أرجع والي القضارف كر م الله عباس الشيخ الأحداث التي شهدتها مدينة القضارف الاربعاء والخميس الماضيين إلي أجندة تقودها بعض الأحزاب السياسية لتحقيق مكاسب ومنافع حزبية ضيقة بعد فشلها في مجابهة النظام القائم، كما أبان في تصريحات صحفية بان حكومة ولاية القضارف قد شرعت في تنفيذ كافة الإجراءات القانونية والأمنية لتطبيق العدالة في كل من تثبت ادانته وتورطه في قتل الأبرياء، كما رفض الشيخ قبول البيان الصادر من أبناء البني عامر والحباب بإقالة مدير شرطة الولاية ومعتمد القضارف بحجة ان المعتمد لم يصدر توجيهاته بإزالة زرائب الأبقار، وزاد بأن الخطوة التي تمت جاءت بتصرف من قبل أحد موظفي المحلية واقتياده للشرطة، وتأسف الشيخ للأحداث التي حصلت بين الشرطة والمواطن، مؤكداً بان حكومته ولجنة الأمن بعد إلتئامهما في اجتماع قد فرغت من التحقيق في الأحداث ورفع الحيثيات للسلطة القضائية، مؤكداً عدم تدخله في سير القضاء بعد أن اتخذت حكومة الولاية ولجنة الأمن عقب اجتماعاتهما المكثفة قراراً بحبس «7» من منسوبي الشرطة، وإلقاء القبض علي موظف البلدية ،بجانب إسناد التحري للنيابة العامة بعد وجود الشرطة في ادلة الاتهام ، بيد أنه أشار إلي متابعته للأمر بنفسه، كما أستبعد وجود ترابط بين ما حدث والوضع السياسي، مشيرا لعدم استجابه حزبه وحكومته لأي ضغوط سياسية أو قبلية في هذا الاتجاه. وأشار كرم الله إلي أن حكومته منتخبة وبها أجهزة مختصة تحمي المواطنين وممتلكاتهم وفق توجيهات للشرطة الداعية لعدم الاستجابة للتحرشات والاستفزازات بعد رصد الحكومة والأجهزة الأمنية لتحركات حزبية تنفذها بعض المجموعات المعارضة للسلطة، وقال «لن نكون مخلب قط لتحقيق أي أجندة» ، وزاد بان هذه الخطوة تعتبر استغلالا سياسيا داعياً القوى السياسية ممارسة أجندتها السياسية عبر المنابر بعد فشلهم في صناديق الاقتراع وعدم استغلال هذه الحادثة بتخطيط وتلوين لتحقيق مكاسب سياسية لبعض قيادات القبيلة السياسية التي هتفت في وجهنا لتأليب المواطنين، وزاد بان ما حدث اختراقات سياسية لتحقيق أهداف عبر السند القبلي في ظل الجو السياسي الحالي، مضيفاً بأن الذين يملكون أجندة سياسية وقبلية عليهم تحقيقها عبر وسائل أخري، وقال ان معتمد بلدية القضارف قد أطلع مجلس الوزراء مؤخراً بفشل أجهزته في أبعاد حظائر الأبقار والزرائب التي ظلت مصدر قلق وإزعاج وسببا للأضرار الصحية والبيئية في الاحياء المجاورة لها، مبيناً أن القرار الصادر بإزالة حظائر الأبقار قرار مسبق ومجاز من الأجهزة التشريعية والمعني بإنفاذه هي الإدارات الصحية في ظل الحفاظ علي صحة البيئة. من جهته، أشار العميد شرطة يعقوب عرمان بان الأحداث التي نشبت جاءت علي خلفية إنفاذ أمر محلي بعد تحرك قوات من شرطة بلدية القضارف لإزالة بعض الحظائر للأبقار والرواكيب مما نتج عنه احتكاك أدي إلي إصابة عدد من المواطنين ووفاة اثنين من الشرطة ، وأكد سيطرة الشرطة ولجنة أمن الولاية بعد الاجتماع الطارئ علي الأحداث في ظل وصول الإدارات الأهلية والنظار من ولاية كسلا والوصول إلي قرارات حاسمة. وتحصلت «الصحافة» علي بيان صادر من أبناء قبيلتي البني عامر والحباب طالبوا فيه بتنفيذ القصاص علي الجناة وتحقيق العدالة الناجزة لمرتكبي جريمة القتل ، إضافة لإقالة مدير شرطة الولاية ومعتمد بلدية القضارف، واشترط البيان الصادر من القبليتين عدم دفن جثث الموتى ما لم يتم تحقيق مطالبهم. من جهته، دعا ناظر البني عامر علي دقلل إلي ضرورة ضبط النفس واللجوء إلي القضاء والحوار بدلاً عن الاحتكام إلي العنف الذي لا يخدم أغراض المواطنين ويخلف وراءه الخسائر المادية البشرية، وأكد التزام قبيلته باستلام جثث الموتى ومواصلة الحوار مع الحكومة لحل هذه القضية، إلا أن مجموعة من أبناء البني عامر التي احتشدت داخل مستشفى القضارف رفضت الاتفاق الذي تم بين الحكومة والأجهزة الأمنية والقبيلة مطالبة بالقصاص وإقالة مدير شرطة الولاية ومعتمد بلدية القضارف بغرض تحقيق العدالة الناجزة والقصاص من جناة ومرتكبي جريمة القتل، بينما استبعد علاء الدين يوسف نائب رئيس اللجنة الشعبية بحي الصوفي الأزرق أية صلة للجنة الشعبية بإزالة الأبقار، بينما طالبت اللجنة الشعبية بالصوفي بوضع حد لممارسة رعي الأبقار داخل الحي للأضرار الناجمة من الرعي، وقالت ان الذي تم إنفاذه من قبل سلطات البلدية هو امر محلي يخص البلدية. من جهته، عبر أمين التنظيم بمؤتمر البجا الدكتور محمد المعتصم أحمد موسى عن أسفه لهذه الأحداث التي وقعت بالقضارف، مشيراً الى ان قتل المواطنين بدم بارد ما كان له أن يتم بكل المقاييس، ووصف ما حدث بانه كان قرارا خاطئا صادر من جهة لم تقدر ما قد يترتب من نتائج مؤسفة للقرار أو أن يكون تنفيذاً خاطئاً نتيجة لغياب الذين كان يتوقع أن يشرفوا علي إنفاذ القرار، ويري المعتصم أن العلاج الوحيد الممكن هو تشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق وصولاً للأحداث التي تطمئن المواطن حتي يدرك المواطن أنه آمن في دمه ومسكنه ومشربه. يذكر ان «الصحافة» رصدت محاولات من بعض أبناء القبيلة للتحرش بالشرطة بعد تطويقهم المستشفى ورفضهم دفن الموتى مما أدي إلي إصابة ثلاثة مواطنين وضابط شرطة، ونشرت الشرطة تعزيزات أمنية مكثفة في مداخل المدينة والمرافق الحكومية وأسواق ولاية القضارف التي أغلقت أمس الاول وتم تعطيل كامل للحركة التجارية وحركة المواطنين. رغم هدوء الاوضاع بعد تدخل الوالي وناظر البني عامر لكن لايزال تحت الرماد وميض نار.
