وقفات ٭ لا علاقة لي بمهنة الصحافة أو مهنة الطب، أنا مواطن عادي «مراقب ومهتم» أصاب أحياناً بالداء مثل ثائر البشر، واتردد على المستشفيات احياناً كما حدث في عام 8002م إذ شاءت الاقدار ان احجز في مستشفى ام درمان لاكثر من اربعة أيام، والغريب في الأمر تحت إصراري تم نقلي الى مستشفى خاص 5 نجوم، وقضيت هنالك يوماً كاملاً لاعتقادي أن العناية هنالك افضل، ولكن وبكل أسف بعد قضاء يوم كامل لم يزرني الطبيب ولا مرة، فعدت راجعاً الى ام درمان حبيبتي. مما دفعني للكتابة ما قرأته في جريدتي الأيام والجريدة للاخ الدكتور سيد قنات «الذي لم اتشرف بمعرفته شخصياً، ولكن بحكم انصاريتي وإنتمائي «اعرف عنه الكثير». لقد سألت نفسي كثيراً عما يرمي اليه السيد الدكتور: ذهلت ودهشت لأن دكتور سيد يعمل اختصاصياً بذات المستشفى، ويعلم علم اليقين بحكم إنتمائه وإيمانه ان الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولقد سكت لأكثر من عقد من الزمان وكان بمقدوره أن يساهم في إصلاح ما يراه يستحق أو يوجه بالإصلاح من داخل المستشفى الذي يعمل فيه، دون أن يخيف المرضى من التردد على مستشفى أم درمان الذي هو الملاذ الأخير والوحيد، ويعلم علم اليقين أن أهلنا الغبش لا قبلة لهم غير المستشفيات الحكومية. شاءت الصدف أن أدير عملي الخاص على مقربة من مستشفى ام درمان التعليمي لفترة تزيد عن العشرين عاماً. كما أنني عقائدياً أنصاري وحزب أمة وضد الإنقاذ، ولكن هذا لا يمنع من قول كلمة حق. لقد كنت متتبعاً لشكل الحراك ونوعه في المستشفيات في الخرطوم عموماً ومستشفى ام درمان على وجه الخصوص. والحراك الذي حدث لا تخطئه عين. صحيح ان الحراك دون الطموح، لأن أساسيات الحياة مسؤولية الدولة، التعليم والصحة. ولكن قطعاً الذي حدث في الحقل الصحي يستحق الإشادة والتقدير في دولة سخرت معظم ميزانيتها للدفاع والأمن. والذي حز في نفسي أن يكتب الاخ قنات وهو الاختصاصي الذي اقترب عمره المهني من الاربعين عاماً بطريقة سالبة تشتم منها رائحة التشفي، وكان في مقدوره أن يكون له دور ايجابي رائد لنا وللأجيال القادمة. «فأما الزبد فيذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس»