أكد وزير الخارجية ،علي أحمد كرتي ،حرص الحكومة على التوصل لإتفاق حول الترتيبات الأمنية والسياسية التي من شأنها معالجة التوترات التي نشبت اخيراً في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وجدد التزام الحكومة الكامل بتسوية ما تبقى من قضايا معلقة في تنفيذ إتفاقية السلام الشامل، بما في ذلك وضع منطقة أبيي وإستكمال عملية ترسيم الحدود مع جنوب السودان،والآليات والإجراءات المشتركة اللازمة لمراقبتها ، لكنه شدد على عدم قبول السودان لأية حرب بالوكالة من شأنها زعزعة الإستقرار على مناطق الشريط الحدودي بين البلدين . وجدد وزير الخارجية في بيان السودان أمام الدورة (66) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مساء أمس الاول، الوفاء بالتزامات السودان تجاه تطبيق إتفاقية السلام الشامل وإنحيازه لخيار السلام والإستقرار بإلتزامه بقيام الإستفتاء على تقرير المصير لجنوب السودان ، وأشار الى أن السودان كان أول دولة تعترف بقيام دولة جنوب السودان ، وقدم كرتي التهنئة بانضمام دولة جنوب السودان للجمعية العامة للأمم المتحدة . وبشأن دارفور ، أشار البيان إلى تتويج مفاوضات السلام بالتوقيع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي وجدت الدعم والقبول من أهل الاقليم بمختلف مكوناتهم . وأهاب كرتي في بيانه بعدم الإنسياق وراء توجهات بعض الدول ، مشيراً إلى عدم إفراد الأمين العام لمساحة في تقريره لإبراز جهود الحكومة السودانية وإنحيازها لخيار السلام ، مؤكداً أن القيادة السودانية وعلى رأسها الرئيس عمر البشير هي التي مكنت أهل الجنوب من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم إلتزاماً بخيار السلام ونبذ الحرب ، مبيناً أن ذلك جهد يستوجب التقدير وليس محاولات التجريم والإتهامات الجزافية على النحو الذي تروج له المحكمة الجنائية الدولية تجاه الرئيس الذي تم إنتخابه ديمقراطياً في إنتخابات تميزت بالنزاهة والشفافية، تحت مراقبة دولية وإقليمية، وأشار البيان للعقوبات الإقتصادية الأحادية التي تفرضها الولاياتالمتحدةالأمريكية على السودان، ووصفها بأنها عقوبات كيدية وغير مبررة وظالمة تستهدف إضعاف السودان وتقويض نهضته التنموية . وأعرب الوزير عن تطلع السودان لدعم المجتمع الدولي ومؤسساته التمويلية فيما يتعلق بإعفاء الديون ودعم مشروعات التنمية بعد إستيفاء كافة النواحي الفنية كدولة نامية خارجة من النزاعات ، ووفقاً للمعايير المعمول بها مع رصيفاته من الدول ،ودعا المستثمرين من كافة أنحاء العالم للإستثمار في السودان ،مؤكداً قدرة السودان على سد النقص في الغذاء الذي يواجه العالم الآن . كما أكد كرتي على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ، وحقه في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة ، وأيد البيان الطلب الذي تقدمت به فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة . واختتم الوزير البيان بالتأكيد على ضرورة إصلاح الأممالمتحدة و مجلس الأمن ، مشيراً إلى أن غياب الإصلاح يزيد من تهميش الدول النامية ويضر بمصالحها القومية ، مؤكداً ضرورة إبعاد المنظمة الدولية عن هيمنة بعض الدول التي تستغل مجلس الأمن لتنفيذ أجندتها السياسية .