ظلت الغالبية الصامتة من عامة الكادحين بقري المناقل التي تشكل ملح ارض العطاء، تعاني التهميش والتجاهل برغم ان هذه المجموعات اعطت ووفرت كل اسباب الحياة للوطن السودان لعشرات العقود من الزمان، يضخون اسباب الحياة في الاقتصاد الوطني بلا من ولا اذى حتى سكنتهم البلهارسيا وباتوا يعانون أسباب النزف المعوي القاتل وغيره. ظل الناس في الحمراء الطقيع ود الامين، الكريمت، ام عيبش، البعاشيم، الكمر، العمارات عبد الرحيم وعبد الباري وكرم الله وذووهم في الماطوراب، الحفاير، الخير بجيك، جلوكة جنيدة، الحليل،اللوتة، معتوق، حلة عمر وود الفضل ومئات القرى في المنطقة التي تصنف بأنها الاكثر كثافة سكانية على المستوى القومي، ظلوا يعانون الامرين بسبب حالة العزلة التي تلفهم في فصل الخريف. والآن يتطلعون كسائر غيرهم من اهل الريف الى شبكات الطرق التي تسعف المرضى وتصل الرحم وتنقل الخيرات، وظل الناس بتلك الأنحاء يعلنون صراحةً استعدادهم للمساهمة في تشييد الطريق من حر مالهم، فكان طريق مدني المناقل ابو حبيرة الذي توقف في قطاعه الاول المناقل مدني، غير أن الأمل عاد بقوة بعد توقيع طريق المناقل ابو حبيرة الذي بدأ تنفيذه. «الصحافة» رافقت وزير الطرق والجسور المهندس عبد الوهاب محمد عثمان في زيارته التي استهدفت الوقوف على اعمال التشييد بالطريق الذي بدأ تنفيذ المرحلة الاولى منه والتي تمتد من المناقل وحتى «24» القرشي بطول «32» كيلومتراً. ولما كانت الزيارة عبر الطريق القومي مدني المناقل فكان اللافت هو وقوف الوزير عند العديد من المنعطفات بمسار طريق مدني المناقل التي ظلت تشكل خطرا حقيقيا على السلامة المرورية، خاصة المنعطفات الحادة في مناطق الوراق ومهلة وإبراهيم عبد الله. ووجه الوزير الهيئة القومية بالطرق والجسور الى عمل العديد من اصلاحات التقويم. ومن المناقل توجه ركب الوزير الذي شاركه الرحلة كبار مسؤولي الوزارة على رأسهم المهندس إبراهيم احمد وكيل الوزارة، والمهندس ازهري فضل المولى مدير عام الهيئة القومية للطرق والجسور، وانضم إلى الوفد في مدخل مدينة ود مدني اللواء احمد المصباح وزير التخطيط والتنمية العمرانية بالجزيرة، ومعتمد المناقل. وقام الوزير ووفده المرافق بمتابعة العمل الذي وصل لمرحلة الاساس والاساس المساعد، وعند الكيلو «13» تلقى الوزير تقريراً عن الاداء لتأتي تصريحاته الصحفية مؤكدة اكمال العمل ورصف المرحلة الاولى بطول «32» كيلومتراً بنهاية نوفمبر المقبل. بشريات لأهل شرق المناقل: وزير الطرق والجسور اكد ان وزارته ستقوم بتشييد طرق اضافية بولاية الجزيرة، بالاستفادة من ردميات سكك حديد الجزيرة. والشروع في تنفيذ المرحلة الاولى من طريق عبود الحوش بطول «14» كيلومتراً. ومن جانبه كشف اللواء احمد المصباح وزير التخطيط العمراني بالجزيرة، ان حكومة الولاية تسعى جاهدة مع المركز لتنفيذ شبكة من الطرق على رأسها طريق ابو عشر أبو قوتة القطينة الذي يعتبر الطريق الثاني الذي يعبر الولاية من الشرق الى الغرب على نهج طريق المناقل أبو حبيرة. المهندس عمر عبد الرحيم أحمد من القيادات الشعبية بالمناقل، ثمن الجهود التي تقوم بها وزارة الطرق والجسور في تغيير واقع العباد بالجزيرة، مؤكداً ان الطرق تعتبر من اهم مقومات النهضة الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا الى اهمية طريق المناقل القرشي أبو حبيرة الذي يعتبر من اكثر الطرق كثافة مرورية، اذ يتراوح عدد مواعين النقل العابرة علي الطريق بين «800 900» عربة في اليوم الواحد، وهذا يجعل كثافة الطريق الرابعة او الخامسة بين الطرق على المستوى الاتحادي، خاصة ان المنطقة ذات كثافة عالية سواء في مجال عدد السكان او نسبة المحاصيل. وبشأن طريق الحوش المناقل، طالب المهندس عمر عبد الرحيم بضرورة استصحاب طبوغرافية الارض التي تتطلب ان يكون مساره بعيداً عن ترعة الشوال، حيث ظل مصرف السكر المحاذي للترعة، يأتي بكميات كبيرة من المياه ما يجعلها مهددا لاي طريق، كما أن مسار الطريق عبر ترعة الشوال يتطلب تشييد عدد من الجسور ذات الذراع الطويل لتجنب المياه التي تتراكم حول المصرف.