السيد رئيس تحرير جريدة الصحافة الغراء قرأت بامعان وتدبر ما جاء بصحيفتكم بتاريخ 41/فبراير/0102م بقلم الاستاذ/ سعيد ابو كمبال ولا اعدو الحقيقة ان قلت انكم بصحيفة الصحافة تولون هذه القضايا اهتماما بالغا. وهذا المقال جاء في الوقت المناسب حيث درج المسؤولون بادارة المصارف بالولاية ابراز برامجهم لمواجهة موسم الامطار تجاوزا لكل السلبيات التي غالبا ما تتكرر. ٭ ونعتقد ان المسؤولين بالوزارة يستعدون لطرح خططهم فهل من جديد؟ السيد/ سعيد ابو كمبال قد ابان في مقاله تحديد المشاكل العديدة وابان الطرق التي بموجبها معالجة شر هذه البلية. واستكمالا لهذا الجهد رأيت ان ادلي برأيي لما لدي من خبرة وتجارب في هذا المجال. امطار عام 1988 كانت هي الاخطر وبالتالي فان وطأة ذلك الموسم كانت كفيلة بأن يتخذ المسؤولون بالولاية اخذ البيانات الحقيقية لتصميم المصارف. تجربة اهالي شمبات كانت هي الامثل في وضع الحلول ليس لمدينة لكن وضعت لتكون نموذجا لعلاج خطر الامطار لجميع الولايات فقد تضامنت الادارات السياسية والخدمية وكافة قطاعات الشباب والمهنيين المهندسين وذوي الخبرة والكفاءات المتميزة للتصدي لمعالجة الخطر بحماس منقطع النظير قل ان يكون في أية مدينة في السودان. الادارة السياسية كانت البداية وقادها المرحوم حسن عبد القادر نائب الدائرة وكان هو بمثابة قائد الركب حيث بذل مجهودات مادية كبيرة جدا. اما الادارة الهندسية وهي المحور الاساسي كان يقودها مهندسون اكفاء قل ان يوجد مثيلهم في أية مدينة بالولاية وكان لابد من ذكر اسماء بعضهم مثل البروفسور عبد الرحمن احمد العاقب بالمناسبة هو اول مهندس جامعي تخصص في هندسة البلديات. المهندس عبد الله محمد علي من اكفأ مهندسي وزارة الري، الدكتور عادل الخضر جامعة الخرطوم كلية الهندسة وكان من ابرز القائمين بالعمل الميداني حيث اشرك طلبة السنة النهائية بالجامعة، المهندس الحاج محمد الحاج نائب مدير مصلحة المساحة وجمعها في خريطة واحدة توضح ادق الخطوط الكنتورية لمدينة شمبات وهذا في تقديري العمل الاهم لعمل وتخطيط مصارف يرجى منها ان تعمل بكفاءة. وهناك اشخاص كثيرون يصعب ذكرهم في هذا المقال ومن ابرزهم الاخ علي الصادق اونسة قاموا بعمل مقدر، وهناك دور عظيم قام به ابناؤنا من الشباب في قطاعات الهندسة والمساحة والطب ورهط من الفنيين شاركوا في هذا العمل الكبير. تم تجهيز التصميم وحمله السيد المرحوم عبد القادر وقدمه للسيد محافظ الخرطوم آنذاك السيد المهندس الفاتح عبدون والذي اشاد بها وقدمها كنموذج عرض في برنامج خاص بالتلفزيون تقديرا لهذا الجهد وقد سلم التصميم للسيد المحافظ لتعمل به الادارات الهندسية بالولاية كنموذج يحتذى به في تصميم المصارف ولكن للاسف وبمتابعتنا مع بلدية الخرطوم بحري لم نجد اي تعاون في تنفيذ الخطة رغم الامكانيات المادية التي قدمها المرحوم حسن عبد القادر. لم يقف مواطنو شمبات عند هذا الحد بل كما كل موسم نتصل بالمسؤولين ولكن بدون جدوى. قام ابن شمبات الوفي الفريق عثمان احمد بلية ولاهتمامه بمشاكل مواطنيه وبالتعاون مع مؤسسة النيمة بقيادة المهندس عبد العزيز احمد بلية والاستاذ عبد القادر البدوي، قبل سنوات بدعوة معتمد بحري والمدير التنفيذي ومهندس البلدية لاجتماع هام ودعونا نحن المهندسين الملمين بقضية الامطار. الدكتور المهندس عباس عبد الله المهندس الحاج محمد الحاج وشخصي الضعيف وقمنا بشرح واف عن الكيفية التي يمكن بها درء خطر الامطار بمدينة شمبات وحسنا فعلت مؤسسة النيمة بحسها الوطني اثرت ان توثق لهذا الاجتماع. ودعت الاستاذة آمال عباس والتي اثرت الاجتماع برأيها الثاقب والقت كلمة رصينة تمنيت لو اعلنتها في الصحافة. هنالك سؤال هل الخريطة التصميمية التي وصفها اهالي شمبات يمكن تنفيذها الآن نقول لا لان المسؤولين في صيانة المصارف احدثوا تعديلات والامر يحتاج الى تعديلات وبدون ذلك يصعب ان تنجح الخطة. تحدث السيد سعيد عن تصريف المياه في النيل وبالطبع هذا هو الامثل، نحن بمدينة شمبات ومنذ الاستعمار وشمبات قرية صغيرة لدينا مخارج في النيل معروفة منها ثلاثة مخارج معروفة ملك للدولة وهنالك مخرج آخر رابع مع كبري شمبات اراضيه ملك لاهالي شمبات واعتقد انه ممكن التفاوض معهم اضافة لذلك يمكن تصميم مخرج لا يضر بالمواطنين. من الحلول التي اقترحت صرف مياه الامطار مع شبكة الصرف الصحي. مياه الامطار تصحبها شوائب وطمي وهذا في تقديري عبث وكذلك تصريفها بالتناكر يكلف مبالغ باهظة ومضيعة للزمن ويعتبر عبثا آخر يمكن عمل مصارف صغيرة جانبية تصب في المصارف الكبيرة مع ضخ مياه هذه المصارف بطلمبات لتصب في المصارف الجامعة الكبيرة. تصريف مياه الامطار بالمناطق السكنية يتم بكفاءة لمصارف كبيرة تصب فيها المصارف الجانبية الصغيرة. لدينا علم بالمصارف الجامعة الكبيرة بمعتمدية بحري بها اخطاء متكررة وهي مصرف نصر الدين، سعد قشرة، المصرف الجامع بين الشعبية وشمبات ومصرف الاراضي شمبات شمال هذه المصارف بدون احداث ميل SLOPE في قاع المصرف DEAD SLOPE وهذا التصميم يجعل الماء ساكنا غير متحرك، عمل الميل هندسيا يخلق قوة دافعة ويساعد في جريان الماء بقوة. لمعالجة الاخطاء بالمصارف الكبيرة مصرف نصر الدين قامت السلطات بتعلية جانبي المصرف وهذا عمل خطأ وتكلفته كبيرة كان من الممكن اجراء تصميم قاع المصرف باحداث ميل وهنالك طريقتان يمكن العمل باحداهما. وسبق لي ان تقدمت بمقترح يعالج هذا الامر لكن من المؤسف اهمل وفي تقديري ارى انه لابد من محاسبة لمثل هذه التصرفات التي كثيرا ما تحدث اضرارا بالغة. الري والصرف علم واحد واول ما يبدأ به في تنفيذ المشاريع السكنية والزراعية هو الصرف ويتم بالخريطة الكنتورية. تعلمنا ونحن مهندسين صغار ان ينظر المهندس للخريطة الكنتورية حيث يضع المهندس المصارف الجامعة في ادنى من كنتور ثم بعدها المصارف الجانبية بعد ذلك يتم وضع الحواجز والترع حسب ما توضحه الخرطة الكنتورية. لذلك انه يستوجب في الخطط الاسكانية ان يعمل بهذه الطريقة فلابد من تحديد المصارف الجامعة الكبيرة والمصارف الجانبية حتى يمكن تصريف مياه الامطار بسهولة وهذا ما هو غير معمول به في الخطة الاسكانية فالمصارف لا تحدد لها الموقع الصحيح وهنالك تضارب في مواقع المصارف مع الطرق وحيث ظهرت هنالك اضرار اضرت بالمنازل في مدينة شمبات بالذات تضرر المواطنون وتحملوا اعباء كثيرة. خلاصة القول وفي معتمدية بحري وبالذات في مدينة شمبات نرى ان توقف صيانة المصارف لهذا الموسم اللهم الا اذا كانت تختلف عن سابقتها فنحن كمواطنين لدينا المعرفة التامة بالكيفية التي تعالج مياه الامطار واهل مكة ادرى بشعابها. ليس لدينا مانع بالتعاون في هذا الصدد واذا كانت الخطة التي وضعها المسؤولون تعالج تصريف مياه الامطار بطريقة عملية وصحيحة فاننا نرحب بذلك. السيد سعيد أبو كمبال في مقاله وجه الانظار للمسؤولين، والي الولاية السيد الدكتور عبد الرحمن الخضر والسادة معتمدي المحليات بل والسيد الرئيس البشير فما ذنبهم وكأني بهم يتحملون عبء مواطنيهم بصدر رحب ويرددون قول المعري: يهم الليالي بعض ما انا مضمر ويثقل رضوي دون ما انا حامل المسؤولية ليست هي رأس الدولة وله في ذلك قول اسوقه هنا للعلم. «عند انعقاد مؤتمر المهندسين العرب بالخرطوم قام رئيس ونائب المهندسين السوداني بالاتصال بالرئيس وتوجيه الدعوة له برعاية المؤتمر فكان رد الرئيس عن رعاية المهندسين درء خطر مياه الامطار وذكر لهم انه عندما كان في ماليزيا حيث شدة ووطأة الامطار كبيرة كيف يعالج تصريف المياه وبطريقة وبكفاءة ممتازة عليه فاني ارى ان مسؤولية معالجة تصريف الامطار بالولاية مسؤولية كبيرة مضت عليها سنين كثيرة ومنذ عام 1988 صرفت مبالغ باهظة جدا لم يراع فيها ابسط القواعد لمعالجة المشكلة وهي اصبحت ماثلة امام العين. موسم الامطار هو موسم العذاب ليس لولاية الخرطوم ولكن لولايات عدة وما لم تتخذ الاجراءات اللازمة فإن الكوارث ستتوالى. كلمة الامطار وردت بالقرآن الكريم مرات ومرات فما ذكرت كلمة الامطار الا ورد بعدها كلمة العذاب نسأل الله ان يبدلنا غيثا يعم البلاد. علمت ان السيد الرئيس كلف وزير الري السيد المهندس كمال علي للتصدي لهذه المشكلة وارى انه انسب شخص لما له من دراية في هذا العلم. فالمسؤولية كبيرة ولابد ان يتحملها الجميع فالمعنيون هم الجمعية الهندسية السودانية، المجلس الهندسي، التخطيط العمراني، الارصاد الجوي، الجامعات، السلطة السياسية، ممثلة في المعتمديات، المحافظين، الرعاية الاجتماعية، والمنظمات الشبابية والجمعيات الخيرية، ارى انهم جميعا معنيون بهذا الامر ولابد من ان تتاح لهم الفرصة لعمل وضع سياسات وخطط تنفذ بطريقة علمية على ان تصدق لهم بالاموال ولتمكين خطة يحدد لها زمن محدد لتحل المشكلة من جذورها. شكرا جزيلا للاستاذ سعيد ابو كمبال لمقاله وشكرا لصحيفة الصحافة مع تقديري الخالص لمواطني شمبات جميعا الذين كان لهم الفضل في التصدي لمعالجة مشكلة الامطار في عقر دارها مع تقديري لابن شمبات البار الفريق عثمان احمد بلية ولمؤسسة النيمة ممثلة في المهندس عبد العزيز احمد بلية والاستاذ عبد القادر البدوي. * مواطن بشمبات مهندس ري بالمعاش