* تحتضن عاصمة بلادنا هذه الأيام المنتدى العالمي للصمغ العربي والذي افتتحه السيد رئيس الجمهورية وترعاه مجموعة سوداتل للاتصالات رائدة المسئولية الاجتماعية.. وقد حظيت بملف أنيق يحتوي على أوراق فاخرة «العندو الحنة يحنن ضنب جوادو» ومكتوب عليه شعار «الصمغ العربي نجم الألفية الثالثة للغذاء والصحة والجمال».. وبداخل الملف عدد خاص من «أخبار الصمغ» الصادرة عن مجلس الصمغ العربي التابع لرئاسة الجمهورية والذي يشغل منصب الأمين العام فيه الأخ الصديق د.عبد الماجد عبد القادر صاحب القلم الأنيق والتعبير الرشيق.. وقد اهتم مجلس الصمغ العربي بطباعة مقال نشرته صحيفة «ليموند ديبلوماتيك» الفرنسية في ابريل 2011م في نسختها العربية بقلم الكاتب الصحفي غليوم بيترون «Guillaume Pitron» تحت عنوان «العلاقات الملتبسة بين الخرطوموواشنطن -عندما يهز الصمغ العربي أمريكا» وضُمَّن ذلك المقال في ملف المشاركين في المنتدى العالمي للصمغ العربي. يقول الكاتب بعد سياحة في عالم الصمغ العربي منذ العهد الفرعوني إلى اليوم وقد إستعان بشروحات العالم البروفسير حسن عثمان عبد النور والدكتور عصام صدِّيق.. وأفاض في تبيان حزام الصمغ العربي في أفريقيا أو صمغ القرض وأفضل أنواعه الهشاب والذي يحتكر السودان وحده أكثر من خمسين بالمائة من إنتاجه العالمي.. يقول الكاتب كان السودان يحتكر ثمانين بالمائة منه.. * متن المقال يركز فيه السيد غليوم على مكمن الضعف في السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية والتي تفرض حصاراً قاسياً على السودان منذ عام 1997م ومع ذلك لم تتوقف تجارة هذا الصمغ الإستراتيجي بين سواحل البحر الأحمر والشاطئ الشرقي للولايات المتحدةالأمريكية.. لان الصمغ العربي يدخل كعنصر أساسي لتصنيع المشروبات الغازية والكوكاكولا رمز الرأسمالية الأمريكية بإمتياز.. يقول خبير أمريكي في شئون السودان معلقاً على محاولات إستثناء سلعة الصمغ العربي من العقوبات الأمريكية «نحن لدينا أخلاق!!! لكن لا تسلبوا منا الكوكاكولا خاصتنا». وتصف صحيفة «واشنطن بوست» نقطة الضعف هذه بدبلوماسية الصودا. «soda pop Diplomacy» والتي تشكل ركيزة «نمط الحياة الأمريكية» وينبِّه الكاتب إلى أن السودان يسعى مع دولتي تشاد ونيجريا إلى إنشاء «منظمة الدول المصدرة للصمغ» وأشار إلى تهديد السفير السوداني السابق في واشنطن عام 2007م بقطع إمدادات الصمغ العربي عن أمريكا عندما لوَّح بزجاجة كوكاكولا أمام حشد من الصحافيين.. ويقول كانت حرب الصودا ستشكل كارثة على صناعة المشروبات الغازية.. ويحمَّل الكاتب السيد تيد دانيي وموظفيه الثمانية القابعين بمكاتبهم في الكابيتول مبنى الكونجرس الأمريكي مسئولية تصعيد العداء الأمريكي للسودان منذ أكثر من عقدين من الزمان فدانيي ومجلسه يدافعون باتجاه التشدد الأمريكي حيال السودان وإدراجه على لائحة الدول الراعية للإرهاب.. ومساندة النزعة الإنفصالية للمتمردين الجنوبيين بالدعم المالي واللوجيستي وإستقطاب جهود صقور السياسة الأمريكية الخارجية أمثال سوزان رايس وجون بريندر غاست.. وعَمَدَ بيل كلينتون على وضع اسم السودان على لائحة الدول الداعمة للإرهاب وأضاف جورج والكر بوش عقوبات جديدة وحافظ عليها باراك أوباما.. وقد تضمنت العقوبات تجميد الممتلكات السودانية على الأراضي الأمريكية ومنع إستيراد أو تصدير أية سلعة أو خدمات من وإلى السودان ومنع المبادلات المالية.. تقول جانيت ماك إيليغوت عضو مجموعة الضغط «اللوبي» إن الناس سيموتون في حال لم يعد من الممكن الحصول على هذا الصمغ.. والمشكلة ذاتها طُرحت بالنسبة للمشروبات الغازية التي يمكن الحصول على أفضل «مستحلب» لها بإستخدام الصمغ السوداني الجيد «الهشاب» وقد صَّرحت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «إنَّها المشكلة مع العقوبات فنحن لا نفهم دائماً «مَنْ الذي يعاقب مَنْ فعلياً»؟! أو كما لاحظ أحد التجار الأمريكيين «إن أمريكا والسودان يكرهان بعضهما البعض لكنهما بحاجة الواحد منهما للآخر».. ويعرض الكاتب للصراع بين رغبة مجموعة البرلمانيين السود في الكونجرس «Black Caucus» بإلغاء الرابط التجاري بين السودان وأمريكا والمتمثل في الصمغ العربي ويجتهد لوبي الصمغ العربي بالإبقاء على هذه العلاقة التجارية بغية الحفاظ على العادات الاستهلاكية الأمريكية.. فقالت «الواشنطن بوست» محذرة «لو تخلت أمريكا عن العقوبات على الصمغ العربي ستجرد دبلوماسيتها الفاضلة من سلطتها!!» ويختم الكاتب مقاله ببعض أحاديث الأمريكيين من لوبي الصمغ العربي بقول بول فلاورمان «إن الصمغ ثمين جداً بوصفه «لاصقاً مُوحداً» وانه مادة مناسبة «لاستحلاب» المصالح التجارية الأمريكية السودانية..» أما السيد هولست بيليكان فيقول «انه مقتنع بالأمر فالصمغ العربي مادة «أولوية» يمكن لها أن تصنع السلام. * شكراً للسيد رئيس الجمهورية ولمجلس الصمغ العربي وللشركة السودانية للاتصالات وسوداني ون لهذا الاهتمام الكبير وللفائدة العظيمة لهذه السلعة النادرة. استظل رجلان مسافران بظل شجرة فرأى أحدهما «كعكول صمغ» في أعلى الشجرة فقال لصاحبه «أطلع جيبو لينا» فرفض زميله واعتبر ذلك استفزازاً له.. وفجأة مرّ عليهما أسد.. فخاف الرجل الثاني وتسلَّق الشجرة بسرعة فائقة ولما تجاوز الأسد شجرتهما قال له زميله من تحت الشجرة. «عليك الله يا فلان ما دام الله رفع قَدَمكْ جيب لي الكعكول معاك!!» وهذا هو المفروض