طالعت مقالا في جريدة الصحافة العدد6523 بتاريخ21/9/2011 للكاتب إبراهيم (تيمس)، أولا : ذكر في بداية مقاله إنه لا علاقة له بمهنة الصحافة أو مهنة الطب وأنه مواطن عادي وكما ذكر لم يتشرف بمعرفتي شخصيا ولكن؟ أليس هو من حضر إليّ بمستشفي أمبدة النموذجي عندما كنت مديرا عاما لها من أجل التصديق له بإقامة صيدلية على سور المستشفى وبتوصية من د. يوسف الأمين مدير عام مستشفى أم درمان ؟ ألم نرفض ذلك؟ إذاً، إن كان هو ذلك فقطعا له علاقة بمهنة الطب وإن كانت غير مباشرة وقد تعرّف إليّ شخصياً، ولهذا فإن شهادته مجروحة، وإن لم يكن هو فله العذر. ثانيا: أي مواطن له الحق في أن يستشفي في أي مكان يختاره داخل وخارج السودان، ولكن أنت ظللت لإربعة أيام في مستشفى أم درمان فلماذا كان الإصرار لمشفى آخر؟ ألم يكن ذلك ممكنا منذ البداية؟ وأنت تقول أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فهل خاطبت إدارة ذلك المستشفى الخاص بالقصور حتى يتم تلافيه؟ هل خاطبت المجلس الطبي من اجل الإصلاح والتقويم حتى لا يتكررذلك مع غيرك؟ ثالثا: تقول : (ولقد سكت لأكثر من عقد من الزمان وكان بمقدوره أن يساهم في إصلاح ما يراه يستحق أو يوجه بالإصلاح من داخل المستشفى الذي يعمل فيه،) أقول لك لقد ظللنا نكتب عن الخدمات الصحية لفترة ربما زادت على العشر سنوات، وأنا أعمل بمستشفى أم درمان منذ بدايات 2001 فقد تم إعادة تعيننا في 5/6/2001م. بناء على خطاب وزارة الصحة نمرة وص/ط ع/2001/580، وترفيع الوظيفة رقم10/د بسجل مستشفى أم درمان للعام المالي 2001 م، وإستنادا على قرار مجلس الوزراء رقم 249 بتوقيع رئيس الجمهورية بتاريخ 4/6/2002م ، ثم مديرا عاما لمستشف? أمبدة النموذجي لفترة 7 أسابيع فقط ،ثم إستشاري تخدير بالسعودي وعدت مرة أخرى لمستشفى أم درمان، وطيلة كل تلك الفترة لم يتوقف قلمنا عن النقد وإبداء النصح ولك أن تراجع الصحف، بل في المستشفى تحدثنا حتى بح صوتنا وشاخت حبالنا الصوتية كما هرمنا وتعدينا السن القانونية للمعاش، ولكن! لم نختلف في الأكاديميات والعلميات بل إختلافنا في كيفية إدارة هذا المرفق والصحة عامة، ومن وجهة نظرنا نرى أن مستشفى أم درمان قد تدحرج في خدماتها الصحية بسبب الإدارة. ثالثا : أستاذ إبراهيم تيمس كلنا نعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأن الدين النصيحة نقول: هو قلمي يكتُب ما يريد، يُعبّر عن رأيي بالأصالة ، ليس عن هوى النفس الأمارة بالسوء، ولكن لأن من رأى ليس كمن سمع، نكتب عن واقع مُعاش وتجربة ملموسة أمام ناظرينا لسنين عددا، قلماً وضعتُ له خُطوطاً حمراء لا يتجاوزها إطلاقاً ، هي تقاليدنا وقيمنا وأخلاقنا في لغة وأدب الحوار والإختلاف، ليس لأي كائن من كان سلطة عليه غير سلطة القانون التي يخضع لها الجميع، وحتى قبل القانون تحكُمنا عفة اللسان وعقل راجح يتدبر ويفكر، ألم يسمعوا ?لام الصحابة للخليفة الصديق: لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيفنا هذا؟ نحن نكتب بالقلم فقط ولا نملك سيفا، قلم أقسم به رب العزة لقداسته، قلم هو في يد السلطة الرابعة من أجل التقويم والنصح والإرشاد، وهكذا هي رسالتها ، ليس المهم أن يُرضي قلمنا المسؤول فعندها يعتبر ذلك نفاقا، فالمسؤولية أمانة إن تقاعس عن تحملها المسؤول، فلابد من قلم يوجه وينصح من أجل وطن أعطانا كل شيء في حياتنا، أفلا نرُد له الجميل بأحسن تعبير وكلمة صادقة هادفة.؟ أليس الحق أحق أن يتبع؟ نحن لا نقول أن المسؤول أنجز وندبج له المقالات، فالإنجاز ليس له علاقة بكثرة المناصب أو طول المدة في المنصب فالمناصب لاتدوم، وما يقوم به قطعا هو واجبه الذي يتقاضي عليه راتبا وحوافزا ومخصصات وبدلات وتلفون وسكن وترحيل وعلاوات وإمتيازات وإدارات عليا تنعم بالكثير والكثير جدا، إذاً هو ينال أجراً كافيا مقابل واجبه، وإن أخفق فيه ، فعلى السلطة الرابعة التوجيه والنقد الهادف. نحن لسنا معصومين من الخطأ فيما نكتب، بل نجتهد من أجل المصلحة العامة. رابعا: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان) اللسان هو القلم من أجل التغيير، ونحن نختلف معك جملة وتفصيلا فيما آلت إليه مستشفى أم درمان، أين قِسم القايني؟ أين قِسم الأنف والأذن والحنجرة؟ أين قِسم العيون ؟ أين قِسم الأسنان؟ أين قِسم الجلدية؟ لماذا توقفت بعض عمليات العظام لفترة شهور؟ ولماذا متوقفة الآن؟ لماذا تم قفل قسم عمليات الجناح الخاص؟ هل مررت بعملية الخراجات؟ هل مررت بمجمع العمليات؟ هل زرت مجمع عمليات الحوادث والعظام.؟ خامسا: أستاذ إبراهيم تيمس هلا تكرمتم بمراجعة ما جاء في تحقيق جريدة الأهرام اليوم بتاريخ 28/5/2011 وتحت عنوان استثمارات فوق صدور المرضى للصحفية زواهر الصديق ، نرجو منك تعليقا عن ذلك التحقيق ، أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس؟؟ أخيرا، يذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس، والحقيقة دائما وأبدا مرة مرارة العلقم، ولكننا نرى أن الصدق قد تلاشى ولكنه لن يندثر، وأن الضوء قد تضاءل ولكنه لن ينطفيء، وأن الحقيقة قد انزوت ولكنها لن تموت، ومع كل ذلك فإننا جميعا كل في مجال عمله وتخصصه، فإن مسؤوليتنا وقدرنا ومصيرنا أن نعمل من أجل هذا الوطن ولا نخشى في الحق لومة لائم ولا نخاف إلا الله الواحد الأحد لإسعاد أجيال لاحقة ولغرس بذور تكسب نضجها عبر التآخي والتآزر والكلمة الصادقة الحقة، ونحن لا نتشفى بل نعتقد أن دورنا إيجابي فيما نكتب للمسؤول أينما كان?موقعه، ولنا أجر الإجتهاد. يديكم دوام الصحة وتمام العافية