قال مستشار رئيس الجمهورية مسئول ملف شرق السودان، مصطفى عثمان اسماعيل ، لابد ان يشعر مواطن الشرق بنقلة حقيقية بفعل السلام الذي التزم به تماما وبقي علينا ان نرد هذا الالتزام ، ومنذ ان وقع الاتفاق لم تطلق رصاصة واحدة في الشرق ،فالنزاع في شرق السودان اساسه التنمية ، واضاف اسماعيل في ندوة التنمية واعمار الشرق بمركز دراسات المستقبل امس ، ان اتفاقية الشرق لم تخرج عن المألوف مثل ابوجا ونيفاشا ، حيث بقي نظام الحكم كما هو بمستوياته الثلاث ، فضلا عن انه الملف الوحيد الذي لم يتم تدويله وابعد عن الايادي الغربية بشكل خاص، موضحا ان الاممالمتحدة لم يتم اشراكها الا بعد الوصول الى اتفاق ، بهدف الاستفاده من كوادرها المدربة . مؤكدا على عدم استبعادهم للكوادر الوطنية المؤهلة ، فقد تمكن صندوق اعمار الشرق من تنفيذ (546) مشروع خلال الفترة الفائتة ، ومن المنتظر ان تفرز عطاءات 77 مشروعاً في اول اكتوبر المقبل ، واقر الصندوق بوجود عوائق تواجه تنفيذ المشاريع بجانب ان المبالغ الموفرة اقل من الحاجة المطلوبة ، واكد خبراء تحدثوا في الندوة ان التنمية لن يكون لها الاثر الواضح الا اذا ربطت بالانسان وطالبوا برفع شعار (الانسان قبل البنيان ) لاقتلاع مشكلة التنمية من جذورها ، وتحفظوا على توزيع التنمية بالتساوي على ولايات الشرق الثلاث ، لاختلاف الاولويات والحاجة في كل منها . واكد ، مستشار رئيس الجمهورية ، مصطفى عثمان اسماعيل ، ان هناك بقايا من اتفاق الشرق لم تنفذ ، في جانب الخدمة المدنية ، منها 750 وظيفة لابناء الشرق وعدد من المسرحيين من جبهة الشرق لم يتم استيعابهم في الخدمة المدنية، وستتم معالجات للذين تجاوزت اعمارهم سن الخدمة واشاراسماعيل ، الى رصد مبلغ 600 مليون دولار لصندوق اعمار الشرق لتمويل المشروعات الكبرى، وكشف عن اكتمال 77 مشروعاً من المنتظر ان يتم فرز عطاءات الشركات التي ستنفذ المشاريع في اول اكتوبر القادم، واضاف اسماعيل ان الكويت التزمت لصندوق اعمار الشرق بنصف مليار دولار ،50 مليون دولار منها منحة ، و450 مليون دولار تسويات ، 50 مليون دولار للمستشفيات والمدارس التي قدر عددها ب 16 مدرسة اكاديمية و12 مدرسة فنية ،وايضا خصصت منها 200 مليون دولار للكهرباء ومن المتوقع ان تغطي الكهرباء جميع انحاء الشرق خلال الخمسة اعوام المقبلة بحسب الخطة الموضوعة لهذا الجانب ، و250 دولار للصرف الصحي في كل من كسلاوبورتسودانوالقضارف ، مشيرا الى ان المبلغ اقل من الحاجة الفعلية ، وان حكومة السودان قد ابدت استعدادها لدفع المتبقي لسد النقص ، ورجح ان تنفذ المشروع شركات اروبية وايرانية وعربية . واكد اسماعيل ان البنك الاسلامي التزم بحوالي 250مليون دولار ، قسمت بالتساوي على مشاريع ، طوكر ، القاش ، وحلفاالجديدة ، ودعم الزراعة المطرية في القضارف ، والخضر والفاكهة في ولاية كسلا ، مرجحا بأن البداية ستكون بمشروع حلفاالجديدة . وقال ان دولة ايران قد التزمت بحوالي 200 مليون دولار وتم التوقيع على 72 مشروعاً خلال زيارة الرئيس الاخيرة الى ايران ، فيما التزمت المنظمات الانسانية بحوالي 100 مليون دولار ، وقد التزمت حكومة السودان بمبلغ 880 مليون دولار لمشروع سد ستيت الذي قال إن 20 % من المشروع قد انجزت بالفعل ، وقد وضعت مبالغ لتنفيذ عدد من المشاريع في ولاية القضارف حيث خصصت 4 مليون دولار لتنفيذ مشروع الالبان بجانب مشروع مدبغة للجلود خصص له 5.8 مليون دولار و3 مليون دولار لمشروع الجير الحجري والمهدرج ، بجانب مسلخين في كل من بورتسودانوكسلا بحوالي 200 مليون دولار . من جانبه اقر مدير صندوق اعمار الشرق ابوعبيدة محمد دج ، ان هناك صعوبات تواجه الصندوق في الولايات الثلاث ، واريافها ، وقال ان ارتفاع معدلات الفقر ، والنزاعات الدائرة في الدول المجاورة ، وبعض المؤشرات الاجتماعية السالبة بالاضافة الى الكوارث الطبيعية ، القت بظلالها على تنفيذ المشروعات ، وكشف دج عن تنفيذ ( 564 ) مشروع بالشرق خلال الفترة الفائتة ، في المياه والصحة والتعليم والطرق ، واشار الى ان الدعم الذي يأتي الى الصندوق مقارنة بمناطق السودان الاخرى قليل جدا، وان المبالغ المخصصة للصندوق لاتتناسب مع المشاريع المطروحة موضحا ان الحاجة اكبر من ذلك وان المبالغ لم توفر في وقتها المحدد ، وان مشاريع المياه في ولاية القضارف قد قطعت شوطا بعيدا ، قبل ان يقول ان هناك استراتيجية واضحة لتنمية الخدمات واعادة الاعمار ،ابرزها تقليل نسب الفقر ببناء القدرات البشرية وحماية البيئة بجانب اعمار الزراعة والصناعة والسياحة ،وضمان عودة اللاجئين ، وبرامج تنمية المرأة والطفل ، ولابد من تأمين المبالغ المطلوبة من الحكومة الاتحادية ، قبل ان يعتب على وزارة المالية بأن ماوفرته دون الطلب الا انه عاد والتمس لها العذر بأن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد قد حالت دون سداد هذه المبالغ في وقتها ، وقيم اداء الصندوق بالممتاز في الفترة الفائتة لانجازه هذا العدد غير المسبوق من المشاريع بشرق السودان ، وقال ان هناك منحة قطرية لتشييد قريتين نموذجتين ، بالاضافة الى القرض الصيني الذي يبلغ حوالي 50 مليون دولار الذي سيوجه الى مستشفى اطفال بالقضارف ومركز تدريب مهني ، وبناء مجمع للكوادر الطبية في ولاية كسلا بجانب مركز تدريب مهني ومركزشباب ،وحوالي 30 قارباً في ولاية البحر الاحمر ، مؤكدا على تخريج حوالي 4 ألف متدرب في الولايات الثلاث . وفي ختام حديثه اكد على التزام الصندوق بالشفافية والمراجعة العامة للمال قائلا ) لدينا ثلاثة تقارير من المراجع العام للاعوام السابقة اكدت سلامة ومطابقة الحسابات ) . هناك جهد كبيروغير مسبوق هذا ماقاله وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد والاعتراف بأن هنالك تهميشاً للشرق هوبداية موفقة ، فالدولة جادة في ايجاد برامج حقيقية للتنمية في شرق السودان ، وقال ان الطرق القومية التي تربط مصر مع البحر الاحمر ، وطوكر مع اثيوبيا وبورتسودان ، وحذر ابراهيم من تهميش المواطن العادي بالمنطقة ، وكيفية ادارة هذه الاموال الضخمة امر مهم جدا ووضع معايير لقياس اداء المشروعات ، وتوزيعها بالتساوي على الولايات الثلاث ليس صحيحا ، لانها تتفاوت في حاجتها ويجب ان تكون هنالك اولويات جغرافية حسب الظروف المختلفة للولايات الثلاث ، واضاف لانريد لاي شخص في الشرق ان يبقى بدون تعليم . وتحدثت القيادية بجبهة الشرق ووزيرة الدولة بالعمل ،آمنة ضرار ،عن انه لاتنمية من دون استقرار ، مشيرة الى ان انسان الشرق لم يستخدم في تنمية وادارة هذه المشاريع وهذا سبب مباشر في تفاقم معدلات الفقر ، وتلاها بالحديث والي البحر الاحمر الاسبق ابوعلي مجذوب ابوعلي قائلا ان القضايا الاساسية لتدهور انسان الشرق هي انهيار الزراعة والرعي ، قبل ان يضيف ان المبالغ المرصودة لعمار الشرق كافية ، والحل في اعادة المشاريع الاساسية في الولايات ليخرج المواطنون من دائرة الفقر ، غيران هذه المشاريع تمت بعيداعن التشاورمع اصحاب الخبرات في المنطقة ، وقال ان توصيل مياه النيل الى البحر الاحمر هو الحل . وابدى مناقشون في الندوة تحفظهم على بعض المشروعات المنفذة باعتبار ان هناك ماهو اولي منها ، فالمشاريع التي تتعلق بالتنمية البشرية من المفترض ان تكون صاحبة المرتبة الاولى في التنفيذ ، واجمعوا على ان توزيع المشاريع بالتساوي على الولايات الثلاث غير سليم ولابد من مراجعة هذا البند من محور الثروة .