خطوة لابأس بها تلك التى خطتها جمعية حماية المستهلك بتنظيمها حملة لمقاطعة اللحوم تحت شعار0الغالى متروك(ولمدة ثلاثة أيام) إنتهت الثلاثاءالماضى بعدان وجدت تفاعلا من قبل المواطنين خاصة فى ولاية الخرطوم بإعتبارأن الحملة إستهدفتها دون غيرها من الولايات. ورغم أن الحملة كانت محدودة خاصة فى الولايات الأخرى بسبب عدم قناعة الكثيرمن المواطنين من جدواها،إلاأنها على الأقل رسخت لمفهوم مهم وثقافة أهم وهى ثقافة مقاطعة السلع التى ترتفع أسعارها بصورة غيرمنطقية ولدواعى لاعلاقة لها بمستوى توفرها وإنخفاض سعرها من مصدرها الأساسى. وعدم القناعة لأن الحملة تغاضت عن الكثيرمن السلع التى تعتبرأكثرأهمية من اللحمة مثل السكروزيوت الطعام،فزيادة الأسعارلم تقتصرعلى اللحوم فقط فقدشملت سلعاً لايستغنى عنها الفقير والغنى ،أما اللحوم فقدطلقها الفقراء ومنذ زمن بعيد بسبب الإرتفاع المتوالى لأسعارها، ويرى البعض أن الحملة لن تؤتى أكلها ،وستعود الأسعارإلى الإرتفاع رغم إنخفاضها خلال ايام الحملة،ومن أرادأن يتأكد فليقم بجولة فى الأسواق وسيجدأن سعركيلو اللحمة بمختلف أنواعها قدرجع إلى مستواه قبل الحملة. وهناك سبب آخرلعدم تفاعل المواطنين خاصة فى الولايات مع حملة (الغالى متروك)(وهوالأهم)،وهوأن الحملة إستهدفت أضعف حلقة فى عملية رفع الغلاء،ألاوهم الجزارين والذين وكما يعلم الجميع لا يد لهم فى هذه الزيادات لأنهم وبكل بساطة يشترون الذبائح من أصحابها و السماسرة بأسعارغالية مما يضطرهم لرفع سعرالكيلو، فحتى تخفيضهم للأسعار خلال أيام الحملة كانوا مضطرين له لبيع اللحوم التى بحوزتهم. إن ماقامت به جمعية حماية المستهلك لايعدو أن يكون سوى مسكنات فقط ،إذ سرعان ما يعود الجرح ل (النتحان) وبصورة أكثر إيلاما، فكان من الواجب إستهداف الأسباب الحقيقية فى زيادة الأسعارونعنى هنا ماتفرضه الحكومة من جمارك وضرائب وجبايات لاحصرلها ،والتى تفرض على أى سلعة سواء محلية أومستوردة وبطريقة لم تُراعَ فيها الحالة الإقتصادية المتردية للمواطن ،فأى سلعة يتم ترحيلها من مكان إنتاجها إلى المدن تمرعبرولايات ومحليات والتى تتفنن فى فرض أنواع الرسوم وبمسميات ما أنزل الله بها من سلطان ،لذلك فعندما تصل إلى المستهلك يكون سعرها قد تضاعف أكثرمن مرة . وظاهرة السمسرة والتى تفشت بصورة خطيرة جدا وفى كل المجالات ،ماكان لها أن تصبح كذلك إلا بسبب الزيادات المتوالية للضرائب والجمارك وكثرة الرسوم والجبايات التى تفرض بقوانين تضعها حكومات الولايات بمزاجها، وقدأدى ذلك لخروج الكثيرمن التجارمن السوق واللجوءإلى السمسرة،ولانذهب بعيدا فقبل أيام أعلنت أربعة شركات كبرى تعمل فى مجال المواصلات عن توقفها عن العمل وعلى رأسها شركة أفراس ،حيث ذكر أصحابها أنهم ظلوا خلال الفترة الماضية يتعرضون للخسارة وبصورة يومية وذلك بسبب الجمارك العالية والضرائب الباهظة والجبايات المتنوعة على الطرق السريعة ومداخل الولايات والمحليات. إن ما أعلنه دكتورعبدالرحمن الخضروالى الخرطوم الثلاثاءالماضى بأن الولاية برفع الرسوم والجمارك عن (12) سلعة ضرورية وعلى رأسها اللحوم ،نعتقدأنها خطوة جيدة وعملية،وسيكون لها مردود حقيقى أكثرمن تلك الحملة المحدودة التأثير، لأنها لمست لب المشكلة،وتعتبرمبادرة شجاعة يجب أن تجدالدعم والمساندة من الإعلام حتى تتخذبقيةا لولايات نفس الإجراء،فهوقد أعطى (حملة الغالى متروك) مساحة ورواجاً أكثر من حجمها الحقيقى، لدرجة أن الكثيرمن المواطنين وبعدأن قرأوا عن أن كيلوا اللحمة العجالى صارب (14)ج،إعتقدوا أن كل الجزارات ستبيع بنفس السعر، ليفاجأوا بأن بعض الجزارين تمسكوا بالسعرالأول دون تخفيض يذكر. إننا كنا نتمنى أن يكون شعاراالحملة (لاللجمارك والضرائب والجبايات) ،لأنها أول أسباب الغلاءالذى نعيشه الآن،وطالما أن الحكومة غيرراغبة فى تخفيضها على الأقل فلا حملة (الغالى متروك) ولاحملة (البعيدجدعو)ستنفع فى تثبيت أسعارالسلع الضرورية ،وتصبح مثل هذه الحملات مجرد دعاية إعلامية فقط. عموما فإن أية حملة لمكافحة ظاهرة ما ، سواء أسعارأوسلوك أومرض ،يجب أن تدرس جيدا قبل تنفيذها، حتى لاتأتى فطيرة وضعيفة،والأهم من ذلك يجب أن تضع المشرط على مكان الجرح الحقيقى بدلا من الإلتفاف حول الأسباب ، حتى لاينطبق عليهم المثل الذى يقول (عينوفى الفيل ويطعن فى ضلو)!!. سلوك حضارى *يوم الأربعاءالماضى سلكت إدارة الكهرباء بالدويم سلوكا حضاريا ربما يحدث لأول مرة فى تاريخ المدينة والولاية ،وذلك بتنبيه المواطنين بقطع التيارالكهربائى من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية ظهرا لإجراء صيانة فى الشبكة ،وقدكان حيث إلتزمت بمواعيدالقطع والإعادة، التحية لإدارة كهرباء الدويم وهكذا تكون الإدارة.