دوما كان لشوارع الزلط اعداء .. الاهمال .. والماء .. يضاف اليهم التخلي عن روح المسئولية .. والتحلي برؤية الاسفلت يذوب .. ومدينة كوستي لم تكن استثناء عن باقي المدن .. فقد طال الاهمال شوارعها .. وتوقف الناس عن خطب ودها .. ( الصحافة ) القت اضاءات خاطفة لمحنة مدينة مع تآكل شوارع الحكمة لمسئولي الولاية .. واستنطقت حجر اساس شوارعها وقال : ان المبالاة سيدة حالاتنا . معظم شوارع الزلط في المدينة شيدت في اوائل ثمانينيات القرن الماضي واغلبها معطوب لانتهاء عمرها الافتراضي .. وانتظمت المدينة ثورة تشييد طرق جديدة وترميم القديمة كليا وفق برنامج منح من المركز الى الولاية وكان نصيب الولاية حوالي الخمسين كيلو متر .. وبدأت البلدوزرات في اقتلاع طبقات الاسفلت القديمة في اواخر عام 2007 وقامت الشركة المنفذة في تنفيذ طبقة الاساس .. وبعدها توقف العمل لقرابة الثلاث سنوات وكانت التبريرات التي يسمعها سكان المدينة التمويل .. وكانت النتيجة تصاعد اغبرة الشوارع حاجبة الرؤية عن حقيقة ما يجري داخل شوارع المدينة .. وتسبب الغبار العالق في تزايد حالات الازمة وامراض الجهاز التنفسي قرب الاحياء السكنية .. يوضح علي ابراهيم انهم عانوا على مدى ثلاث سنوات من غبار الردميات الخرسانية مشيرا الى التصاقها بكل اجزاء المنزل حتى الملابس على حبل الغسيل . تواصلت عمليات تشييد بعض الطرق على ان معظمها مايزال في مرحلة الاساس والردميات .. بينما ظل عدد كبيرمن الشوارع دون اكتمال العمل به ويظهر ذلك في شارع ودنواي الحلة الجديدة ، وشارع الحلة الجديدة وحي الشاطئ الى محطة عوض شلك والشارع الممتد من الخدمة الوطنية الى تقاطعه مع شارع كوستيالخرطوم وشارع حي النصر الداخلي المار بمحلات ود البصير ، والشارع الممتد من السرايات الى السوق الشعبي والذي يعبر احياء الاندلس والصفاء والمروة ومربع 34 . وفي الحقيقة لم يتعدَ العمل مرحلة الاساس التي تعتبر اضعف الحلقات في تشييد الطرق لسرعة تصاعد الغبار وتفكك جزئيات ردمياتها .. وبعض الطرق التي شيدت انهارت وذاب اسفلتيها بعد عدة اشهر كما حدث في الشارع ما بين مستشفى كوستي واشلاق البوليس .. وفي ظاهرة تنم عن عدم تجويد العمل في معظم التقاطعات بين شارعين او اكثر كانت السمة البارزة عدم سفلتة ما يقارب الخمسين مترا من جانب كل طريق مما يقضي على الفكرة الاساسية من سفلتة الطرق .. ويبدو الوضع جليا في تقاطع الضرائب والجمارك والقابلات بحي الموظفين وعند تقاطع شارع مربع 27 المتجه الى السوق الشعبي وفي مربع 31 على شارع ابوشريف السوق الشعبي . انطلقنا نحو حي ابو شريف مستخدمين وسيلة المواصلات الوحيدة ( الطرحة ) والتي هي في الغالب عربة ماركة الاتوس ويتميز شارع ابو شريف بالضيق وكثرة المطبات واحتشاد العربات والدراجات والمارة في منظر يذكرنا بمدينة بومباي كما تظهر في الافلام الهندية، يقول محمد سليمان ( حي ابو شريف ) انهم يعانون من التواصل بين الحي وباقي احياء المدينة ويوضح سليمان ان المدخل الرئيس للحي عبر شارع الزلط والذي يمر بحي الثورة والحلة الجديدة ويؤكد سليمان ان زلط ابو شريف من اسوأ شوارع المدينة مشيرا الى اكتظاظ الشارع طوال الوقت مع تآكل الجنبات الى داخل منتصف الشارع بحوالي المتر ونصف المتر مؤديا الى ازدياد حوادث المرور . ويزداد الوضع سوءا في الشوارع القديمة حيث تكثر الحفر والمطبات يقول اسامة ( سائق تاكسي ) انهم يعانون من الحفر في شارع الزلط ويضيف اسامة ان عرباتهم ذات الصناعة الكورية التي تمتاز بقصرها كثيرا ما تصطدم بالارض مما يزيد تكاليف الصيانة عليهم ويوضح اسامة ان اكثر المناطق التي تكثر بها الحفر جوار مسجد مربع 27 وامام الثقافة العمالية وبقالة سما مربع 26.