أكد السودان دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وحقه في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة ، وأيد الطلب الذي تقدمت به فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. جاء ذلك في بيان السودان أمام الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الذي ألقاه علي كرتي وزير الخارجية ونقلته وكالة الانباء السودانية مساء أمس ، و طالب البيان بضرورة إصلاح الأممالمتحدة ومجلس الأمن ، مشيرا إلى أن غياب الإصلاح يزيد من تهميش الدول النامية ويضر بمصالحها القومية ، مؤكدا ضرورة إبعاد المنظمة الدولية عن هيمنة بعض الدول التي تستغل مجلس الأمن لتنفيذ أجندتها السياسية . وأكد حرص السودان على التوصل لاتفاق حول الترتيبات الأمنية والسياسية التي من شأنها معالجة التوترات التي نشبت مؤخرا بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وتسوية ما تبقى من قضايا عالقة مع دولة الجنوب بما في ذلك تسوية وضع منطقة "أبيي" واستكمال ترسيم الحدود والآليات والإجراءات المشتركة اللازمة لمراقبتها . وأكد السودان في نفس الوقت عدم قبوله لأي حرب بالوكالة من شأنها زعزعة الاستقرار على مناطق الشريط الحدودي بين البلدين . وأشار البيان الى وفاء السودان بالتزاماته تجاه تطبيق اتفاقية السلام الشامل وانحيازه لخيار السلام والاستقرار بالتزامه بقيام الاستفتاء على تقرير المصير لجنوب السودان ، مشيرا إلى أن السودان كان أول دولة تعترف بقيام دولة جنوب السودان ، وشارك رئيس الجمهورية في مراسم الاحتفال بإعلان الدولة الجديدة وبسط يد التعاون والإخاء بما يخدم مصلحة الشعبين ، وقدم كرتي التهنئة بانضمام دولة جنوب السودان للجمعية العامة للأمم المتحدة . وبشأن دارفور ، أشار البيان إلى تتويج مفاوضات السلام في الدوحة بالتوقيع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي وجدت الدعم والقبول من أهل دارفور بمختلف مكوناتهم ، وتجسد ذلك الدعم في المشاركة الواسعة التي حظي بها مؤتمر أصحاب الشأن الذي عقد في شهر مايو الماضي كذلك حظيت الوثيقة بتأييد ودعم المجتمع الدولي . وأعرب الوزير عن الشكر والتقدير لدولة قطر والإتحاد الأفريقي والجامعة العربية صاحبة المبادرة وبفريق الوساطة المشتركة وكافة الشركاء الدوليين والإقليميين . وأهاب وزير الخارجية السوداني في بيانه بالأممالمتحدة بعدم الانسياق وراء توجهات بعض الدول ، مشيرا إلى عدم إفراد الأمين العام لمساحة في تقريره لإبراز جهود الحكومة السودانية وانحيازها لخيار السلام . وأشار إلى أن القيادة السودانية وعلى رأسها الرئيس البشير هي التي مكنت أهل الجنوب من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم التزاما بخيار السلام ونبذ الحرب ، مبيناً أن ذك جهد يستوجب التقدير وليس محاولات التجريم والاتهامات الجزافية على النحو الذي تروج له المحكمة الجنائية الدولية تجاه الرئيس البشير الذي تم انتخابه ديمقراطيا في انتخابات تميزت بالنزاهة والشفافية تحت مراقبة دولية وإقليمية . وأشار البيان للعقوبات الاقتصادية الأحادية التي تفرضها الولاياتالمتحدة الأمريكية على السودان ووصفها بأنها عقوبات كيدية وغير مبررة وظالمة تستهدف إضعاف السودان وتقويض نهضته التنموية. وأعرب عن تطلع السودان لدعم المجتمع الدولي ومؤسساته التمويلية فيما يتعلق بإعفاء الديون ودعم مشروعات التنمية بعد استيفاء كافة النواحي الفنية كدولة نامية خارجة من النزاعات ، ووفقاً للمعايير المعمول بها مع نظرائه من الدول . و دعا وزير الخارجية السوداني في بيانه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، المستثمرين من كافة أنحاء العالم للاستثمار في بلاده مشيرا إلى الموارد الطبيعية التي يذخر بها السودان خاصة المعادن ، والأراضي الخصبة وتوفر المياه ، مؤكدا قدرة السودان على سد النقص في الغذاء الذي يواجه العالم الآن . وأكد البيان على أهمية إيلاء القارة الأفريقية الأهمية القصوى في الأجندة التنموية للأمم المتحدة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الفقر والأمراض المستوطنة وتحقيق أهداف الألفية للتنمية ، ودعا لمد يد العون والمساعدة للدول الشقيقة في القرن الأفريقي خاصة الصومال في مواجهة كارثة الجفاف وتداعياتها الإنسانية . و طالب البيان بأهمية تفعيل الدبلوماسية الوقائية وتعزيز جهود صناعة السلام في أفريقيا مشيرا إلى تجربة مجلس الحكماء وبصفة خاصة فريق الحكماء الأفارقة الذي يقوده ثابو أمبيكي بما يؤكد فعالية الدور الإقليمي في تسوية النزاعات وتحقيق الأمن والسلم في القارة الأفريقية . وتطرق البيان لمسائل البيئة والآثار السالبة للتغيرات المناخية مشيرا لأهمية الوصول لتوافق دولي وخطط عمل محددة في هذا الإطار ، كما أكد البيان على مشاركة السودان الفاعلة في مؤتمر الأممالمتحدة الدولي للتنمية المستدامة المقرر عقده في 2012. أفريقيا اليوم