طالب السودان منظمة الأممالمتحدة بضرورة أن تتسم أعمالها ونشاطاتها بالمهنية والتجرد والحيادية تحقيقاً لتعزيز التعاون في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العلاقات الدولية وذلك إتساقاً مع نصوص وروح ميثاق المنظمة الدولية، وطالب المنظمة الدولية أن تنأى بنفسها من خدمة الأجندات الضيقة واستهداف دولاً بعينها من خلال الإنتقائية وإزدواجية المعايير . جاء ذلك في بيان السودان الذي أدلى به الأستاذ صلاح الدين ونسي محمد خير وزير الدولة بوزارة الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تقرير الأمين العام حول أعمال المنظمة. وأكد البيان على أهمية مناقشة تقرير الأمين العام في بداية أعمال الدورة السادسة والستين للجمعية العامة عقب الإنتهاء من مرحلة النقاش العام والذي يتناول حصاد أعمال المنظمة التي تبني عليها شعوب العالم آمالاً عراض في تحقيق التنمية وتعزيز السلم والأمن الدوليين خاصة وأن عالمنا يشهد العديد من التحديات والأزمات العالمية التي تستوجب تضافر الإرادة الدولية من أجل مقابلتها وتجاوزها بما يحقق التنمية والأمن لشعوب العالم أجمع . وأشار البيان إلى أن التقرير أورد جانباً هاماً بشأن الإحتياجات الخاصة لأفريقيا، وأكد على أن توفير الدعم لتنمية أفريقيا ينبغي أن يتصدر أولويات الأممالمتحدة ، مقروناً مع مبادرة النيباد بما في ذلك وجوب تعزيز تدفقات الموارد إلى أفريقيا ومعالجة مشكلة المديونية وإيلاء الإهتمام بالدول الأقل نمواً والتي تشكل الدول الأفريقية غالبية دولها مع الامل أن يقترن ذلك بالأهداف الإنمائية للألفية والتي تمثل رؤية للنهوض في المجالات الثقافية والإجتماعية . وأكد البيان على أن السودان يولي أهمية خاصة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتفق عليها دولياً ويأمل أن يضطلع المجلس الإقتصادي والإجتماعي بدور هام في مجال متابعة ورصد الإلتزامات الخاصة بأهداف الألفية وينبغي دراسة معوقات التنفيذ حتى تتمكن الدول النامية من الوفاء بالأهداف الإنمائية للألفية . وأشار البيان إلى أن السودان كان يتوقع أن يشيد الأمين العام في تقريره بإلتزام حكومة السودان وإنحيازها لخيار السلام منذ توقيع إتفاق السلام الشامل وإنتهاءاً بقيام الإستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان والذي أفضي إلى إعلان قيام دولة جنوب السودان والتي وجدت الإعتراف من حكومة السودان ، وناشد البيان المنظمة الدولية أن لا تنساق وراء توجهات بعض الدول التي لا تريد أن ترد الفضل لأهله ، وأشار البيان إلى أن القيادة السودانية وعلى رأسها الرئيس عمر حسن أحمد البشير هي التي مكنت أهل الجنوب من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم وإلتزمت بذلك من أجل السلام والإستقرار في البلاد وظلت وما تزال تدعو إلى قيام علاقات حسن جوار تقوم على التفاهم والمصالح المشتركة. وطالب البيان بضرورة أن يتضمن تقرير الأمين العام في الدورة المقبلة خطة لتعزيز التعاون العالمي والتقني بين الدول الأعضاء تحقيقاً للتعاون الدولي في مجال العلوم والتكنولوجيا وذلك لأهميتها ودورها في ترقية التنمية الإقتصادية والإجتماعية المستدامة لشعوبنا حتى تجني ثمار التقدم العالمي بما في ذلك الإستفادة من الإمكانات التي توفرها الطاقة النووية للأغراض السلمية . وأعرب عن تطلع السودان إلى ضرورة أن تتسارع خطى الإصلاح لتضخ دماءاً جديدة في شرايين المنظمة بما يحقق أهدافها في التنمية وصون السلم والأمن الدوليين.