بدعوة كريمة من الأستاذ ناصر الفاضل سعيد المصور الفوتغرافي بمكتب إعلام جامعة الخرطوم تشرفت بحضورحفل زفاف إبنة الفنان المسرحي الراحل الفاضل سعيد ( مواهب) بالنادي الدبلوماسي بالخرطوم أمسية الجمعة الأول من أكتوبر2011م . وما لفت نظري في حفل الزفاف أنه لم يكن تقليديا رغم بساطته حيث إبتكرت العروسة( وهي آخر العنقود عند الفاضل سعيد) زفة عن طريق الحنطور محمولا على حصان تم إدخاله إلى فناء النادي ومن على ظهره المحروسة بنت الفاضل سعيد وزوجها وقد كان الحنطور ملبسا ومزينا بزينة جاذبة للأنظار على طريقة العروس ومزاجها . و?أخبرني ناصر بأن الحنطور وغيره من المبتكرات مما جادت به عبقرية العروس وطلبت بأن تكون بعض الأشياء في زفافها ومنها إطفاء شمعة عيد الميلاد من على طورطة كبيرة الحجم بواسطة العروسين إيذانا بميلاد الزواج الميمون وتقديم صحن منها للعريس وكان موقع العروسين من النادي عبارة عن مسرح قائم لوحده تحركت فيه العروس بخفة ونشاط بحركات درامية و مسرحية تتكون من الرقص بين العروسين ثم الرقص الجماعي مع وزيرات العروسة الشبينات ثم ذهاب العريس وجلوسه على الكوشة ومن بعد أغنية مصرية شيقة تقدمت العروس نحو العريس بخطوات مسرعة وحركة درامي? فاتحة يديها للعريس ومحركة رأسها ومن خلفها الوزيرات (شبينات بالسوداني) في جوقة درامية وهي مصحوبة بأغنية : يابا ما تقول ليه لا ..عليك الله يايابا ما تقول ليه لا.. يا يابا عليك الله ما تقول ليه لا.. وهي من كلمات وألحان الفاضل سعيد وأداء الفنان الراحل محمد أحمد عوض . استطاعت العروس أن تغطي على تواضع الأداء الذي ظهر به الفنان الشاب الذي غنى في المناسبة وأعجبني إختياره لأغنية الكاشف وداعا روضتي الغناء والتي إبتدر بها الحفل وعلمت أن العروس إتفقت مع الفنان الشاب حسين الصادق على أغنيات بعينها وقد إختارته مخصوص لأد?ئها ولكن المطرب الشاب تصرف من تلقاء نفسه محاولة منه في بث الطرب في الحاضرين وغنى لسيد خليفة يا عقد اللولي وانتهى للحماسة رقم أن القوم دناقلة . وما لفت نظري غياب نجوم المسرح الكبار في حفل زفاف صغيرة الفنان الفاضل سعيد وغياب الرسميين من العاملين بوزارة الثقافة ووزارة الإعلام والأجهزة الرسمية والذين نشاهدهم في مناسبات تعود لأشخاص يقلون كثيرا عن مكانة الفاضل سعيد ودوره في الحياة السودانية وقد تم توزيع رقاع الدعوة عليهم جميعا كما علمت وغاب جلهم عن المناسبة.. فهل يعود ذلك لإهمال وتجاهل هذا الفنان الكبير الذي ج?د شخصية الإنسان السوداني البسيط من على المسرح واهتم بالسعاة والجرثونات في شخصية العجب وحمدان وبقيت عبارته الشهيره حمدان قوم جيب شاهي تذكرنا بكثير من يحملون إسم حمدان في حياتنا . وبالحبوبة في شخصية بت قضيم أم أن ذلك يعود إلى أن الفاضل سعيد كان بمثابة أبوذر الغفاري الفن السوداني يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده حيث كانت للفاضل فرقته الخاصة وجمهوره في كل مدن السودان وقراه بعيدا عن إتحادات الغناء والتمثيل التي صارت اليوم تشكل الوزارات وتطالب رئيس الجمهورية بتضمين إنشاء وزارة للثقافة في برنامجه الإنتخابي لكون ?زارة الثقافة والإعلام لاتتسع لهؤلاء الدراميين والمسرحيين الذين لا يحفل كثير منهم بحرية العمل المسرحي بقدر ما يهتمون بالوزراء و العلاقات الشخصية التي يمكن أن تربطهم بهم (وعندما جاءت وزارة السمؤل خلف الله طغى الغناء على المسرح بل كاد المسرح أن يختفي تماما ). وكان الفاضل سعيد رغم الطبيعة الكوميدية لأعماله إلا أن تلك الأعمال كانت حافلة بنقد الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي والإعلامي في سخرية تعزز مكانة النقد للدراما نفسها وما يصاحبها من دعاية فقد كان يقول للجمهور الذي يأتي للمسرح القومي بناءا على الدعاية ال?صاحبة للمسرحية والتي تتحدث عن وجود مواصلات بعد عرض المسرحية الذي ينتهي عادة بعد منتصف الليل .. مواصلات وين والله الليلة كداري لي أم بده .وحول نقد الإعلام أن أحد رؤساء التحرير جاءه نعي يقول توفي الوجيه فلان أسكنه الله فسيح جناته فكتب بقلمه إن وجد له مكان وهكذا صدر النعي . ونعى آخر لقد كان المرحوم دسم الأخلاق بدلا دمث . وهذا يدل على عدم الدقة في النشر في صحافتنا .ومهما يكن من شئ فقد كانت المناسبة الخاصة بالفاضل سعيد وأسرته مليئة بالعبر والعبرات في وقت قل فيه الإعتبار وكثرت العبرات فقد كانت العبره في أن شخصا ?لأ الدنيا وشغل الناس كالفاضل سعيد تمر مناسبة زواج بنته من غير مشاركات وكثير إهتمام إلا من بعض المعارف والأصدقاء نذكر منهم الأستاذ الإذاعي تاج السر محمد علي وكان يمكن أن تشكل مناسبة زواج بنت الفاضل سعيد وقفة من جانب أهل الفن والإبداع والمسرح نرى من خلالها تدافعا من قبيلة الدراميين والمسرحيين والمطربين يملأون المكان.. ويا لهفي على الراحل الفنان زيدان إبراهيم الذي لو كان حيا لفعلها وجاء من تلقاء نفسه وغنى مجاملا لأسرة الفاضل سعيد ولبنته الصغرى في زواجها ولكن أهل الفن غابوا وغابت الدهشة إلا ما قدمته العروس نفس?ا من إبتكارات وإبتسامات وروح مرحة هي ذات الروح التي كان يحملها الفاضل سعيد .أما العبرات فإن كثيراً من المدوعين كانوا يشعرون بأنهم مدوعون لمسرحية بطلها الفاضل سعيد وليس لحفل زواج بنته ولم يكن غيابه عن المناسبة أمرا محتملا بالنسبة لهم وكانوا يسألون قائلين لبعضهم البعض أين إخوة الفاضل سعيد وأخواته ولماذا لم يكن لهم حضور طاغيا وكأني ببعضهم يبحث عن شبه المبدع الراحل في بني جلدته وعشيرته الأقربين وقد شكل أبناء الراحل الفاضل سعيد حضورا وخاصة أبنائه الذين كانوا يستقبلون الضيوف ويقدمون لهم ما طاب ولذ من الأكل والشر? بخاطر طيب ونفوس مطمئنة وروح مرحة وترحاب واسع وطلاقة في وجه من يعرفونه ومن لا يعرفونه طالما جاء مشاركا في زواج أختهم، لهم التحية ومبروك للعروسين وأنا على يقين أن الأستاذة مواهب الفاضل سعيد لها قدرة على إدارة قرية سياحية متكاملة إذا سعت ولاية الخرطوم أو القطاع الخاص معها في إقامة صرح سياحي في بلادي. [email protected]