخ . كل ذلك في نظر ( أهل الانقاذ ) عندما يواجهون به هو ( حسد وحقد معارضة ) وان الانجاز والاعجاز الذي قام به نظامهم ، لم يقم به نظام سياسي من قبل ، وتخيلت السيد ( نافع ) وهو يصيح - أهااا .. دايرين تنجهوووونا .. وتحسدووونا وهذا بالطبع ضد ( طبيعة الأشياء ) ويكفي أنه في عهد ( الانقاذ ) تم ( شرم ) ربع مساحة الوطن واصبحت خارطة السودان مثل ( فستان الساتان ) ( المشرور علي الحبل) فالتهمت ( الغنماية ) أسفله فأصبح بصورة تشكيلية تجريدية . نفس ( مجاز ) ( أبو التيمان ) بالمنظور الكوميدي النقدي الرمزي يمكن أن يُستلهم من خلال بعض الأحداث والتداعيات الابداعية بصورة ( رمزية ) بالطبع ، وليس (تقريرية) ، فقد ورد في صحيفة السوداني بتاريخ الأحد 17 يوليو 2011 وفي عمود ( اليكم ) بقلم الاستاذ الطاهر ساتي تحت عنوان ( محلات ابن البادية لفك وتركيب الأغاني الوطنية) ما يلي :- ( وصحيفتنا تستطلع بعض الشعراء والمطربين والملحنين حول انفصال الجنوب وأثر هذا الانفصال علي مسيرتهم الفنية وما بها من أعمال وطنية ، مدني النخلي ، أنس العاقب وغيرهما اجاباتهما كانت مسؤولة وموضوعية ...الخ ) ثم جاء بعد ذلك ما يلي :- ( ولكن تأملوا حديث صلاح ابن البادية حيث يقول نصاً (( سوف تزدهر)) الأغنية ولن تتأثر بانفصال الجنوب لأنه ليس لدينا عازفون من الجنوب ) ولأن اجابته غير منطقية سألته الزميلة نهاد أحمد - ولكن ماذا عن رائعة مبارك المغربي ( حب الاديم ) التي تغنيها حيث يقول فيها : بسواعدنا ونضالنا في جنوبنا وفي شمالنا غيرنا من يحرث أرضنا يبني ويعمر بلدنا غيرنا مين يفني الاعادي ؟ فأجاب ابن البادية قائلاً بالنص ( أجريت تعديلاً علي كلمة ( جنوبنا ) واستبدلتها بكلمة (غربنا ) وخلاص آي .. هكذا السمكرة والفك والتركيب ) ( انتهي اقتباس ما ورد في عمود الاستاذ الطاهر ساتي ) صلاح ابن البادية ليس بارعاً في ( سمكرة ) و ( تركيب ) ( كلمة ) واحدة فقط ولكنه فعل من قبل مالم يفعله مغني في تاريخ الأغنية السودانية اذ أنه خلال عاصفة ما يسمي ( بثورة الشعراء ) وعندما منعه صاحب هذا القلم من ترديد أغنية ( الشوق والوطن ) الشهيرة بمطلعها ( يا جنا .. في بعادنا عن أرض الحُنان الليلة مرت كم سنة) استشاط غضباً وصلفاً ، ومكابرة ، وقام بنزع كل كلمات الأغنية و ( سمكر) و ( ركّب) علي لحنها (مدحة ) من (سمكرته ) و ( تركيبه ) واصبح مطلع المدحة ( يا جنا .. في بعادنا عن أرض الرسول .. الليلة مرت كم سنة ) ( أو شي من هذا القبيل ) ، بل قدمها وباوركسترا كاملة من خلال الفضائية السودانية ، ضحك الناس وتطايرت التعليقات وسقطت ( المدحة ) وفقد ( الأغنية ) الأصل للأبد . والسؤال الكبير هو : - هل يستلهم المغني لحن الأغنية من معايشته للكلمات ويضع ( النص الموسيقي الموازي للكلمات ) ام يستلهم اللحن من ( الفراغ العريض ) ، وهل من ( طبيعة الأشياء) أو (ضدها) أن يضع مطرباً لحناً جميلاً لكلمات قصيدة مستلهماً احساسه بها ، وتنجح الأغنية، وتملأ الدنيا ، ثم يعود وينزع الكلمات ? بصلف واستكبار ? و( يسمكر) و ( يركب ) كلمات أخري مكانها . هل هذا ( ءاعجاز ءابداعي ) أم ( ضد طبيعة الأشياء ) ، ومُتوهماً مثل ءاعجاز ( أبو التيمان ) ؟!! وكم عدد أصحاب مدرسة ( السمكرة ) و ( التركيب ) في اتحاد الفنانين ؟! ... وهل فعل ( أبو عركي البخيت ) نفس الشيء ، غضباً واستكباراًً ، عندما قام بتركيب وسمكرة كلمات علي لحن أغنية ( أضحكي ) وشرع في البروفات ، ( لا ادري ما الذي أوقفه عن تقديمها) ، وهو الفنان ( الرسالي النضالي ) . وقبل شهرين تقريباً ، أجري الأخ عبدالباقي خالد عبيد لقاءاً صحفياً مع ( صلاح ابن البادية ) بصفحته الفنية ( صحيفة الأهرام اليوم ) ، وسأله ضمن اسئلة كثيرة عن حكايته مع (هاشم صديق ) و ( أغنية الشوق والوطن ) كنت ذلك الصباح أرفل في حلة بهية من ( المزاج الرايق ) ، وهذا نادراً ما يحدث ، وقد ارتفع ( ترمومتر ) مزاجي بعد تناولي لكوبين من القهوة السودانية الجيدة و ( زاد حبة ) بالموسيقي العذبة التي تنبعث من ( ستريو ) المسجل ،كانت هي مقطوعات موسيقية بعزف خرافي لفرقة الموسيقي العبقري ( ياني ) ( YANI) ، - ما اسعدني قلتها لنفسي ، حتي اندهشت نفسي ، وكادت تنفجر ضحكاً سخرية من ( سعادتي ) التي تعرف جيداً أنها مجرد ( شولة ) صغيرة في مجلد ضخم من ( حكايات البؤساء ) ، ونفسي ( تتشائم ) كثيراً من ( فرحي ) ، سبحان الله ، ما شعّ برقُُ خاطف للحظة ( فرحاً ) ، الا أعقبه صفير زوبعة العاصفة وزئيرها ، و ( كتاحة ) غبارها السوداني الأصيل ، المهم جعلني ( مزاجي الرايق ) أنتبه ( لمعجزة ) نادراً ما تحدث في ( سوق بانت ) خارج باب الدار بقليل ، وهي الهدوء الذي يخيم علي فضاء السوق ، هدوء ( مريب ) ، لا أصوات ( لورشة الحدادة ) ولا (لورشة النجارة الكهربائية) وحتي صوت ( السحّان ) الضخم ، وسط السوق ، أصابه (صمت القبور) وكأن نساء الحي أضربن عن ( السحن ) . رن جرس الباب الخارجي ، نهضت من السرير متجهاً نحو باب الشارع ، ثم حدث شيء غريب ، ءاذ أنه وبعد أن أكمل جرس الباب ثلاث دقات ، تبعه في الحال ، صوت ( حمار ) الزريبة أقصي جنوب السوق ، بنهيقه لثلاث مرات ، فمزق نسيج الهدوء ( المريب ) الذي كان يلف السوق ذلك الصباح ، لا أدري لماذا ذكرتني ( نهقات ) حمار الزريبة ( الثلاث ) بدقات ( خشبة المسرح ) الثلاث قبل ( فتح ) الستار ، وبالفعل كانت المسرحية قادمة . فتحت باب الشارع ، وكان ( الأخ النعمان ) صاحب ( الرقشة ) يحمل لي الصحف التي طلبت منه أن يحضرها ، شكرته ، واغلقت الباب وعدت الي سريري داخل ( الصالة ) وتمددت واخذت ( أقلب ) في الصحف وأقرأ العناوين و ( المانشيتات ) ، وطالعت صفحة (أوراق الورد ) في صحيفة الصحافة ، وهي الصفحة التي يحررها الناقد النبيه ( طارق شريف) وقرأت باعجاب ( بابه ) المقروء ( التعليق علي الأخبار علي مسؤوليتي ) ، ثم دلفت الي صفحة أخي وصديقي الناقد عبد الباقي خالد عبيد الفنية ، ( دنيا الفن ) بصحيفة (الأهرام اليوم ) ، وبدأت أطالع المادة الرئيسية علي الصفحة وكان الحوار الصحفي الذي أجراه عبدالباقي خالد عبيد مع الفنان صلاح ابن البادية . طالعت الحوار حتي وصلت الي اجابة صلاح ابن البادية علي سؤال ( حكايته مع هاشم صديق وأغنية الشوق الوطن ) . سبحان الله ، انتحر الهدوء ( المريب ) الذي كان قد لف ( سوق بانت ) من جديد ، بعد (نهقات ) الحمار الثلاث ، لتشتعل ( وِرَش الحدادة ) و ( النجارة ) ، وزأر صوت ( السحّان) الضخم ، وحملت لي الرياح رائحة البهارات التي كان ( يسحنها ) ، فعطست بقوة ، حتي طارت الصحيفة من بين يدي ثم عادت و ( ركّت ) علي يديّ من جديد . صلاح ابن البادية قال لعبد الباقي خالد عبيد ما يعني ( أنه لا يعرف هاشم صديق ، وليست بينه وهاشم أي أي علاقة ، ولم يلتقي به في حياته ) . وبالطبع يصبح السؤال الموضوعي ، بعد كل هذا النفي و ( المنفيات ) و ( المنافي ) لأي صلات لصلاح ابن البادية مع المدعو هاشم صديق ، خصوصاً ( أنه لم يلتقي به في حياته ). - طيب يا حاج صلاح ... أهاااا .. وكت انت ما بتعرف هاشم صديق ، و أصلك ما لاقيتو في حياتك ولا عينك وقعت في عينو ... أهاااا ... ( الشوق والوطن ) دي جاتك كيييييف ؟!!!... أهااااا .. وقعت وما سميت .. جابها ليك الهوا ... ولا الحمام الزاجل .. ولا جات (بي كرعينها ) ووصلتك في اتحاد الفنانين .. و ( ونطّت ) دخلت في ( جيب القميص ) ؟!! ولكن صلاح ابن البادية يفحمنا بالاجابة ضمن سياق رده علي سؤال عبدالباقي خالد عبيد ويقول ، - حتي قصيدة ( الشوق والوطن ) وصلته بواسطة الشاعر محمد يوسف موسي الذي كان بلجنة النصوص الشعرية واعجبته القصيدة فحملها لي وأعجبتني فقمت بتلحينها وغنائها . - يا أبو التيمان ... هوووي .. تلحقني وتفزعني .. يعني ياهاشم صديق .. ناس لجنة النصوص كانوا بوزعو القصايد علي المطربين زي ( فواتير الموية ) ، والمنشورات واللبن - يعني يا حاج هاشم ... محمد يوسف موسي الذي صاهر لجان النصوص منذ ان كنت في (المدرسة الاولية )وحتي ( العقد الأول من الألفية ) ورفضت لجنته في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي قصائد ( أضحكي ) و ( حاجة فيك ) ، كان معجباً ( بالشوق والوطن ) لدرجة أنه حملها بنفسه لصلاح ابن البادية . - ( أبو التيمان ) هوووي .. تلحقني وتفزعني .. ناس محمد يوسف موسي ، عندما رفضوا ءاجازة نص قصيدة ( أضحكي ) وقاموا بالتوقيع جميعهم بأسمائهم حول (خِتم ) ( غير مجازة) كانوا قد وضعوا خطوطاً تحت بعض أبيات القصيدة وكتبوا تعليقات ( عبقرية ) مثلاً - ضحكك شرح قلب السما ( استنكروا أن يشرح الضحك قلب السما ) لان السماء كما قالوا هي ( الذات العليّا ) يعني هي ( الله ) ( ويا أبو التيمان هوووي ... تلحقني وتفزعني ) يعني يا جماعة لو واحد تجرأ وقال ( الأسعار وصلت السما ) يقبضوهو ويحاكموهو مش لأنو هبش ( الحكومة ) ، يحاكموهو لأنو مسَ ( الذات العليّا ) ... و ياجماعة ... محمد يوسف موسي هو ذاتو طبعاً أصلو ما قال ( يا صوتها لما سري ... صوت السماء .. الخ ) ولا حاجة .. معقول بس يا جماعة يقول صوت حبيبتو .. صوت السماء ( الذات العليّا ) ؟!! - أيضاً وضعوا خطاً تحت ( رطب الصحرا ... ولمس عصب الجبل وتساءلوا ( كيف يمكن أن يكون للجبل عصب ؟ ) فعلاً ده كلام غريب .. كدي نسأل أبو التيمان . - أما ( صحّا أسياف الأغاني .. وبارك النيل و السَهَل ) فقد وضعوا خطاً تحت ( أسياف الاغاني ) وقالو انه ( تعبير غريب ) ، ( اذا ليس للأغاني سيوفاً ) وصحي يا جماعة في زول فيكم شاف ليهو ( غُنية شايلة سيف ؟ ) ولا فيكم كمان زول لبس جلابية مكوية ( سيف ) .. ويا ( مكتبة الوثائق ) جاياك جنس بلااااوي .. بعد انقضاء شهر رمضان ، وسوف نبدأ بوثيقة قصيدة (أضحكي ) ، عشان ( يضحكوا ) أصدقاء هذا الموقع في العيد . قلت لكم سادتي أنني كنت في ذلك الصباح أرفل في حُلة بهية من ( المزاج الرايق ) ، وهذا نادراً ما يحدث ، و أن مزاجي قد راق أكثر بعد تناولي لكوبين من القهوة السودانية الجيدة ، و أن ( مزاجي الرايق ) قد ( زاد حبه) بفعل موسيقي ( ياني ) ( YANI ) التي كانت تنبعث من ( ستريو ) جهاز التسجيل ، الي أن نهق حمارالزريبة ( نهقاته ) الثلاث ، ورن جرس الباب الخارجي ( رناته ) الثلاث وحمل لي أخي ( النعمان ) صاحب ( الرقشة ) صحف الصباح . ولكن ( المزاج الرايق ) بفضل ( اللقاء الصحفي ) مع الفنان صلاح ابن البادية ، فعل ما فعله انفصال جنوب السودان ( بخارطة السودان بعد ( شرم ) ربعه ، أو ما فعلته ( الغنماية ) بفستان ( الساتان ) ( المشرور علي الحبل ) فالتهمت ما استطاعت منه . لا أخفي عليكم أنني بعد أن قرأت اللقاء في باديء الامر قلت لنفسي - الحمد لله .. علي كل تفاصيل ( النفي ) التي ذكرها صلاح ابن البادية في كل أشكال العلاقات بي ، فهذه شهادة براءة للتاريخ ، والحمد لله أنه ذكر بعضمة لسانه ( أنه قد غضب لأنني أوقفته عن غناء ( الشوق والوطن ) فنزع الكلمات و ( سمكر ) مكانها ( مدحة ) و أقر ضاحكاً كما ورد في اللقاء - يعني زعلة وكده ولكني عدت لتفاصيل اللقاء متأملاً وسألت نفسي - هل هو ( فجور في الخصومة ) ؟! أم هو اكتشاف مستوي الوعي عند بعض هؤلاء الكبار، واذا كانت نظرية الدراما تقول ( أنك لا تستطيع أن تعرف شخصاً علي حقيقته الا عند (أزمة) او ( خلاف ) أو ( صراع ) ، وبالطبع وهي نظرية ( الحياة ) نفسها ، فكيف كشفت أزمة (قضية الشعراء ) عن مستوي الوعي المتباين لدي أولئك الكبار ، شتان بين مستوي الوعي لدي عبدالقادر سالم وعثمان النو ، وشرحبيل أحمد ، وغيرهم ، تجاه قضية حقوق الشعراء ، ووعي كبار آخرين ، أمثال صلاح ابن البادية. - ويا أبو التيمااااان ... هووووي ...تلحقني وتفزعني .