على الرغم من الجدل الذي ساد أخيراً في الساحة وفي الصحف المتخصصة في الشأن الفني حول برنامج «نجوم الغد» بأنه لم يعد كما السابق، واصبح يقدم تجارب لأصوات هزيلة ومهزوزة لن تستطيع الاستمرار في طريق الفن المضني، وأن نهايتها ستكتب عقب آخر حلقة في البرنامج وبعدها لن يكون لتلك الاسماء وجود، الا أننا نتفق مع هذا الراي لحد ما بأن الاصوات التي قدمها البرنامج في البداية كانت مواهب حقيقية، ووجدت قبولاً عند المستمعين من دون ان تحتاج الى تلميع، مثل عافية حسن التي اختفت من الساحة الفنية رغم النجاح الذي حققته، ورماز ميرغني والشاب سعد وخالد موسى وحرم النور ومحمد البدوي وغيرهم من الاسماء التي اصبح لها وجود. ونعم «نجوم الغد» ليس كما بدأ، ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن المبدع بابكر صديق هو مكتشف النجوم، وان البرنامج مازال يقدم اصواتاً جديدة سيكون لها شأن في المستقبل، وانه حلقة مهمة لتواصل الاجيال، ويصنع لها فرصة حقيقية لتنهل من تجارب الرواد. ولنا أن نلاحظ أن الأصوات التي انطلقت من خارج حلبة «نجوم الغد» انزلقت في دوامة الغناء الهابط إلا من رحم ربي، وبرنامج «نجوم الغد» رغم ما أثير حول ضعفه أخيراً الا انه قدم عدداً من الاصوات الجادة مثل شريف الفحيل وفهيمة وشول ومنار صديق، وهم اصوات جادة اذا وجدت الرعاية، فأصحاب المواهب عليهم أن يدركوا ان الطريق ملئ بالأشواك وليس مفروشاً بالورود، ومن يمتلك الموهبة سيمضي في دروب النجاح، ومن يفتقر الى ذلك سيسقط في الطريق، والجمهور وحده من يحكم ويقيم ويقطع باستمرار الفنان صاحب الإمكانيات والموهبة. ما قادني لهذه المقدمة الطويلة، نجمة لمعت في نجوم الغد.. نعم لم يحالفها الحظ بأن تكون من اصحاب الميداليات، ولكنها نجمة بحق وتمتلك موهبة حقيقية فقط تحتاج الى رعاية والي من يأخذ بيدها «شموس» كانت من المؤثرين في البرنامج، وعرفت بترديدها لأغاني الزمن الجميل والألحان الصعبة، واشتهرت بتريدها لأغنيات الراحل «عثمان الشفيع» واجادت، مما خلق لها ارضية ثابتة والفة بين الجمهور، جمعتني الصدفة بشموس وتجاذبنا اطراف الحديث، وتناقشنا حول تجربتها القصيرة، وللحقيقة هي تمتلك رؤية واضحة يفتقدها الكثيرون من الواعدين في شارع الفن، ولكن ما أخافني حقاً أن هناك أحد مقدمي النصائح المدمرة يحاول أن يبني حول هؤلاء النجوم حائطا من العزلة تجاه المبدعين اصحاب التجارب الثرة بأن «زمانهم فات وغنايهم مات» وعليهم أن يتجهوا الى تجارب «جديدة» مواكبة للساحة الفنية التي اصبحت تفتقد للطعم واللون والرائحة، بعد ان اصبحت الأغنيات الهابطة تنخر في جسد الساحة الفنية.. فعلى النجوم ان يحترسوا من مروجي الأغنيات الهابطة، فهي مقبرة دفنت فيها اصوات جميلة كان يمكن أن يكون لها شأن في الساحة الفنية.