٭ شرف الغاية من شرف الوسيلة ومتى ما تلوثت الوسيلة تلوثت الغاية مهما كانت درجة طهارتها ونبلها. ٭ بالمقابل فإن استعمال الاسلحة الصدئة يعني ارتدادها الى صدر مستعملها مهما كانت طبيعة المعركة ودرجة الانتصار. ٭ أتذكرون قضية دكتور نصر حامد أبو زيد التي شغلت المجتمع المصري.. بل المجتمع الفكري على عمومه في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي وكيف تصاعدت الحملة ضده.. وأُخِذَ من الجامعة الى المحكمة.. بعد أن كُفِّرَ وطُلقت منه زوجته وبعد ان برأته المحكمة ترك مصر وسكن هو وزوجته في هولندا. ٭ قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن وظلت ظاهرة التكفير تتسع ولحقت بالكاتب الروائي حيدر حيدر. ٭ دكتور نصر حامد كان استاذاً بجامعة القاهرة كلية الآداب له مؤلفات تصب كلها في خانة النقد بهدف الوصول الى وعي علمي بدلالة النصوص الدينية.. كتب (الاتجاه العقلي في التفسير) نقد الخطاب الديني (مفهوم النص) الامام الشافعي. ٭ بدأت قضية دكتور نصر حامد بتقرير وضعه دكتور عبد الصبور شاهين حول كتاب الامام الشافعي وتأسيس الآيديولوجية الوسطية معززاً فيه اتهامه لمؤلفه بالتكفير والخروج عن جادة الطريق.. ونجح بالفعل في ان يحرم دكتور نصر من الترقية لدرجة الاستاذية في الجامعة ولكن لم يكتفِ دكتور شاهين بهذا الحد بل ذهب الى مسجد عمرو بن العاص وخطب في صلاة الجمعة في الثاني من ابريل عام 4991 واشتعلت المعركة وتلقفتها دار العلوم وجماعات الاسلام السياسي.. وألفت حولها الكتب ووزعت مجاناً.. وألف دكتور شاهين نفسه كتاباً أسماه (أبو زيد وانحسار العلما?ية في الجامعة). ٭ ولما هدأت المعركة ألف دكتور نصر أبو زيد كتابه ( التكفير في زمن التفكير) قال في احدى فقرات المقدمة ( ومن المخجل ان يوصف بالكفر من يحاول ممارسة الفكر وان يكون التكفير هو عقاب التفكير وهو مخجل في أى مجتمع وفي أية لحظة تاريخية وهى كارثة في جامعة القاهرة في العقد الاخير من القرن العشرين، لكن لأنه لا يصح إلا الصحيح فقد خذل القضاء مكر الماكرين وكشفت الاوراق ان الامر ليس امر دفاع عن الاسلام بقدر ماهو دفاع عن الكراسي المزورة والمصالح الدنيوية). ٭ اجرى احمد المسلماني لمجلة الاهرام العربي في عددها الصادر في الثالث عشر من مايو عام 0002م مقابلة مع دكتور نصر حامد أبو زيد تناولت قضايا كثيرة وحيوية ولكن أبرز ما قاله فيها ( لست شامتاً في عبد الصبور شاهين). أواصل مع تحياتي وشكري