حمل مخيم البطانة الخامس عشر لهذا العام الذي شرفه رئيس الجمهورية، العديد من البشريات الثقافية والاجتماعية والسياسية للمنطقة، بعد الحراك الكبير الذي أحدثه والاقبال الكبير الذي حظي به، واضاف تشريف رئيس الجمهورية للحدث ابعاداً كثيرة، وحمل دلالات متعددة أشاعت اجواءً من الفرح والرضاء وسط الرعاة والمواطنين وهم يشاهدون الرئيس يتفاعل مع فعاليات المخيم الثقافية والاجتماعية، وهو الأمر الذي جعل اهل البطانة يشيدون بتواضع واريحية البشير. وشهد المخيم الرابع عشر العديد من البرامج الثقافية المتمثلة في الليالي الشعرية التي حملت مبارزة الحروف والشعر البدوي والدوبيت مقروناً بشعر الفراسة، تمجيداً لرئيس الجمهورية بأدواره البطولية، وتجاوزه الأزمات السياسية التي تعرض لها السودان، وتصديه للعدوان والأجندة الغربية. وروي الشاعر عبد الله الشريقاوي خلال قصيدته دور الإنقاذ وقائدها البشير في الاهتمام بالبطانة، ولم يذهب بعيداً عن ذلك الشاعر أبو حليمة بوصفه لطبيعة المنطقة عبر رائعته «أم هبج»، وأكد من خلالها أن الإنسان يتحدث عن بيئته، ولم يغفل الشعراء يوسف ?لشوبلي وود زروق وود البنا فراسة وشهامة قيادات الإنقاذ لتحديهم ومواجهتهم الصعاب، حيث أقترن شعر هؤلاء بمسيرة الإنقاذ خلال الأعوام الماضية، فيما كانت الليلة الشعرية عبارة عن التحام وإظهار الفراسة عبر العرضة التي ميزت الرئيس البشير وواليي كسلاوالقضارف محمد آدم يوسف وكرم الله عباس الشيخ. وما يميز هذه الجلسة وجود قيادات البجا والشرق، مما يؤكد عودة الود وصفاء النفوس بمشاركة العمدة حسب الله الطاهر والناظر الهادي الهداب والوزير بحكومة كسلا بابكر أحمد دقنة، بجانب العمدة سعد رئيس اتحاد الرعاة، ووكيل ناظر الحباب محمد?علي محمد سعيد، وناظر البني عامر، ورئيس مجلس تشريعي ولاية كسلا. والتأمت القيادات الأهلية والتشريعية في حضرة الرئيس والقادة الدستوريين والرموز الوطنية. وعن المخيم وفعالياته قال رئيس المجلس التشريعي لولاية القضارف محمد الطيب البشير، إن ما ذكره الرئيس خلال المخيم أكد بجلاء اهتمامه وجلوسه مع الفقراء والمساكين، وإنفاذه برنامج تنمية البطانة عبر التنمية والعمل الدعوي والرعوي. وإن ذلك يعتبر مردوداً إيجابياً لاختلاف الوضع تماماً قبل بداية برنامج الرئيس، بعد أن شهدت المنطقة استقرار مشاريع المياه، وتطعيم قطيع الماشية مجاناً، وافتتاح مصرف الادخار، وتقديم التمويل للفقراء والمساكين. ومن جهته أكد المعتمد محمد يوسف أبو عشة أن تواضع الرئيس واهتمامه بأهل الثروة الحيوانية وجلوسه لمعرفة قضايا ومشكلات المنطقة فضلاً عن التزامه بقيام مركز البطانة للأدب القومي، يؤكد اهتمامه بالثقافة والشعر والأدب. وأشار أبو عشة إلى أن منطقة البطانة قد شهدت مشاريع تنموية فاقت تكلفتها عشرة مليارات جنيه، بافتتاح اربع مدارس ثانوية وأكثر من 120 فصلاً وأربعة حفائر، واستقرار النواحي الأمنية والتعايش السلمي، فيما أكد كرم الله عباس الشيخ اهتمام حكومته بتطعيم الثروة الحيوانية مجاناً لأهميتها في اقتصاد السودان وصادراته، ب?انب الخدمات الدعوية والرعوية والأدب والشعر الذي كان أبرز سمات وفعاليات المخيم متمثلاً في التنافس الشعري والأدب. وأبان الشيخ أن توجيهات الرئيس برعاية شعراء وأدباء البطانة عبر جامعة القضارف يعتبر كسباً لأهل المنطقة، بغرض تزكية وبث التراث، وهو يؤكد القيمة الأساسية في جلوس الرئيس بين اهله ومواطنيه. وقال إن اهتمام حكومة الولاية ورئاسة الجمهورية بهذه المنطقة يعود لأهميتها في الثروة الحيوانية وانتشار المعادن خاصة الذهب، مما جعل أهالي أكثر من ست ولايات تتدافع نحوها لوجود المرعى الخصب والماء والكلأ، لتصبح المنطقة ج?ذبة بعد التعدين.