لم نسمع أو نقرأ حتى الآن ما يفيد بارجاع العاملين بالقصر الجمهوري لقطعة الأرض الوقفية التي انتزعتها لهم رئاسة الجمهورية ليقيموا عليها داراً للعاملين بالقصر، وهذا يعني أن القصر ماضٍ في مشروع داره في ذات الأرض المنزوعة أو بالأحرى المغتصبة دون حتى تقديم بديل مكافئ لها دعك من أن يكون أفضل منها كما يقضي الواجب الديني، فلم نسمع أو نقرأ أيضاً عن تقديم القصر لبديل مرضٍ ومجزٍ نظير الأرض الوقفية التي اغتصبها، والغريب أن يحدث ذلك ويستمر العاملون بالقصر في تعديهم على مال الله رغم ما قيل عن حديثٍ صريحٍ وجهه الرئيس ذات مرة للقائمين على أمر الأوقاف القومية الاسلامية ومضى فيه إلى حد حثهم على انتزاع الأرض التي يقوم عليها مكتبه الذي يجلس عليه لو ثبت أنها أرض وقفية، ولا أعرف ماذا ينتظر الرئيس الآن بعد أن علم بهذا التعدي الذي قام به نفر من عقر داره ومحسوبين عليه شخصياً، هذا بافتراض أن الشكوى التي بعث بها أمين ديوان الأوقاف إلى رئاسة الجمهورية قد وصلته واطلع عليها ولم يتم «غمتها» في منتصف الطريق وايداعها أحد الأدراج أو سلة مهملات... لست في حاجة للاشارة إلى وجوب أن ينظر القائمون على الأمر للوقف على أنه مال الله المؤتمنين عليه والمكلفين بحراسته ورعايته، ليس فقط بالحيلولة دون أكله بالباطل أو التعدي عليه بمختلف الحيل والأساليب وإنما السعي لتطويره وتنميته واستثماره، فكل ذلك من المعلوم بالضرورة، ولكن أظن أنني في حاجة للاشارة لتلك المعلومة التي أوردها أمين ديوان الأوقاف في شكواه حول تعدي العاملين برئاسة الجمهورية على قطعة الأرض الوقفية بالمقرن في مقابل منح الديوان أرضاً بديلة بحي الصحافة لا هي مكافئة لأرض المقرن ولا هي أفضل منها، ومؤدي المعلومة التي تعززها آراء طيف واسع من العلماء والفقهاء هي أن بدلاً كهذا لا تعريف له غير أنه اغتصاب - وأي اغتصاب بشع مثل هذا الذي وقع على مال الله - وأن الأرض المغتصبة لا تصح فيها الصلاة، فهل هذا ما يريده العاملون بالقصر لدارهم في حال انشائها على هذه الأرض الوقفية، وهل يريدون أن يأكلوا مال الله بالباطل وأن يقيموا احتفالاتهم ومناسباتهم ويفرحوا ويهللوا ويتآنسوا ويتسامروا في هذه الدار التي أضحت نجسة وملوثة ولا تصح فيها الصلاة، وهل يعجب ذلك الرئيس ونائباه الأول والثاني والوزير برئاسة الجمهورية والوكيل وقبل هؤلاء مستشار التأصيل الذي لا نعرف سبباً يبقيه مستشاراً للقصر ومال الله يتم الاعتداء عليه من داخل القصر، اتقوا الله في مال الله واعيدوا كل الاوقاف والأملاك المعتدي عليها ويكفي ما أصاب البلاد والعباد من اعتداءات وتعديات أخرى....