وضعت ادارة مشروع الجزيرة، فرقا لمراقبة ترعتي الجزيرة والمناقل على مدار ال24 ساعة بعد ان اضطرت الى تحميل القناتين الرئيسيتين بمياه اكثر من المعدل الطبيعي لمجابهة شح المياه في الغيط، وقال مدير المشروع عثمان سمساعة انه وقع اقرارا لادارة خزان سنار بتحمل كامل المسؤولية عن ذلك، محذرا انه في حال انكسار الترعتين فإن المنازل و»الحواشات» في المشروع ستكون عرضة للغرق. وقال سمساعة للصحافيين خلال تفقد لجنة الشؤون الزراعية في البرلمان للمناطق المتضررة من العطش في مشروع الجزيرة امس، انه تم تخصيص 5 مهندسين و10 مراقبين لمراقبة الترعتين على مدار اليوم. واوضح ان خزان سنار منح القناتين الضخمتين في يوليو الماضي حصتهما من المياه البالغة 30.5 مليون متر مكعب، بيد ان شح الامطار اضطرهم لرفع حجم الحصة الى 35 مليون متر مكعب، قبل ان تصل الى 37 مليون متر مكعب لاستمرار انعدام الامطار منذ شهر سبتمبر، مؤكدا ان خزان سنار رفض زيادة الحصة خوفا من عدم تحمل الترعتين لكمية المياه، بيد ان اقرارا شخصيا من مدير المشروع جعل ادارة الخزان توافق على مضض. واكد مدير المشروع انهم يحاولون رفع مناسيب المياه في القنوات في محاولة «لانقاذ ما يمكن انقاذه»، واكد ان كل المشروع يعاني الان من ازمة مياه بسبب شح الامطار خلال هذا الموسم، موضحا ان مناطق مثل العوامرة والرميتاب وودالمقبول والحوش تعاني من العطش، واضاف «حتى في ترعة بركات لم تجدِ الطلمبات في رفع المياه الى الحواشات». ووقفت لجنة الشؤون الزراعية برئاسة يونس الشريف امس، على المناطق المتضررة من العطش في مشروع الجزيرة، وذلك في مناطق الكيلو 26 والكيلو 68 والعوامرة والاريك التابعة لمكتب ابوقوتة. واكد عضو اللجنة عمر علي، ردا على اسئلة المزارعين، ان قانون مشروع الجزيرة للعام 2005 ليس قرآنا منزلا ويمكن ان يعدل، وزاد «اللجنة مستعدة لتعديل القانون او إلغائه»، مبينا ان الحرية التي منحها القانون للمزارع لا تعني الفوضى. وافاد بأن اللجنة كلفت ادارة المشروع بتوفير طلمبات على وجه السرعة كحل اسعافي وتعويض المتضررين عبر تسهيلات في مدخلات الانتاج للموسم الشتوي، واشار الى اتفاق على ضرار وايجاد هيكل اداري للرقابة والضبط الاداري. ورصدت «الصحافة» خروج مساحات واسعة من دائرة الانتاج بسبب جفاف القنوات، حيث تيبست سيقان الذرة في مساحات كبيرة، وحاصر المزارعون في تلك المناطق اعضاء اللجنة بالشكاوي وابدوا حنقا لافتا على ادارة مشروع الجزيرة. وابلغ المزارعون، اعضاء اللجنة والوفد الصحفي المرافق بأن ادارة المشروع عمدت الى ضخ مياه في منطقة الكيلو 26 لعلمها بأن الموقع سيشهد جولة تفقدية من المسؤولين. وتعهد رئيس اللجنة يونس الشريف بمتابعة حل مشاكل المزارعين من العطش، وطالب بوضع احترازات تمنع تكرار ازمة شح المياه خلال الموسم الشتوي القادم. من ناحيته، ابدى رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، عباس الترابي، استعداد الاتحاد لتوفير اي تمويل تطلبه ادارة المشروع لمعالجة الازمة الراهنة. واكد ان الاعتراف بالمشكلة يمثل 75% من الحل. وابلغ المزارع علي مصطفى الرضي، الصحافيين بأن المساحات المتضررة في اقسام الشمالي الغربي، والشمالي، والغربي وصلت الى 120 ألف فدان 60% منها مزروعة بالذرة، موضحا ان عدد الاسر المتضررة يصل الى 10 آلاف اسرة، لا تملك قوتها هذا العام، ناهيك عن امداد اسواق الخرطوم بالذرة والفول السوداني والخضراوات كما درجت كل عام.