* أعرف الكثير من الخِلال والخصال الحميدة في المهندس زين العابدين عبد العظيم زين العابدين المدير التنفيذي للشركة السودانية للاتصالات «أو وزير شئون رئاستها» لكنني إكتشفت فيه أنه قارئ نهم وكاتب مقتدر ولديه أفكار في العديد من المجالات غير مجال إختصاصه وقد أدهشتني سرعة إستجابته لما كتبت بالأمس عن الصمغ العربي وأثره على «العلاقات الملتبسة بين السودان وأمريكا» وهو عنوان مقال «غليوم بيترون» الذي أعاد نشره مجلس الصمغ العربي نقلاً عن صحيفة «ليموند ديبلوماتك» بحذافيره والرجل موغل في عدائه للسودان لكنه يعترف «غصباً عنه» بأهمية الصمغ العربي والهشاب تحديداً» ويقول في ذلك :- «إن زبائن سلسلة المتاجر الغذائية العضوية «Whole Food «.. يحملون في أكياس مشترياتهم كميات ضئيلة من «صمغ القرض».. ويشرح السيد فريدريك ألان مدير شركة إستيراد وتحويل الصمغ «Alland& Robert «إنه في غياب هذا «المستحلب» المعروف أيضاً برمز( 414E) ستطفو المادة السوداء التي تستخدم لتلوين الكوكاكولا والمشروبات الغازية على سطح القنينة ولن يعود بإمكاننا تناولها.. ولا إستهلاك السكاكر والأدوية التي يثبت الصمغ تغليفها.. ولا تناول الألبان الذي يستخدم في تكثيفها أو شرب النبيذ الذي يخفف الصمغ من حموضته.. «تشربوا السم» أو طبع الصحف التي يسمح الصمغ بتثبيت الحبر عليها» ويشرح البروفسير السوداني حسن عبد النور «إن غالبية الناس في العالم يستهلكون الصمغ العربي يومياً.. في مجالات واسعة كالأدوية ومستحضرات التجميل والأغذية والمشروبات الغازية والأقمشة والطباعة والصناعات العصرية التي ترتكز على هذا «المن» المرسل من السماء والذي استخدم لإطعام العبرانيين خلال ترحالهم في صحراء سيناء بحسب الكتاب المقدس والقرآن.. واستخدمه الفراعنة في تحنيط موتاهم قبل آلاف السنين» * ويصف غليوم في مقالة بلادنا باسم «بلاد السود» ويسمى دولتنا «بالدولة المنبوذة» ويصف نظامنا بأنه مصاب بجنون العظمة وان شوارع الخرطوم مليئة بصور الجنرال عمر حسن البشير وان رجال الشرطة سيقودونك إلى المعتقل إذا إلتقطت صورة فوتوغرافية!! * يقول «غليوم» في مقاله إن الخرطوم تقابل إستثناء أمريكا لتجارة الصمغ العربي معها «بالتهكم والاعتزاز» لأنهم يعرفون بأن لا غنى عنهم.. وبعيداً «عن تهديدات الدبلوماسيين يعلم السودان بأن زبونتها الأمريكية مرتهنة للغاية كي تفرض عليها إجراءات إنتقامية تجارية فمكتب وزارة المال الأمريكية المكلف بتطبيق الحصار يشير إلى إصدار 25 رخصة إستيراد حتى اليوم وقد إستُورد 8800 طن صمغ عام 2009م و10450طن عام 2010م.. ولكن لتقليص مخاطر الدعاية السيئة لدى الأمريكيين المشبعين بصورة جورج كلوني وانجلينا جولي في مخيمات دارفور بدأ الاستناد على التكتم يقول د. منصور خالد الرئيس السابق لمجلس إدارة الصمغ العربي «مسار الصمغ بأكمله موارب» * ولكن المفروض نعمل له بورصة بحسب كلام زين العابدين فإلي التعقيب. أخي الكريم محجوب فضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعت على مقالكم دبلوماسية الكعكول في عمودكم لكن المفروض وفرحت باهتمام السيد رئيس الجمهورية بسلعة الصمغ العربي التي يمكنها أن توازي في أهميتها سلعة البترول وأحببت أن أدلي برأي في هذا الموضوع تعلمنا في المدارس الإبتدائية (الأساس حاليا) أن السودان سلة غذاء العالم ونشأنا ونحن على قناعة بأن السودان مستقبله زراعة وثروة حيوانية ورغم ذلك نجد في سوداننا الحبيب كماً ليس بالقليل من المزارعين والرعاة الذين لم ينالوا حظهم من التعليم يليهم مباشرة كم هائل من الزراعيين والمهندسين الزراعيين والبياطرة (أفندية يعني) وما بينهما بون شاسع خال من الفنيين والماهرين في هاتين المهنتين اللتين يأمل السودان بهما أن يكون سلة للغذاء في العالم وكل عام تقوم الدولة وتقعد لدعم الموسم الزراعي وجلب التقاوي وفتح القنوات وتوفير التمويل وفي نهاية الموسم الزراعي يدخل المزارع السجن ولا زال الزراعيون والبياطرة يبحثون عن وظائف - ماعلينا - نعود لموضوع الكعكول، هذه السلعة وضح تماما أنها من السلع المهمة جدا لكثير من دول العالم إذ أنها تدخل بصفة رئيسية في صنع العطور و العقاقير الطبية والحلوى والمواد اللزجة والمشروبات الغازية، ولا يوجد بديل طبيعي أو صناعي لها في كل العالم. سلعة الصمغ العربي ينتج السودان منها حاليا وبدون إهتمام 50% من إنتاج العالم (تخيلوا معي 50% من انتاج العالم) يعني بقليل من الإهتمام يمكن أن ننتج أكثر من 70% من إنتاج العالم من هذه السلعة التي لا بديل لها، وهنا مباشرة يقفز سؤال بديهي كيف يمكننا تطوير إنتاج هذه السلعة والدخول بها مباشرة في أسواق العالم؟ الخطوة الأولى المبروكة التي قامت بها الدولة هو فك إحتكار هذه السلعة وقيام مثل هذا الملتقى العالمي والذي نرجو أن يكون سنويا والخطوة الثانية التي أقترحها أن يكون سوق الصمغ العربي العالمي مركزه السودان وله الحق في ذلك فهو ينتج نصف إنتاج العالم - دعونا نفتح الباب واسعاً لإنشاء شركات لإنتاج وتصنيع وتصدير الصمغ العربي ويكون ذلك بشروطنا مثلا : أن يتم تسجيل شركة سودانية للعمل في مجال الصمغ العربي ) زراعة - إنتاج - تصنيع وتصدير ) ويمكن لشركة واحدة مقتدرة أن تقوم بكل هذه الأشغال (وليس هناك غضاضة أن تكون شركة أصلهاً عربي أو أفريقي أو غربي ولكنها مسجلة في السودان) ونضيف شرطاً لذلك هو أن تسجل هذه الشركة نفسها في بورصة الصمغ العربي - نعم بورصة الصمغ العربي - مثلها مثل البورصات الأخرى في العالم وأقترح أن يكون مقر هذه البورصة في الابيض وليس الخرطوم ومن هناك يعلن السعر العالمي للصمغ يوميا ومن الابيض يتم تصديره مباشرة إلى دول العالم. ستتغير أمور كثيرة جداً في الاقتصاد وفي الزراعة وفي السياسة بخطوات مثل هذه - وإذا رجعنا للتاريخ القريب لوجدنا أن أول ما فعلته الحكومة البريطانية بعد إنتاج قطن مشروع الجزيرة كان هو إنشاء بورصة للقطن مقرها لندن ومن هناك كانت تتحكم في سعره لكل العالم. لك تحياتي أخي محجوب ونأمل أن يجد مقترحنا هذا حظه زين العابدين عبد العظيم وهذا هو المفروض