المنشية حلم السكن لأثرياء الخرطوم و تشهد أسعار عقاراتها ارتفاعا مستمرا يصل الى مبالغ فلكية لدرجة ان الشقة بالمنشية أغلى منها في وسط لندن، وبالرغم من الصورة التي تحكي عن الڤلل والبيوت الفخمة بالمنطقة الا ان المنطقة تتوسطها ابنية شيدت من المواد المحلية،وقد شكا سكان منطقة المنشية من وجود السكن العشوائي الذي انتشر حول ضواحي المنطقة كما ان هناك اماكن مخصصة لعمل الطوب الاخضر مما ادى الى تشويه الشكل الجمالي للمنطقة خصوصا ان المنطقة تقع بالقرب من سكن وزراء ومسئولين بالدولة ، الصحافة انطلقت الى المنطقة لرصد م? الذي يجري . قبل الوصول الى كبري المنشية وعلى الجانب اليمين لشارع الزلط المؤدي الى الكبري لاحت مجموعة من المنازل المبنية من الطوب الاخضر والزنك والمواد المحلية على ارض شاسعة . يقول صديق حسين يسكن بالمنطقة ان هناك كثيراً من المباني العشوائية بمربع ( 9) التي اشانت منظر المنطقة واضاف حسين ان تلك المنازل تقع بالقرب من منازل الوزراء بالدولة وابان حسين ان تلك المباني لا تتواءم مع طبيعة المنطقة التي تشهد تطوراً عمراني واصبحت تلك المباني كالكلمة الشاذة وسط العمران . وفي وسط تلك المباني التقينا باصحاب محل تجاري ( دكان ) وفضلوا عدم ذكر اسمائهم قالوا ان تلك الاراضي مملوكة لافراد وباوراق ثبوتية موضحين انها منطقة زراعية وتوجد هناك اشكالية في تحويلها الى منطقة سكنية وكشفوا ان اصحاب هذه الاراضي يجرون اتفاقاً مع محلية الخرطوم لتوفيق اوضاعهم عبر تحويلها من زراعية الى سكنية واكدوا ان ملاك هذه الاراضي يعمدون الى ايجارها باسعار زهيدة لا تتجاوز 150 الى 200 جنيه شهرياً، وهي بمثابة حراسة لتلك الاراضي ريثما يحل اشكالهم مع المحلية . وذكروا ان القاطنين بتلك البيوت هم من الشرائح الفقيرة?ومرتبطون باعمال بالمنطقة من عمال البناء والنقاشين ولهم اطفال بالمراحل الدراسية المختلفة بالمنطقة وكشفوا ان ملاك تلك الاراضي اشترطوا عليهم البناء بالمواد المحلية لسهولة اخلائهم لتلك الاراضي عندما يحين موعد اخراجهم منها . والمنطقة تقع بالقرب من شاطئ النيل الازرق وتطل على النيل وبها تكثر المساحات الخضراء .. وذكر احد القاطنين بتلك البيوت ان الايجارات بالمنشية غالية جدا تفوق قدرتهم المادية وانهم مرتبطون باعمال قريبة من المنطقة واوضح ان هذه البيوت تشكل مأوىً لهم . والشاهد ان تلك الابنية تفتح الباب امام عدة تساؤلات عن من هو المستفيد من تلك الاوضاع ملاك الاراضي الزراعية ام المستأجرين ؟ ومن المتضرر سكان المنطقة ام المضطرون الى ايجار تلك المساكن ؟ ولماذا لم تتدخل السلطات المحلية بمعالجة المنطقة حسب قانون الاستصلاح الزراعي .