اتفق السودان وليبيا على إعادة تأسيس العلاقات بينهما بمنظور استراتيجي،وتوسيع مجالات التعاون وإحياء اللجان المشتركة،ونفى الطرفان تسرب سلاح متطور من ليبيا عبر السودان واعتبراها اشاعة لضرب علاقتهما،وتعهدا بالتنسيق من اجل ضبط الحدود لمنع أي انقلات امني وتحرك عناصر متمردة،ووعدت الخرطوم بفتح الحدود التي أغلقتها منذ فبراير الماضي. وأجرى النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ، الذي وصل إلى طرابلس أمس في زيارة استمرت يوما ، محادثات مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ونائبه محمود جبريل،ركزت على الأوضاع في ليبيا وانتصار الثورة ومستقبل الجماهيرية،وتعزيز مجالات التعاون المشترك. وقال طه ،في مؤتمر صحفي مع عبد الجليل بفندق ركسوس ، ان السودان أبدى استعداده في مساعدة ليبيا لبناء مؤسسات الدولة وبسط القانون، وسيعقد الجانبان ندوات مشتركة خلال المرحلة المقبلة،موضحا انه اطمأن من المسؤولين على امن الجالية السودانية في ليبيا وما يمكن أن يكون عليه الوجود السوداني هناك،مشيرا إلى اتفاق لتأمين الحدود المشتركة. ورأى ان السودان وليبيا بإمكانهما القفز إلى مراحل متقدمة في مجالات التعاون المختلفة بالنظر إلى الإمكانيات البشرية والموارد الطبيعية التي يذخر بها البلدان. وأكد دعم السودان لخيارات الشعب الليبي، وأضاف «ندعم ونساند خيارات الشعب الليبي السياسية ونقف إلى جانب ثورته لتكون في خدمة مصالح الشعب الليبي»، وتابع»رسالتنا السياسية التي يمكن أن نقدمها للشعب الليبي هي أن اصبروا وصابروا ، أنتم مع النصر الكامل ومع أفق جديد يقتضي سماحة في النفس وتسامحا مع الآخرين ووحدة في الصف». وقلل طه من التقارير التي نشرتها صحف أجنبية حول انتقال أسلحة وصواريخ من الأراضي الليبية إلى السودان، واعتبرها إشاعات مغرضة تستهدف خدمة أجندة تريد أن تؤثر على ترتيبات الأوضاع في ليبيا وأن تنحرف العلاقات بين البلدين عن مسارها، وإعاقة الدور الذي يمكن أن يقوم به السودان مستقبلا في بناء علاقات ايجابية مع طرابلس. وأضاف «نحن متفقون على أن تأمين الحدود المشتركة قضية مهمة ويجري فيها تنسيق بين الجانبين لضمان استقرار الحدود وإفشال أي تحركات لمجموعات متمردة أو تفلتات أمنية». من جانبه قال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل، إن الرئيس الهارب معمر القذافي يسعى إلى نشر أسلحة في دول الجوار الإفريقي عبر كتائبه لخلق اضطرب في هذه الدول لتأكيد ادعاءاته بأن زوال نظامه سيؤدي إلى نشر العنف والتطرف وتنظيم القاعدة في المنطقة. وأضاف «هناك تقارير مؤكدة أن هذه المحاولات قد بدأت في عدة دول»، وأكد أن المزاعم التي تشير إلى دخول أسلحة إلى السودان تهدف إلى وقف التطور الذي تشهده علاقات البلدين، مشيرا إلى أن النائب الأول لرئيس الجمهورية قد أكد له عدم صحة هذه الادعاءات وأنها مجرد أكاذيب ليس إلا. وذكر جبريل أن الحكومة الانتقالية الليبية تسعى إلى تأسيس علاقة مع السودان ترتبط بالمصالح حتى لا تكون عرضة للتقلبات السياسية، وتحديد أولويات العلاقة بشكل مختلف وتوجيه الاستثمارات الليبية في الخارج نحو الأمن الغذائي لتحقيق مصالح مشتركة تكون حصانة لاستقرار العلاقات. ورافق طه خلال زيارته إلى طرابلس وزيرا الصناعة الدكتور عوض الجاز والإرشاد والأوقاف الدكتور أزهري التجاني وزير الدولة للخارجية صلاح ونسي،والمدير العام لجهاز الأمن الفريق أول محمد عطا المولى،ووفد من رجال الأعمال واتحاد أصحاب العمل ضم رئيس الاتحاد سعود البرير،ويوسف أحمد يوسف،وهاشم علي محمد خير وعلي أبرسي،وعبد الله الفاضل «الجراري».